أهم المخاطر السيبرانية المتعلقة بالتعلم عن بعد وطرق تجنبها

3 دقائق
أهم المخاطر السيبرانية المتعلقة بالتعلم عن بعد وطرق تجنبها
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Zwiebackesser
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أدى انتشار وباء كوفيد-19 إلى تغيير طريقة عمل المؤسسات التعليمية في كل مكان. فمن أجل الاستجابة لشروط الإغلاق التي فرضتها الدول وتجنب انتقال الفيروس بين طلاب المدارس والجامعات، أصبح التعلم عن بعد أساسياً، حيث يقوم المعلمون بالتدريس عبر الإنترنت بينما يتابعهم الطلاب من المنزل.

وفّر التعلم عن بعد فرصة للطلاب لمواصلة تعلمهم في بيئة آمنة مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي. لكن الانتقال من التعلم التقليدي الذي يتطلب الحضور الفعلي في المدارس والجامعات إلى التعلم عن بعد قد حدث بشكلٍ مفاجئ ودون تحضيرٍ مسبق، ما أدى إلى العديد من المشكلات.

كانت أولى هذه المشكلات تتمثل في افتقار المدرسين والطلاب للخبرة والقدرة على استخدام الأجهزة والبرامج، لكن تم حل هذه المشكلة بعد عدة أسابيع من خلال الممارسة والاستخدام اليومي لهذه الأجهزة والبرامج.

المشكلة الثانية التي ظهرت تتعلق بالأمن السيبراني، حيث سعى العديد من القراصنة إلى استهداف المؤسسات التعليمية وطلابها للوصول إلى بياناتهم، ما يستدعي اتخاذ تدابير حماية في الفضاء السيبراني.

لاحظ خبراء الأمن السيبراني هذه المشكلة منذ البداية، وقاموا بتنبيه المعلمين والآباء حول ضرورة تعليم الطلاب أساسيات الأمن السيبراني لتجنب القرصنة أو الاستغلال أو الإساءة التي يمكن أن يتعرضوا لها أثناء التعلم عن بعد.

على سبيل المثال، ظهر تكتيك التطفل التخريبي غير المرغوب فيه الذي عرف باسم “قصف زوم” (Zoombombing) عندما بدأت المؤسسات التعليمية تعتمد على برنامج زووم لإعطاء الدروس، وفيه يستغل المتطفلون نشر روابط اجتماعات زووم غير المحمية بكلمات مرور على الإنترنت ويقومون بالدخول إليها أثناء جلسة الدرس من أجل التشويش عليهم، وفي كثير من الحالات، قام المتطفلون بعرض صور أو مقاطع فيديو إباحية في اجتماعات يحضرها طلاب صغار.

إن قصف زوم ليس الخطر الوحيد المرتبط بالتعلم عن بعد، هناك العديد من المخاطر الأخرى التي يجب التوعية بها وتعلم كيفية تجنبها ليجري التعلم عن بعد في بيئة آمنة للطلاب.

اقرأ أيضا: كيف تصبح خبيراً في الأمن السيبراني بنفسك؟

العوامل التي تزيد المخاطر السيبرانية

عدم وجود نظام مركزي

واحدٌ من أكثر العوامل التي تجعل التعلم عن بعد معرضاً للتهديدات السيبرانية هو الوصول عن بعد وعدد المدرسين والطلاب المتصلين عبر الإنترنت. هذا يزيد مجال الهجمات المحتملة، حيث يمكن أن يستغل القراصنة والمتطفلون أي نقطة ضعف عند أي طالب أو مدرّس لاختراق البنية الخاصة بالتعلم عن بعد بالكامل.

التصيد الاحتيالي

عدم وجود نظام مركزي يوفر أيضاً فرصة أفضل وأكثر فعالية لتنفيذ هجمات التصيد الاحتيالي. قد يتلقى الطلاب أو المدرسون رسائل بريد إلكتروني تحتوي على روابط لمواقع خبيثة أو مرفقات فيها برامج ضارة أو برامج تجسس.

اقرأ أيضاً: كيف تحمي بريدك الإلكتروني من رسائل التصيد الاحتيالي؟

تنوع الأجهزة والبرمجيات المستخدمة

في معظم الحالات، لا تستطيع المؤسسة التعليمية توفير الحواسيب والأجهزة اللوحية للطلاب والمدرسين، هذا يجعلهم يستخدمون حواسيبهم أو أجهزتهم اللوحية الشخصية. المشكلة هي أن هذه الأجهزة متنوعة للغاية، وقد تكون قديمة ويتم تشغيلها بنظام تشغيل قديم فيه الكثير من الثغرات الأمنية، وبمجرد توصيل هذا الجهاز مع شبكة المدرسة، تصبح هذه الشبكة بالكامل مهددة ومعرضة للاختراق.

كيف يمكن تجنب الهجمات السيبرانية

فيما يلي مجموعة من النصائح المفيدة لتجنب الهجمات السيبرانية التي قد يتعرض لها الطلاب والمدرسون أثناء التعلم عن بعد. هذه النصائح مقدمة من مجلة الأمن السيبراني الأميركية (US CyberSecurity Magazine):

  • يجب أن تقوم المدارس بتدريب موظفيها على اتباع استراتيجية للأمن السيبراني تغطي السلوك المناسب على الشبكة الخاصة بالمدرسة، بالإضافة إلى أي تطبيقات تابعة لجهات خارجية تستخدمها المدرسة. حيث يفرض التعلم عن بعد استراتيجية فريدة من نوعها لكل مدرسة بناءً على وضعها.
  • يجب أن يراقب الموظفون وقت تسجيل دخول الطلاب والمدرسين. قد يكون أي سلوك خاطئ مؤشراً على أن شخصاً آخر قد استولى على الحساب. قد تتضمن هذه السلوكيات عمليات تسجيل الدخول في وقت متأخر من الليل، أو محاولات تسجيل دخول فاشلة متعددة، أو عمليات تسجيل دخول من أماكن جديدة.
  • توعية الطلاب وأولياء أمورهم بشأن محاولات التصيد والبرامج الضارة، وشرح الطرق التي يستخدمها المتسللون لاستغلال التعلم عن بعد. يجب أن يتعلم الجميع كيفية التعرف على رسائل البريد الإلكتروني المزيفة، من خلال تقييم نص الرسالة ومرسلها والقواعد النحوية والأخطاء.
  • يجب على الآباء توعية أبنائهم الطلاب بأهمية عدم إعطاء أي معلومات شخصية لأي أحد دون علمهم، مثل أرقام الهواتف أو كلمات مرور الحساب أو البريد الإلكتروني.
  • تأمين الحسابات والأجهزة أو الخدمات التي يتم تخزين المحتوى عليها بكلمات مرور قوية وتفعيل المصادقة الثنائية وغيرها من وسائل الحماية.

اقرأ أيضاً: ما هي الإمكانات التي يقدمها عالم الميتافيرس في مجال التعليم؟

شكّل التعلم عن بعد بيئة آمنة لتدريس الطلاب دون أن يتعرضوا لخطر الإصابة بكوفيد-19، لكن ظهرت بعض المخاطر المتعلقة بالأمن السيبراني، هذه التهديدات على الرغم من خطورتها، يمكن تجنبها بسهولة من خلال تطبيق بعض النصائح وتوعية الطلاب وأولياء الأمور والمدرسين بها.

اقرأ أيضاً: