الولايات المتحدة توافق على استخدام البلازما المأخوذة من المتعافين من فيروس كورونا بهدف العلاج

2 دقائق
مصدر الصورة: أحمد أرديتي | بيكساباي
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

وافقت الولايات المتحدة على الاستخدام الطارئ واسع النطاق لبلازما الدم المأخوذة من المتعافين من فيروس كورونا كعلاج للعدوى، على الرغم من الأدلة المحدودة على فائدتها.

دواء دموي

يتضمن العلاج -الذي وصفه البيت الأبيض بأنه “اكتشاف خارق”- أخْذَ البلازما من المتعافين وإعطاءها لأولئك الذين يكافحون العدوى. ووفقاً لإدارة الغذاء والدواء الأميركية، فقد تمت تجربة هذا العلاج منذ أوائل العام في الصين وهولندا وفي الولايات المتحدة كذلك، حيث حصل عليه أكثر من 70 ألف مريض كجزء من دراسات أو بموجب إعفاءات طبية لكل حالة بحالتها.

ما آلية عمله؟

تحتوي بلازما دم المتعافين على أجسام مضادة يمكنها أن تساعد في تثبيط الفيروس، وقدمت الدراسات دلالات على أن نقلها يمكن أن يقلل من احتمال الوفاة، خاصة إذا تم إعطاؤها مبكراً. وقد استشهدت إدارة الغذاء والدواء الأميركية بهذا الاحتمال في تصريحها للاستخدام الطارئ للعلاج، واصفةً بلازما المتعافين بأنها علاج “واعد محتمل”. ومع ذلك، أضافت الوكالة أن البلازما لا تزال غير مؤهلة لأن تكون “معياراً جديداً للرعاية”.

ويمكن لإدارة الغذاء والدواء الموافقة على الاستخدام واسع النطاق للأدوية التي “قد تكون فعالة” أثناء حالات الطوارئ الصحية العامة، حتى دون أدلة قاطعة على فعاليتها. وكانت الوكالة قد منحت في السابق تصريحاً طارئاً لدواءين للملاريا في شهر مارس، لكنها تراجعت في شهر يونيو، قائلةً إنه من غير المرجح أن يكون الدواءان (هيدروكسي كلوروكين وكلوروكين) فعالين، كما أنهما تسبَّبا في حدوث آثار جانبية على القلب.

دراسات ضعيفة

انتقد بعض الأطباء كيفية التعامل مع العلاج في الولايات المتحدة، قائلين إنه نظراً للسماح للأطباء بإعطاء البلازما لعشرات آلاف المرضى خارج التجارب، فمن الصعب جمع أدلة قاطعة على تأثيراته. يتطلب إثبات الفعالية دراسات ذات شواهد يحصل فيها بعض المرضى على البلازما بينما يحصل آخرون على علاج وهمي. ويلغي التصريح الجديد بشكل فعال الإجراءات الورقية التي كانت مطلوبة منذ شهر أبريل لإعطاء البلازما للمرضى الأفراد. كما عملت بنوك الدم بنشاط على توظيف متعافين من فيروس كورونا للتبرع بالدم.

ضغط سياسي

نقلت صحيفة نيويورك تايمز مؤخراً عن مسئولين حكوميين في مجال الصحة بأنهم أعربوا عن قلقهم من عدم وجود معلومات كافية لدعم الموافقة. بعد ذلك بوقت قصير، توجه الرئيس دونالد ترامب إلى تويتر لاتهام إدارة الغذاء والدواء الأميركية و”الدولة العميقة، أو أياً كان” بإبطاء العلاجات من أجل التدخل في فرص فوزه في الانتخابات العامة في شهر نوفمبر.

شكوك حول اللقاح

يخشى بعض العلماء من أن تنذر الموافقة على البلازما باتخاذ إجراءات من قِبل الحكومة الأميركية بشأن لقاحات فيروس كورونا. وقال رئيس الأطباء الذي ينسق دراسات اللقاحات في الولايات المتحدة إن البيانات التي تدعم اللقاح لن تكون متاحة حتى شهر يناير على أقرب تقدير، لكن صحيفة فايننشال تايمز ذكرت أن الإدارة تتطلع إلى تسريع الموافقة الطارئة على اللقاح قبل يوم الانتخابات. إذا تم استخدام لقاح غير آمن أو غير فعال على نطاق واسع، فسيُحدث ذلك مشكلة أكبر مما سنعاني منه إذا ثبت فشل بلازما المتعافين؛ وذلك لأن البلازما تُعطى لمرضى مصابين فعلاً بالمرض، بينما تُعطى اللقاحات للأشخاص الأصحاء.