مسؤول أميركي: كل الأميركيين الذين يريدون أخذ لقاح كورونا سيحصلون عليه حتى يونيو القادم

3 دقائق
اللقاحات في الولايات المتحدة
مصدر الصورة: قناة إم إس إن بي سي (MSNBC)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

قال مسؤول في المبادرة الأميركية للقاح كوفيد-19 إن أي شخص في الولايات المتحدة يريد الحصول على لقاح سيتمكن من ذلك بحلول شهر يونيو القادم، أي بعد سبعة أشهر من الآن.

تم تقديم هذا التصريح الواثق من قبل الفريق المتقاعد بول أوستروفسكي، مدير التوريد والإنتاج والتوزيع في عملية وورب سبيد​​، خلال ظهور له على قناة إم إس إن بي سي MSNBC يوم الإثنين الماضي 30 نوفمبر.

وقال أوستروفكسي: “100% من الأميركيين الذين يريدون أخذ اللقاح سيحصلون عليه بحلول ذلك الوقت”، مضيفاً أن الولايات المتحدة ستؤمّن أكثر من 300 مليون جرعة لتحقيق ذلك.

إذا ثبتت صحة هذا التوقع، فقد يشير إلى طريق للخروج من الوباء، ولكنه ينذر أيضاً بحدوث تفاوت كبير حول العالم خلال الفترة القادمة من ناحية توافر اللقاح؛ ففي بيان لها، قالت منظمة الصحة العالمية إنها تعتقد أن الأولوية في اللقاحات يجب أن تُعطى لأولئك المعرضين لخطر كبير للإصابة أو الموت بغض النظر عن مكانهم، بدلاً من إعطاء اللقاح “لكافة سكان بعض البلدان بينما ينتظر الآخرون الحصول عليه”.

تشارك منظمة الصحة العالمية، التي تتخذ من جنيف مقراً لها، في خطة لشراء اللقاحات وتوزيعها على ما يقرب من 200 دولة، نصفها فقيرة، لكنها تقول إنها تعتقد أن إعطاء اللقاحات على مستوى السكان لن يحدث حتى عام 2022. وقالت المنظمة: “سنشهد نقصاً شديداً في إمدادات اللقاحات على مدار الأشهر الستة المقبلة، وسوف يستغرق الأمر عاماً لتغطية 15 إلى 20% من سكان العالم”.

حتى الآن، ينتظر لقاحان جينيان –أحدهما من شركة فايزر والآخر من شركة مودرنا للصناعات الدوائية– الحصولَ على ترخيص من إدارة الغذاء والدواء الأميركية بعد نتائجهما المثيرة التي أظهرت فعاليتهما بنسبة حوالي 95% في الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا.

وفي حين أن كميات هذين اللقاحين ستكون محدودة خلال الأشهر المقبلة، فقد اشترت الولايات المتحدة جزءاً كبيراً من الكمية الأولية للقاح شركة فايزر، وأول 100 مليون جرعة من شركة مودرنا. وتتوقع الشركتان أنهما ستوفران معاً كميات لقاح تكفي لمليار شخص بحلول نهاية عام 2021.

وليس من الواضح ما إذا كان تصريح مسؤول عملية وورب سبيد بخصوص شهر يونيو ​​يشير إلى هذين اللقاحين فقط، أو إذا كان الوصول إلى هذا الهدف بحلول الصيف سيتطلب ترخيص لقاح ثالث. يعدّ اللقاح الذي طورته شركة أسترازينيكا أسهل في التصنيع بكميات كبيرة (أبرمت الولايات المتحدة عقداً يشمل 300 مليون جرعة) ولكن النتائج الأولية تشير إلى أنه أقل فعالية، كما أن الأخطاء في تجربته يمكن أن تؤخر النتيجة النهائية.

وقال متحدث باسم وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية إن تصريح أوستروفسكي استند إلى “أفضل تقييم لجرعات اللقاح المتوافرة” ولكنه لم يوضح أي منتجات الشركات هي التي تم أخذها في الاعتبار.

