3 من أخطر فيروسات الحاسوب عبر التاريخ

4 دقائق
3 من أخطر فيروسات الحاسوب عبر التاريخ
حقوق الصورة: shutterstock.com/ wk1003mike
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

حين نتحدث عن فيروسات الحاسوب، يعتقد معظم الناس أنها مجرد إزعاج بسيط، ولا يتطلب سوى تثبيت برنامج لمكافحة الفيروسات يقوم بمسح الحاسوب وتنظيفه، لكن الواقع ليس كذلك، فبعض الفيروسات يمكن أن تسبب مشكلات كبيرة، حيث تؤدي إلى توقف حواسيب شركات أو مؤسسات تخدم الملايين من البشر، ما يؤدي لخسائر مادية كبيرة وأحياناً خسائر بشرية.

نعم، ما سمعته صحيح، فيروسات الحاسوب يمكن أن تقتل البشر، وقد حدث ذلك بالفعل، قد تصاب بالذهول حين تعرف أن فيروساً ربما تسبب في تحطم طائرة أودت بحياة 154 شخصاً في إسبانيا عام 2010. ذكر تقرير الحادث الذي يتكون من 12 ألف صفحة أن الحاسوب الذي يسجل الأعطال في الطائرة كان مصاباً بحصان طروادة، وأدى ذلك لعدم إرسال إنذارات بالأعطال ما تسبب في النهاية بتحطم الطائرة.

اقرأ أيضاً: استخدم أدوات الأمن السيبراني هذه لحماية أجهزتك من الاختراق

ما هي فيروسات الحاسوب؟

نحن نعلم أن هناك فيروسات تصيب البشر وتؤدي إلى أمراض عديدة، تدخل هذه الفيروسات إلى جسم الإنسان وتهاجم الخلايا وتستهلك ما فيها من مواد وطاقة لإنتاج فيروسات جديدة، بنفس الطريقة تعمل فيروسات الحاسوب، فهي عبارة عن برامج خبيثة متنوعة تم تطويرها بهدف إلحاق الضرر بالحواسيب. بدأ الحديث عن هذا النوع من البرمجيات لأول مرة عام 1949، حين نشر عالم الحاسوب جون فون نيومان ورقة بحثية توقع فيها تطوير برامج قادرة على التكاثر من خلال تكرار نفسها داخل الحاسوب دون تدخل بشري.

في عام 1966، نُشرت ورقة بحثية بعنوان “نظرية الجسم الآلي ذاتي النسخ“. تنبأت الورقة بأن تعليمات برمجية (كائن آلي) يمكن أن تؤدي لتدمير جهاز، ويمكن أن ينسخ نفسه ويصيب أجهزة أخرى، تماماً كما يحدث مع الفيروسات التي تصيب البشر وتسبب لهم الأمراض وتنتقل من شخص لآخر مسببةً العدوى.

يعتبر الكثير من الخبراء أن برنامج كريبر (Creeper) الذي ظهر في عام 1971 هو أول فيروس حاسوب في التاريخ. لم يكن لبرنامج كريبر هدف خبيث، بل تم تصميمه لاختبار ما إذا كان من الممكن تطوير برنامج قادر على التكاثر وتكرار نفسه دون تدخل بشري.

كريبر كان فيروساً لطيفاً، فكل ما كان يفعله هو إظهار رسالة على الشاشة تقول: “أنا كريبر، أمسك بي إن استطعت”.

لكن الفيروسات التي ظهرت فيما بعد لم تكن لطيفة، فقد تسبب بعضها بخسائر مالية كبيرة قدرت بمليارات الدولارات، وأدت في بعض الحالات إلى إلقاء القبض على مطوريها وسجنهم لفترات طويلة.

اقرأ أيضاً: كيف تسهم هجمات الأمن السيبرانية في عدم الاستقرار الاقتصادي؟

في القائمة التالية، سنسلّط الضوء على بعض من أسوأ فيروسات الحاسوب وأكثرها شهرة عبر التاريخ، والتي تسببت في الكثير من الضرر.

1. آي لوف يو

يعتبر فيروس أحبك (ILOVEYOU) الذي انتشر عام 1995 واحداً من أكثر الفيروسات فتكاً، لقد نجح في تدمير أنظمة الكثير من الحواسيب حول العالم، وأدى لخسائر قدرت بـ 10 مليارات دولار.

