أوبن أيه آي تطرح مليون نسخة من نموذجها اللغوي دال إي في الأسواق

4 دقائق
أوبن أيه آي تطرح مليون نسخة من نموذجها اللغوي دال إي في الأسواق
أوبن أيه آي
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ستقوم شركة أوبن أيه آي (OpenAI) الآن ببيع برنامجها الخاص بتركيب الصور دال-إي 2 (DALL-E 2) إلى الأشخاص الموجودين على قائمة الانتظار، والذين يبلغ عددهم مليون شخص، وفقاً لمعلومات إم آي تي تكنولوجي ريفيو.

وقد قام 100,000 شخص تقريباً بتجريب دال-إي 2 منذ حدث إطلاقه الذي اقتصر على المدعوين فقط في أبريل/ نيسان. أما اليوم، فقد قررت الشركة التي تعمل في سان فرانسيسكو بأن تفتح الأبواب أمام عشرة أضعاف هذا العدد، حيث ستحوّل هذا النظام للذكاء الاصطناعي إلى خدمة مدفوعة الأجر.

دال إي 2 في الأسواق

يقول نائب الرئيس للمنتجات والشراكات في أوبن أيه آي، بيتر ويليندر: “لقد شهدنا مستوى يفوق ما توقعناه من الاهتمام، وبشكل أعلى بكثير مما في حالة جي بي تي 3“.

والآن، سيتمكن العملاء الذين دفعوا لقاء هذه الخدمة من استخدام الصور التي قاموا بتركيبها باستخدام دال-إي في المشاريع التجارية، مثل رسومات كتب الأطفال، والتصاميم الفنية للألعاب والأفلام، ومنشورات التسويق. ولكن إطلاق المنتج سيمثل أيضاً أكبر اختبار للمقاربة التي تفضلها الشركة عند إطلاق أنظمتها الخاصة المتطورة للذكاء الاصطناعي، والتي تتلخص بإطلاقها للعملاء على مراحل متعددة، والتعامل مع المشكلات عند ظهورها.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by C Nelson (@dailydall.e)

حددت الشركة تسعيرة منطقية للاشتراك التجريبي في دال-إي، حيث يمكن الحصول على 115 نقطة لقاء 15 دولاراً، وتسمح كل نقطة بتقديم مجموعة واحدة من التعليمات النصية إلى نظام الذكاء الاصطناعي، والذي يقوم بدوره بتحويلها إلى أربع صور في كل مرة. أي يمكن الحصول على 460 صورة لقاء 15 دولاراً. إضافة إلى هذا، يحصل المستخدم على 50 نقطة مجانية في الشهر الأول و15 نقطة مجانية شهرياً بعد ذلك. وعلى الرغم من هذا، عادة ما يقوم المستخدمون بتوليد العشرات من الصور في كل مرة للاحتفاظ بالأفضل منها، ما يعني أن المستخدمين الذين يعملون بكثافة عالية سيستهلكون هذه الحصص المحددة بسرعة.

وفي الفترة السابقة لهذا الحدث، كانت أوبن أيه آي تعمل مع المستخدمين الأوائل لكشف مشكلات الأداة. وقد قامت أول موجة من المستخدمين بإنتاج سيل متواصل من الصور المذهلة والخيالية، بدءاً من أشكال هجينة من الحيوانات الجميلة، وصور تحاكي أساليب مصورين فوتوغرافيين حقيقيين بدقة عالية، وصولاً إلى لوحات مركبة للمطاعم، وتصاميم للأحذية الرياضية. وهو ما سمح لأوبن أيه آي بدراسة نقاط القوة والضعف لأداتها. تقول مديرة المنتجات في أوبن أيه آي، جوان جانغ: “لقد كانوا يقدمون لنا قدراً كبيراً من الملاحظات الرائعة للغاية”.

 

 
 

 

 
 

 

 
شاهد هذا المنشور على إنستغرام
 

 

 

 

 

 

 
 

 

 
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

منشور شاركه دون آلين ستيفنسون الثالث (@donalleniii)

تحيزات واضحة

وقد اتخذت أوبن أيه آي مجموعة من الإجراءات للتحكم بنوعية الصور التي يستطيع المستخدمون إنتاجها. وعلى سبيل المثال، لا يستطيع المستخدمون توليد صور تحتوي على أفراد معروفين. واستعداداً لهذا الإطلاق التجاري، قامت أوبن أيه آي بالتعامل مع مشكلة خطيرة أخرى أبلغ عنها المستخدمون الأوائل. فقد كانت نسخة دال-إي التي تم إصدارها في أبريل/ نيسان تنتج في أغلب الأحيان صوراً تحتوي على تحيزات واضحة على أساس الجنس والعرق، مثل صور لرؤساء تنفيذيين ورجال إطفاء كانوا جميعاً من الرجال بيض البشرة، وصور لمعلمات وممرضات كانوا جميعاً من النساء بيض البشرة.

وفي 18 يوليو/ تموز، أعلنت أوبن أيه آي عن حل. فعندما يطلب المستخدمون من دال-إي 2 توليد صورة لمجموعة من الأشخاص، سيعتمد نظام الذكاء الاصطناعي الآن على مجموعة بيانات من العينات التي تقول أوبن أيه آي إنها أكثر تمثيلاً للتنوع العالمي. ووفقاً لاختباراتها، تقول أوبن أيه آي إن احتمال إبلاغ المستخدمين عن خرج يتضمن خلفيات متنوعة من دال-إي 2 ازداد 12 ضعفاً.