وقابل البعض ادعاء مسؤول عملية وورب سبيد ​​عن توافر اللقاحات على نطاق واسع بحلول شهر يونيو بالتشكيك، مشيرين إلى الوعود الكاذبة السابقة من الإدارة الأميركية، بما في ذلك ادعاء أن الوباء سينتهي بحلول عيد الفصح، ثم بحلول يوم الذكرى (31 مايو)، وكذلك الوعود التي صرح عنها الرئيس دونالد ترامب في شهر مارس أن “أي شخص يريد إجراء الاختبار يمكنه ذلك“. بينما في الواقع، كان هناك نقص في معدات الاختبار مع فترات طويلة من الانتظار للحصول على النتائج.

وغرّد توفر سبيرو، نائب رئيس السياسات الصحية في مركز التقدّم الأمريكي، بأن ادعاء مسؤول عملية وورب سبيد ​​”غير صحيح”. كما توقع سبيرو حدوث نقص في الحقن والإبر وعجز في التمويل لبرنامج اللقاح الشامل في مواقف السيارات أو المراكز المجتمعية، الذي يعتقد أنه سيكون ضرورياً. ونشر سبيرو على تويتر: “لا يمكنك إعطاء اللقاحات لمئات ملايين الأشخاص في عيادات الأطباء والصيدليات” في فترة قصيرة.

وعلى الرغم من أن حملة لقاح كوفيد-19 ستكون غير مسبوقة في العديد من النواحي، إلا أن القطاع الطبي يمكنه إيصال اللقاحات إلى أعداد كبيرة من الناس. فعلى سبيل المثال، يتلقى حوالي نصف الأميركيين لقاح الأنفلونزا كل عام.

ولم يتضح بعد عدد الأشخاص الذين سيسجلون للحصول على لقاح لفيروس كورونا، وقد يؤدي “رفض اللقاح” على نطاق واسع إلى تسهيل مهمة عملية وورب سبيد ​​في الوفاء بوعدها بتوفير اللقاحات بحلول شهر يونيو لأي شخص “يريد” أخذ اللقاح. ووفقاً لاستطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب في شهر أكتوبر لـ 2985 بالغاً، قال 6 من كل 10 أميركيين فقط إنهم سيوافقون على أخذ لقاح معتمد من إدارة الغذاء والدواء.

ومع ذلك، يقول خبراء آخرون إنهم يعتقدون أن الهدف المتمثل في توفير اللقاح بحلول شهر يونيو يعدّ واقعياً. يقول مارك إمالفارب، الرئيس التنفيذي لشركة دياديك التي تشارك في تصنيع اللقاحات: “أعتقد أن اللقاح سيتوافر في أميركا، لكنه لن يكون متوافراً في العالم بأكمله. إذا أردنا السفر بين البلدان، فلا بدّ من إعطاء اللقاح لمعظم سكان العالم، أو كلهم”.

ويقول إمالفارب إنه يتوقع حدوث ارتباك بين عامة الناس عندما يحاولون تقييم إيجابيات وسلبيات كل لقاح، في حال كان لديهم حرية الاختيار. ويضيف: “سيكون لدينا مجموعة متنوعة من مختلف اللقاحات؛ لأنه لا يمكن لأي من هذه الشركات إنتاج ما يكفي”.

يأمل الكثيرون في أن يقضي اللقاح على الوباء، ولكن لا تزال هناك حاجة في المستقبل المنظور إلى الاستمرار باتباع تدابير الصحة العامة الأخرى لتثبيط انتشار الفيروس. وبالنظر إلى مستويات العدوى المتفشية في الولايات المتحدة، تشير التقديرات إلى أن 50 مليون أميركي قد أصيبوا بالفعل بالفيروس. ومن الممكن أن يتضاعف هذا العدد بحلول شهر يونيو ليصل إلى مئة مليون، أي ثلث سكان البلاد.

وقالت الإدارة القادمة للرئيس المنتخب جو بايدن إنها تريد إنفاق 25 مليار دولار على تصنيع اللقاح وتوزيعه “لضمان” حصول كل أميركي على جرعة مجانية. وقال أوستروفسكي في مقابلته الأخيرة مع قناة إم إس إن بي سي (MSNBC) إنه زوّد فريق بايدن القادم بالمعلومات خلال أسبوع عيد الشكر.