أنشأ اثنان من المبرمجين الفلبينيين هذا الفيروس، وتم إرساله للضحايا عبر البريد الإلكتروني. كانت الرسالة التي تصل للضحايا تتضمن عبارة “أحبك” في سطر الموضوع، وفيها ملف مرفق باسم “رسالة حب لك” (LOVE-LETTER-FOR-YOU-TXT.vbs)، لكن هذا الملف المرفق الذي يبدو كملف نصي لم يتضمن رسالة غرامية، بل برنامجاً خبيثاً، وبمجرد النقر عليه، يقوم بنسخ نفسه والكتابة فوق الملفات، كما يقوم بإرسال نفسه إلى كل عناوين البريد الإلكتروني الموجودة في حاسوب الضحية.

أسهمت 3 عوامل في انتشار فيروس أحبك حول العالم:

  1. وجود عبارات غرامية مثل “أحبك” و”رسالة حب لك”، فهذه العبارات تجعل الضحية يشعر بالفضول لفتحها ومعرفة هوية مرسلها.
  2. اسم الملف المرفق الذي تضمن الأحرف تي إكس تي (TXT)، وهي تمثل صيغة الملفات النصية على الحواسيب، ما جعل الكثيرين يظنون أنه ملف نصي عادي وينقرون لفتحه.
  3. قدرة الفيروس على إرسال نفسه إلى كل عناوين البريد الإلكتروني الموجودة في حاسوب الضحية.

تم اكتشاف أمر المبرمجين اللذين طورا هذا الفيروس، لكنهما لم يواجها أي تهم جنائية، نظراً لعدم وجود قوانين تجرم تطوير ونشر البرامج الضارة في ذلك الوقت.

اقرأ أيضاً: 5 طرق لحماية بريدك الإلكتروني من الفيروسات والبريد العشوائي

2. كود ريد

ظهرت دودة الحاسوب كود ريد (Code Red) لأول مرة في عام 2001، بعد أن اكتشفها اثنان من موظفي شركة أي آي ديجيتال سيكيوريتي (eEye Digital Security)، وأطلقا عليها اسم “كود ريد” لأنهما كانا يشربان شراباً اسمه كود ريد ماونتن ديو حين اكتشفاها. 

هاجمت الدودة حواسيب تستخدم لإدارة خوادم مايكروسوفت آي آي إس (Microsoft IIS) التابعة لشركة مايكروسوفت،  لتطلق هجمات الحرمان من الخدمة التي استهدفت عدة مواقع ويب شهيرة، منها الموقع الرسمي للبيت الأبيض.

بعد استهداف الموقع، تعرض الدودة رسالة تتضمن عبارة هي “Hacked By Chinese”، والتي تعني “تم اختراقه من قبل الصينيين”.

تشير التقديرات إلى أن هذه الدودة تسببت في خسائر تقدر بـ 2.4 مليار دولار.

اقرأ أيضاً: إليك كيفية تدريب موظفيك على تجنب التصيد الاحتيالي

3. ميليسا

قام مبرمج أميركي يدعى دافيد سميث بإنشاء فيروس ميليسا (Melissa virus) عام 1999، وأطلق عليه اسم راقصة قابلها في ولاية فلوريدا.

كان الفيروس داخل ملف اسمه “List.DOC”، والذي يبدو كمستند وورد عادي، نشره سميث في مجموعة إباحية تدعى alt.sex على شبكة يوس نت (Usenet). ادعى سميث أن المستند يتضمن كلمات مرور لـ 80 موقعاً إباحياً. أثار هذا فضول المستخدمين، وقاموا بتنزيله وفتحه ليتم تحرير ما فيه.

يقوم الفيروس بإرسال نفسه إلى 50 عنواناً في سجل عناوين البريد الإلكتروني للضحية، وأدى ذلك لزيادة كبيرة في عدد الرسائل وتعطل بعض خدمات البريد الإلكتروني. نتيجة ذلك، توقفت بعض المؤسسات الحكومية والشركات عن العمل،  كما قام الفيروس بإتلاف المستندات أيضاً.

تمكنت السلطات من اعتقال سميث بعد أقل من أسبوع على انتشار الفيروس، ولتجنب عقوبة السجن لمدة 10 سنوات، دفع سميث غرامة تبلغ 5 آلاف دولار أميركي وتعاون لمدة 20 شهراً مع مكتب التحقيقات الفدرالي. عمل خلال هذه الفترة مع بعض مطوري الفيروسات المعتقلين لتطوير أدوات حماية سيبرانية.

تشير التقديرات إلى أن فيروس ميليسا تسبب في أضرار بلغت قيمتها 80 مليون دولار.