الكوكب القزم سيريس قد يكون موطناً لمحيط جوفي من المياه

2 دقائق
⁦⁩⁦⁩معالم بارزة للرواسب الملحية في الحفرة أوكاتور على سيريس.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يبدو أن سيريس -وهو أكبر كويكب في النظام الشمسي- لديه مياه سائلة تسيل على سطحه، وذلك وفق ما أفادت به ورقة بحثية جديدة نُشرت في مجلة نيتشر للفضاء (Nature Astronomy). وتُظهر البيانات الواردة من مسبار ناسا المداري “داون” -التي أشارت إليها الدراسة- علاماتٍ على إمكانية احتواء سيريس على محيط في أعماقه الجوفية.

خلفية الخبر

تمت دراسة سيريس -وهو كوكب قزم يقع ضمن حزام الكويكبات الواقع بين المريخ والمشتري- بشكل مكثف بواسطة المركبة المدارية داون خلال الفترة من مارس 2015 إلى نوفمبر 2018. خلال الأسابيع الأخيرة من مهمتها، اقتربت المركبة المدارية من سطح سيريس حتى مسافة 35 كيلومتراً، وجمعت كمية هائلة من البيانات حول التركيبة الكيميائية للكوكب القزم؛ حيث عثرت داون على الكثير من رواسب كلوريد الصوديوم على سطح الكويكب، التي يرجح العلماء أن مصدرها هو سائل تسرَّب إلى السطح قبل أن يتبخر، تاركاً وراءه قشرة ملحية.

⁦⁩⁦⁩معالم بارزة للرواسب الملحية في الحفرة أوكاتور على سيريس.

ما الجديد؟

يبقى هناك سؤال حول كيفية وصول هذا السائل إلى هناك بالضبط. في تحليل جديد يتناول الصور عالية الدقة التي جمعتها داون خلال تلك الأسابيع الأخيرة، اكتشفت مجموعة من الباحثين الإيطاليين أن مصدر السائل هو خزان من المياه المالحة يقبع تحت سطح الكويكب، وقد يبلغ عرضه مئات الكيلومترات، وذلك على عمق نحو 40 كيلومتراً تحت سطح الحفرة أوكاتور. تلعب الأملاح التي تم العثور عليها على سطح الكويكب دوراً هاماً يساعد في الحفاظ على الماء السائل في بيئة مثل سيريس.

يتم نشر النتائج مع أوراق بحثية أخرى تتناول أفكاراً ورؤى جديدة تتعلق بسيريس، والتركيبة الجيولوجية المحيطة بالحفرة أوكاتور، التي يبلغ قطرها نحو 92 كيلومتراً، ويبلغ عمرها نحو 20 مليون سنة. كما أثارت بعض تلك الأبحاث وجودَ المياه في الحفر بطرق أخرى، مثل التلال المخروطية التي تشبه الجبال الجليدية على كوكب الأرض، والتي تكونت بفعل المياه الجوفية المضغوطة، لكن الرواسب الملحية تقدم أفضل دليل.

ما سبب أهمية هذا الأمر؟

الرواسب الملحية حديثة العهد نسبياً، فبعضها لم يمضِ على وجودها سوى بضع ملايين من السنين. وتُظهر بيانات المركبة المدارية داون أن الأملاح الجافة لا تزال تحتوي على القليل من الماء. وهذا يشير إلى أنه أياً كان النشاط الجيولوجي الذي يساعد على تشكل هذه الرواسب، من المحتمل أنه ما زال مستمرَّ الحدوث، وهو ما يعني أن سيريس لا يزال عالماً نشطاً.

على الرغم من أن المياه المالحة قد تمثل بيئة قاسية، إلا أن وجود محيط مائي يشير إلى إمكانية وجود المزيد من خزانات المياه المالحة في أماكن أخرى على سطح الكوكب القزم، وهو ما يعزز من الآمال بأن سيريس كان في ما مضى عالماً صالحاً للسكن، وربما لا يزال كذلك.