تعرف على المغربية لبنى بوعرفة واستخدامها الذكاء الاصطناعي بمجالات الرعاية الصحية

3 دقائق
لبنى بوعرفة
حقوق الصورة: مارتن جيمس نيتوورك. تعديل إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

نشأتها ودراستها

ولدت لبنى بوعرفة عام 1983 ونشأت في مدينة مكناس المغربية، وانتقلت بعمر 17 عاماً إلى هولندا لدراسة الهندسة الكهربائية بتخصص معالجة الإشارات الإحصائية في “الجامعة التكنولوجية في دلفت”. وبعد حصولها على درجة البكالوريوس عام 2005، حصلت على الماجستير في مجال معالجة الإشارات وتكنولوجيا المعلومات عام 2007 من الجامعة ذاتها، ثم شرعت في العمل للحصول على درجة الدكتوراه، حيث استخدمت في بحثها التعلم الآلي لاكتشاف الحالات الشاذة والتنبؤ بسير العمل الجراحي في الحياة الواقعية.

اكتشفت بوعرفة أن الذكاء الاصطناعي يوفر إطاراً قوياً للطب القائم على الأدلة، فباستخدام البيانات يمكن تحسين النتائج مباشرة في بيئة العالم الحقيقي خارج التجارب السريرية، وخلال بحثها في الدكتوراه تم تكليفها ببناء قمرة قيادة للجراحين في غرفة العمليات باستخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بسير العمل الجراحي واكتشاف الحالات الشاذة في الوقت الفعلي. وفي ذلك الوقت، كان الجراح الوحيد الذي استطاعت أن تجده والذي لم تخيفه فكرة قمرة قيادة تعمل بالذكاء الاصطناعي تراقب غرفة عملياته، هو بروفيسور ألماني يدعى “فوسنر”، حيث شعر جميع الجراحين الآخرين الذين تحدثت إليهم في هولندا والولايات المتحدة أنه لا يمكن تفسير عملهم تلقائياً من قبل الآلات، وأن ما يفعلوه هو فن ولا يمكن لأي آلة أن تساعد في صنعه، لكن هذا لم يمنعها من هدفها المتمثل في إنقاذ حياة البشر وتحسينها باستخدام الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي يحمل إمكانات هائلة

تعتقد بوعرفة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يجعل الرعاية الصحية أكثر فعالية، وتسعى من خلال عملها إلى بناء أنظمة صحية مستقبلية، فالذكاء الاصطناعي بالنسبة لها ليس منطقة مخصصة لعباقرة التكنولوجيا، بل مساحة مفتوحة للجميع، وترى أن الذكاء الاصطناعي يحمل إمكانات هائلة يمكن تنفيذها في الرعاية الصحية، فالعالم اليوم يواجه تحديات غير مسبوقة مع زيادة عدد السكان، ويمكن للذكاء الاصطناعي الحفاظ على صحة السكان مع زيادة أعدادهم.

ولتحقيق هدفها أسست شركة “أوكرا تكنولوجيز” عام 2015، كشركة مهتمة بحلول التعلم الآلي في مجال الرعاية الصحية، تهدف إلى السماح لمتخصصي الرعاية الصحية بالقدرة على الجمع بين جميع بياناتهم في مكان واحد مع القدرة على إنشاء رؤى قائمة على الأدلة في الوقت الفعلي، وهذا يساعدهم في الواقع على إنقاذ حياة البشر وتحسينها، فحسب قولها: “ليس عليك انتظار إصابة الناس بالمرض. يمكن أن تصبح أنظمة الرعاية الصحية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أكثر نشاطاً وتستفيد من هذه البيانات لتقديم المشورة للمرضى والأطباء”.

يمكن تحقيق ذلك من خلال فحوصات الفرد المنتظمة، فإذا ما تم اكتشاف حالة شاذة يوماً ما، يتم وصف الفحوصات تلقائياً، وإذا كان الوضع خطيراً يتدخل الإنسان هنا -الطبيب- للتحدث إلى المريض، وتقول: “بينما يقوم الطبيب بهذا العمل، تعمل خوارزميات الذكاء الاصطناعي في الخلفية وتتنبأ بأفضل علاج للمريض. بمجرد الانتهاء من العلاجات، هناك خوارزميات تعمل وتتوقع الانتكاسات المحتملة وتؤدي إلى إتمام العملية برمتها”.

