الفقاعات الاجتماعية قد تكون أفضل طريقة لإخراج المجتمعات من حالة الحجر الصحي

2 دقائق
مصدر الصورة: بابايونو كوستاس عبر أنسبلاش
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يقول الخبر

تمكن الكثير من الأشخاص، خصوصاً الذين علقوا داخل منازلهم وحدهم، من التعامل مع هذه العزلة دون نشر كوفيد-19 بفضل التواصل مع مجموعات من الأصدقاء أو الجيران خلال فترة الحجر. تُعرف هذه المجموعات باسم الفقاعات، وتبين عمليات محاكاة حاسوبية جديدة تحدثت عنها مجلة نيتشر مؤخراً أنها قد تكون ناجعة حقاً.

سبب أهمية هذا الأمر

مع استعداد العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم للخروج من حالة الحجر، أو بدئها بذلك، يجب أن نتوصل إلى طريقة للاختلاط مع الآخرين دون إطلاق موجة حادة أخرى من إصابات كوفيد-19، بحيث نحقق التوازن ما بين متطلبات الصحة العامة، وحاجتنا إلى التواصل لأهداف اجتماعية ونفسية واقتصادية.

ولكن ليس من الواضح كيف يمكن أن نحقق هذا الأمر. ينصح خبراء الطب بإجراءات مثل البقاء في مكان واحد، وتجنب الناس من خارج نطاق سكان المنزل قدر الإمكان، والحفاظ على مسافة مترين أثناء التواصل. ولكن ليس هناك الكثير من الأبحاث حول فعالية هذا الابتعاد الاجتماعي؛ حيث ركزت الدراسات السابقة بشكل أساسي على أثر الإجراءات العامة، مثل إيقاف السفر وحظر التجمعات العامة وإغلاق المدارس، لا أثر الابتعاد الاجتماعي على مستوى التفاعل بين شخص وآخر.

مع من يمكن أن تلتقي بأمان؟

قام فريق بقيادة بير بلوك، وهو أخصائي بعلم الاجتماع في جامعة أوكسفورد ومركز ليفيرهولم للعلوم الديمغرافية في المملكة المتحدة، بإجراء عمليات محاكاة على ثلاث إستراتيجيات للتباعد الاجتماعي، ووجدوا أن كلاً منها تقدم وسيلة لتوسيع دوائرنا الاجتماعية مع الحفاظ على احتمال منخفض نسبياً لانتقال كوفيد-19، وذلك بشرط الالتزام بقواعد معينة.

تقوم الإستراتيجية الأولى على الاختلاط فقط بين الأشخاص الذين يجمعهم قاسم مشترك، مثل الذين يعيشون في نفس الحي أو من نفس العمر. يقترح الباحثون أنه يمكن أن يؤدي تجميع الموظفين بهذه الطريقة إلى تخفيض احتمال انتشار الفيروس عند إعادة فتح الأعمال والشركات. وتتلخص الإستراتيجية الثانية بالالتزام بالمجموعات التي تجمعها روابط اجتماعية متينة، مثل مجموعات الأصدقاء.

الفقاعات هي الأفضل

أما الإستراتيجية الثالثة التي قام الفريق بمحاكاتها فهي إستراتيجية الفقاعات، حيث تختار المجموعة دائرتها الاجتماعية الخاصة، ويبقى الجميع ضمنها. كانت الإستراتيجيات الثلاثة جميعاً أكثر فعالية في تخفيض احتمال الانتقال من الابتعاد الاجتماعي العشوائي، حيث يقلل كل شخص من عدد الأشخاص الذين يتفاعل معهم، ولكنه يختلط ببضعة أفراد من مجموعات مختلفة. ولكن وفقاً لعمليات المحاكاة، فإن الفقاعات هي أفضل الإستراتيجيات، حيث تؤدي إلى تأخر ذروة معدل الإصابات بنسبة 37%، وتخفض من ارتفاع الذروة بنسبة 60%، وتقلل من إجمالي الإصابات بنسبة 30%. أما الإستراتيجية الثانية، أي الاقتصار على مجموعة من الأشخاص الذين يجمعهم قاسم مشترك، فكانت الثانية من حيث الفعالية.

يعتقد الباحثون أن الفقاعات أكثر فعالية لأنها مبنية على خيار متعمد حول الأشخاص الذين تريد أو لا تريد التفاعل معهم، بدلاً من الروابط الاجتماعية أو الجغرافية التي لا تعتمد على القرار الشخصي إلى هذه الدرجة، والتي يمكن كسرها بسهولة أكبر.

هل ستنجح هذه الطريقة فعلاً؟

عمليات المحاكاة ليست مطابقة للحياة الحقيقية. بداية، قام الباحثون بنمذجة شبكات صغيرة نسبياً تحوي ما بين 500 و4000 شخص. ولكن الحجم لم يكن ذا تأثير يذكر على فعالية الإستراتيجيات المختلفة، وهو ما يشير إلى أن النتائج قد تكون صحيحة أيضاً بالنسبة لتجمعات سكانية أكثر ضخامة. هناك أيضاً مسألة التعامل مع العامة، حيث إن الابتعاد الاجتماعي يحقق أفضل نجاح عندما تكون التوجيهات بسيطة قدر الإمكان، أما تعقيد الرسالة بالمزيد من القواعد المربكة فلن يحقق نجاحاً يذكر على الأرض.