تعرّف على عالِم الفضاء المصري الأميركي فاروق الباز وأهم إنجازاته في رحلات استكشاف القمر

2 دقائق
مصدر الصورة: Arab America
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

نشأته ودراسته الأكاديمية

وُلد فاروق الباز عام 1938 وسط عائلة بسيطة في بلدة دلتا النيل التابعة لمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية في مصر، وحصل على درجة البكالوريوس من كلية العلوم (الكيمياء والجيولوجيا) عام 1958 بجامعة عين شمس المصرية، ثم على درجة الماجستير عام 1961 من معهد علوم المعادن بولاية ميزوري الأميركية، وعلى درجة الدكتوراه في الجيولوجيا عام 1964 من جامعة ميزوري للعلوم والتكنولوجيا.

مسيرته المهنية والبحثية

شغل الباز العديد من المناصب خلال مسيرته المهنية، بما في ذلك نائب رئيس العلوم والتكنولوجيا في شركة آيتك للنظم البصرية في مدينة ليكسينغتون بولاية ماساتشوستس في عام 1982، ومدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن بالولايات المتحدة منذ عام 1986.

ومنذ عام 1973 إلى أن التحق بشركة آيتك، أسس الباز مركز دراسات الأرض والكواكب وتولّى إدارته في المتحف الوطني الأميركي للطيران والفضاء التابع لمؤسسة سميثسونيان في واشنطن العاصمة. كما عمل مستشاراً علمياً للرئيس المصري الراحل أنور السادات بين عامي 1978 و1981.

وخلال الفترة بين عامي 1967 و1972، عمل الباز في مختبرات بيل في واشنطن بصفته مشرفاً على دراسات القمر واستكشافه، حيث شارك في تقييم برنامج وكالة ناسا للرحلات المدارية للقمر، وقام بتطبيق صور الأقمار الصناعية على سطح القمر، وترأس مجموعة تدريب رواد الفضاء، حيث حرص على تدريبهم على اختيار عينات مناسبة من أحجار وتربة القمر لإحضارها إلى الأرض من أجل تحليلها ودراستها. وكان موضع تقدير من قِبل رواد الفضاء الذين عملوا معه. وكان الباز أيضاً يرافق أعضاء وكالة ناسا أثناء لقائهم بالصحفيين للإعلان عن نتائج رحلات أبولو؛ وذلك لأن وسائل الإعلام كانت تُعجب بقدرته على تبسيط التعابير العلمية الدقيقة، وغالباً ما تنشر بعضاً من كلماته.

عمل الباز أيضاً أمينا لمجلس هبوط أبولو على سطح القمر، وتم تكليفه بالإشراف على تجارب رصد الفضاء في مشروع رحلة الفضاء المشتركة بين أبولو وسويوز في عام 1975.

قام الباز لاحقاً بدراسة المناطق القاحلة من العالم، واستخدم أسلوبه التحليلي للصور الفضائية لتحديد مناطق أرضية للبحث في كل من مصر والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة وعُمان والصين والهند. قضى الباز الكثير من حياته المهنية في تطبيق تكنولوجيا الفضاء على الجغرافيا والجيولوجيا وعلم الآثار والبيئة، واستخدم تقنيته الخاصة بالاستشعار عن بعد لتطوير موارد للمياه الجوفية في مصر، ولتوثيق مدى الدمار بعد حرب الخليج الأولى.

إسهاماته العلمية والمؤسسات التي ينتسب إليها

ألّف الباز 12 كتاباً، من بينها: أبولو على سطح القمر (Apollo on the Moon)، والصحراء والأراضي الجافة (Desert and Dry Lands)، وحرب الخليج والبيئة (Gulf War and Environment)، وأطلس لصور الأقمار الصناعية للكويت، ويشارك في المجالس الاستشارية للعديد من المجلات العلمية الدولية.

كتب الباز الكثير من المقالات ونُشر حول قصة حياته نحو 40 تقريراً إعلامياً، كما نشر أكثر من 540 ورقة علمية بمفرده أو بمشاركة مع الآخرين. ويشرف أيضاً على العديد من رسائل الدكتوراه.

تم انتخاب الباز كمبعوث للأكاديمية الأفريقية للعلوم وكذلك لأكاديمية العلوم في الدول النامية في عام 1985، وأصبح عضواً في مجلسها الاستشاري في عام 1997. ويتمتع أيضاً بعضوية مجلس علوم وتكنولوجيا الفضاء، والمركز الدولي للفيزياء الأكاديمية لليونسكو، ومجلس أمناء الجمعية الجيولوجية الأميركية، والمركز المصري للدراسات الاقتصادية، ومجلس العلاقات المصرية الأميركية. كما أنه زميل الأكاديمية الإسلامية للعلوم في باكستان، وعضو مؤسس في الأكاديمية العربية للعلوم في لبنان، ورئيس الجمعية العربية لأبحاث الصحراء.

جوائزه وتكريماته

حصل الباز على ما يقرب من 31 جائزة من الولايات المتحدة ومن الجامعات والهيئات العلمية حول العالم، بما في ذلك: جائزة أبولو للإنجاز، وميدالية العلوم المتميزة، وجائزة تدريب فريق ناسا، وجائزة فريق علوم القمر، والجائزة الأميركية لفريق مشروع أبولو، وجائزة الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس أنور السادات، وجائزة البوابة من المعهد الدولي في بوسطن، وجائزة الابن المتميز لمحافظة الدقهلية.

تم أيضاً تسمية مدرسته الابتدائية باسمه، وأنشأت الجمعية الجيولوجية الأميركية جائزة سنوية أطلقت عليها اسم جائزة فاروق الباز لأبحاث الصحراء، وأطلقت وكالة ناسا اسمه على كويكب تم اكتشافه عام 2019؛ تقديراً لمساهماته العلمية البارزة.