بشكلٍ عام، تم تصميم نظام عمل الشركة لتزويد المتخصصين في الرعاية الصحية وعلوم الحياة بما يلزم لتحسين نتائج المرضى في بيئة العالم الحقيقي، ويتم استخدامه من قبل بعض أكبر شركات الأدوية في العالم، وتسمح تقنية أوكرا للمستخدم بالتفاعل المباشر مع بياناته، وتوقع النتائج المستقبلية، ما يتيح له كمستخدم اتخاذ قرارات واثقة وفعالة وإنقاذ حياته.

اقرأ أيضاً: أطباء يجرون عمل جراحي لجمجمة طفل بمساعدة الواقع الافتراضي

رائدة أعمال أكاديمية

عند بدء عملها، واجهت بعض التحيز السلبي لكونها أكاديمية وعالمة بدلاً من كونها رائدة أعمال فقط، إضافة لكونها امرأة تعمل في بيئة الشركات والتكنولوجيا التي يهيمن عليها الذكور، لكن هذا لم يمنعها  أبداً من الوصول إلى طموحها، واستطاعت تحقيق ذلك بعد رحلة ليست بسهلة وبرفقة فريق مكون من 15 جنسية نصفه من الإناث، ما نتج عنه بناء مكان عمل مفتوح وشفاف يركز على بناء علاقات قوية وطويلة الأمد. وهي اليوم فخورة بعمل شركتها التي تعمل على تسريع النمو وخلق القيمة لعلوم الحياة، ما يؤدي إلى تحقيق تحول كبير في صناعة الرعاية الصحية.

بصفتها الرئيس التنفيذي للشركة، تعمل مع كبار عملاء الأدوية في جميع أنحاء أوروبا، وبما أن 25٪ فقط من الشركات الأوروبية تستخدم الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي، تحاول رفع هذه النسبة بشكل كبير وتحديداً في قطاع الأدوية، من خلال بناء سمعة للشركة لتصبح شركة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي في علوم الحياة.

مسيرة مهنية

قبل تأسيسها أوكرا، قضت عدة سنوات داخل الأوساط الأكاديمية، وكانت باحثة زائرة في “جامعة ميونخ التقنية” خلال 2010، وباحثة في “كلية لندن الإمبراطورية” بين 2012 و2014، وعملت مستشارة وشغلت مناصب مختلفة في مجال التعلم الآلي في الشركات الناشئة والأوساط الأكاديمية، كما كانت عضو في فريق الخبراء رفيعي المستوى التابع للمفوضية الأوروبية بشأن الذكاء الاصطناعي بين 2018 و2020، لدعم تنفيذ الاستراتيجية الأوروبية بشأن الذكاء الاصطناعي داخل السوق الرقمية الموحدة، وتضمن عملها وضع توصيات بشأن تطوير السياسات المستقبلية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وبشأن القضايا الأخلاقية والقانونية والمجتمعية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك التحديات الاجتماعية والاقتصادية. 

جوائز وتكريمات

تم اختيارها كواحدة من بين أفضل 50 امرأة في مجال التكنولوجيا من قبل “مجلة فوربس”، وفازت بحائزة مبتكرون دون 35 من إم آي تي تكنولوجي ريفيو لعام 2017، وفازت بالعديد من الجوائز بما في ذلك جائزة الرئيس التنفيذي لعام 2019 من قبل جوائز كامبريدج المستقلة للعلوم والتكنولوجيا.

بوعرفة مدافعة قوية عن التنوع وعن حق النساء في العمل، وترى أن الكثير من أبواب العمل تُغلق أمام النساء، ليس فقط في الأوساط الأكاديمية ولكن أيضاً في مجال الأعمال، والكثير من النساء يفقدن وظائفهن، ولا يزال تمثيلهن ناقصاً في مجال التكنولوجيا، لذا تسعى لتحقيق الشمول في أي قطاع، بناءً على عدد من العوامل مثل الخلفية التعليمية والجنس والعرق، وتشجع النساء على الدفاع عن رغباتهن، وتدعوهن لمواجهة التحديات بقوة وتفاؤل، والتعلم من النساء اللواتي مهدن الطريق لهن.