وعلى الرغم من أنه إصلاح ضروري، فإنه لا يزال سطحياً. وتتعامل أوبن أيه آي مع الكثير من المشكلات التي يبلغ عنها المستخدمون بفلترة طلبات المستخدمين أو حظر بعض نتائج النموذج الداخلي. ولكن هذا لا يمثل إصلاحاً للمشكلات في النموذج نفسه أو البيانات التي تم تدريبه عليها. تسمح هذه الطريقة لأوبن أيه آي بإجراء إصلاحات سريعة. ولكن، وبالنسبة للبعض، فإنها إصلاحات سطحية لا تعالج جوهر المشكلة.

تقول جودي وايكمان في مدرسة لندن للاقتصاد، والتي تدرس أيضاً الجنس في علوم البيانات والذكاء الاصطناعي في معهد تورينغ: “إن مشكلة التحيزات الاجتماعية في الخوارزميات مشكلة ضخمة.  وتُبذل الكثير من الجهود في الحلول التقنية، وأنا أعتبرها جهوداً حميدة دون استثناء، ولكنها ليست حلولاً طويلة الأمد للمشكلة”.

اقرأ أيضاً: اللغويات الحاسوبية تكشف عن تفشي التحيز على أساس الجنس

وعلى الرغم من هذا، تقول أوبن أيه آي إن ما أنجزته في معالجة التحيزات على أساس العرق والجنس في دال-إي 2 شجعها على المضي قدماً في إطلاق البرنامج بشكل كامل. ولكن هذه ليست النهاية. فالتحيز في الذكاء الاصطناعي مشكلة بالغة الخطورة والاستعصاء، وستضطر الشركة إلى مواصلة لعبة القط والفأر مع المشكلات عند ظهورها في الأمثلة الجديدة. تقول أوبن أيه آي إنها ستوقف إطلاق المنتج عندما يتبين لها أنه بحاجة إلى تعديل.  

معالجة التحيز

إنه أسلوب يحتاج إلى التوازن، وفقاً لويليندر. فقد تستطيع التعديلات كبح ما يمكن للمستخدمين أن يقوموا بتركيبه بأساليب غير متوقعة. وعلى سبيل المثال، عندما أطلقت أوبن أيه آي إصلاحها لمشكلة التحيز على أساس الجنس، اشتكى بعض المستخدمين من كثرة ظهور أشكال أنثوية لشخصية ألعاب الفيديو الشهيرة سوبر ماريو. ويقول ويليندر إن التنبؤ بحالة كهذه مسبقاً أمر صعب: “إن رؤية ما يحاول الناس تركيبه باستخدام هذا النظام يسمح لنا بتعديله ومعايرته بدقة”.

ولكن مراقبة مئات الملايين من الصور التي ينتجها مليون مستخدم إضافي ستكون مهمة عسيرة. لم يفصح ويليندر عن عدد المراقبين البشر الذين سيقومون بهذا العمل، ولكنه يقول إنهم سيكونون من طاقم الشركة نفسها. وتعتمد الشركة على مقاربة هجينة في المراقبة، حيث تجمع التقييم البشري مع التدقيق المؤتمت. ويقول ويليندر إنه من الممكن تعديل تركيبة الفريق وفق المطلوب بإضافة المزيد من المراقبين، أو تعديل التوازن بين نسبتي الإجراءات البشرية أو الآلية.

اقرأ أيضاً: أهم 5 مخاطر ومسائل أخلاقية مرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي

وفي مايو/ أيار، استعرضت جوجل (Google) نظام الذكاء الاصطناعي الخاص بها لتركيب الصور، والذي يحمل اسم إيماجين (Imagen). وعلى عكس أوبن أيه آي، لم تقل جوجل الكثير عن خططها لهذه التكنولوجيا. وقد قال برايان غابرييل، الناطق باسم جوجل: “ليس لدينا حتى الآن أي معلومات جديدة يمكن مشاركتها حول إيماجين”.

عندما تم تأسيس أوبن أيه آي في 2015، قدمت نفسها كمختبر بحثي صرف، مع إيمان راسخ بالذكاء الاصطناعي والتزام بالحرص على استفادة البشرية من هذه التكنولوجيا، في حال تحولت إلى حقيقة واقعية. ولكن في السنوات الأخيرة، تغيرت هوية هذه المؤسسة، متحولة إلى شركة إنتاجية تقدم أنظمة الذكاء الاصطناعي المتطورة التي تصنعها إلى العملاء الذين يدفعون الأموال لقاءها.

ويقول ويليندر إن كل هذا ما زال جزءاً من نفس الرؤية الأساسية: “إن نشر تطبيقات التكنولوجيا الخاصة بنا كمنتجات وعلى نطاق واسع هو جزء فائق الأهمية من مهمتنا. ومن المهم أن نجري العديد من الاختبارات والتجارب على فائدة التكنولوجيا وأمانها منذ المراحل المبكرة، عندما لا يكون هناك الكثير على المحك”.