يجب أن تعلم | للاطلاع | في صلب الموضوع | رقم اليوم | شخصية اليوم | مصطلح اليوم
البرمجة صنعت الذكاء الاصطناعي، فهل سيقضي الذكاء الاصطناعي على عمل المبرمجين؟
هل المبرمجين محكوم عليهم بالفشل؟ ظلت مجتمعات البرمجة الحاسوبية تتداول هذا السؤال منذ أن فاجأ النموذج اللغوي الكبير جي بي تي-3 (GPT-3) الذي طورته شركة أوبن إيه آي، الجميع بقدرته على إنشاء مواقع ويب بصيغة (html) باستخدام تعليمات مكتوبة بسيطة.
في الأشهر التي تلت ذلك، أدت التطورات السريعة إلى تطوير أنظمة يمكنها كتابة برامج حاسوب كاملة، وإن كانت بسيطة، باستخدام أوصاف لغة طبيعية -لغة بشرية منطوقة أو مكتوبة- ومساعدات ترميز مؤتمتة تسرع عمل مبرمجي الحاسوب. السؤال الآن: ما المدى الذي سيصل إليه الذكاء الاصطناعي في استبدال أو تعزيز عمل المبرمجين البشر؟
وفقاً للخبراء الذين استشارتهم مجلة (IEEE Spectrum)، فإن الخبر السيئ هو أن البرمجة كما نعرفها قد يكون محكوم عليها بالفشل بالفعل. لكن الخبر السار هو أن برمجة الحاسوب وتطوير البرامج يبدو أنهما سيظلان نشاطين بشريين في المستقبل المنظور. في غضون ذلك، سيؤدي الترميز المؤتمت المدعوم بالذكاء الاصطناعي إلى تسريع تطوير البرمجيات بشكل متزايد من خلال السماح بكتابة المزيد من التعليمات البرمجية في وقت أقصر.
يقول نائب رئيس أمازون لخدمات الذكاء الاصطناعي، فاسي فيلومين: "لا أعتقد أن الذكاء الاصطناعي قريب من استبدال المطورين البشر"، مضيفاً أن أدوات الذكاء الاصطناعي ستحرر المبرمجين من المهام الروتينية، لكن العمل الإبداعي لبرمجة الحاسوب سيبقى.
إذا أراد شخص ما أن يصبح مطوراً، على سبيل المثال، فلن يحتاج بالضرورة إلى تعلم لغة برمجة. بدلاً من ذلك، سيحتاج فقط إلى فهم الدلالات والمفاهيم والتسلسلات المنطقية لبناء برنامج حاسوبي، وهو ما سيؤدي إلى فتح تطوير البرمجيات أمام جمهور أوسع بكثير.
الرابط (إنجليزي)
لماذا يتوجب علينا إضفاء الطابع الإنساني على الذكاء الاصطناعي؟
تُظهر الحكايات الشعبية وأفكار الفلاسفة القدامى أن البشر ظلوا طوال التاريخ مفتونين بفكرة خلق حياة اصطناعية، سواء من الحجر أو من الآلات، مع تزويدها بنوعٍ من الذكاء يمكّنها من مساعدة أو خدمة أو حماية حياة الإنسان. في الأساطير اليونانية مثلاً، يمكننا أن نرى طالوس (Talos)، العملاق المصنوع من البرونز، يتجول على شواطئ جزيرة كريت ليحميها من الغزاة. وفي الجزء الثاني من رواية جوته الشهيرة "فاوست" نقرأ عن "أنيسيان" (Homunculus) أو قزم مُخلق كيميائياً في قارورة، لكنه يموت عند محاولة التحول إلى جسم بشري كامل.
في العصر الحديث، نضج الذكاء الاصطناعي ليصبح علماً يتمتع بسمعة طيبة بفضل تطوير أجهزة حاسوب قوية، وفهم نظري أفضل لماهية الذكاء الاصطناعي وكيفية عمله، وتوافر كميات كبيرة من البيانات التي تساعد على تشغيله.
على الرغم من القدرات الواسعة التي تتمتع بها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في وقتنا الحالي، بدءاً من القدرة على معالجة المعلومات، وتحديد الأنماط، وعمل التنبؤات، وصولاً إلى تشغيل الروبوتات والمركبات ذاتية القيادة، فإن مستقبل الذكاء الاصطناعي لا يخلو من المخاوف. في السنوات الأخيرة، ظهرت معضلات أخلاقية ومعنوية نتيجة استخدام الذكاء الاصطناعي في التطبيقات الحديثة، وعلى وجه التحديد استخدامه في المجال العام، إضافة إلى تداعيات (غير مقصودة) لخوارزميات التعلم الآلي على رفاهية الإنسان وخياراته الاقتصادية.
لذلك، يرى كلٌّ من أستاذ السلوك التنظيمي والقيادة بكلية إدارة الأعمال الدولية هولت علي فينويك، والأستاذ بجامعة ويتينبورغ للعلوم التطبيقية جابور مولنار، أن إضفاء الطابع الإنساني على الذكاء الاصطناعي (Humanizing AI) أصبح ضرورياً ولا غنى عنه. وفي دراسة نشرها الباحثان في دورية ديسكفر أرتفشال إنتلجنس (Discover Artificial Intelligence)، استعرضا التحديات الرئيسية التي تواجه الذكاء الاصطناعي اليوم ومستقبلاً، وكيفية التصدي لها من خلال "نهج سلوكي" متعدد المستويات لتطوير الذكاء الاصطناعي وتطبيقه بطريقة أكثر إنسانية وإنصافاً.
يرى الباحثان أن أحد التحديات الحالية هو أن صانعي السياسات، الذين يفتقرون إلى المعرفة اللازمة في مجال الذكاء الاصطناعي، ليسوا دائماً على دراية بكيفية منع الاستخدام غير الأخلاقي أو اللاإنساني للتكنولوجيا، كما أنهم لا يريدون الحد من القدرة التنافسية الرقمية لبلدانهم بسبب سياسات ذكاء اصطناعي شديدة الصرامة.
يتمثل الحل في تطوير المزيد من المبادئ التي تتمحور حول الإنسان (والتي يشار إليها في الدراسة باسم "إضفاء الطابع الإنساني على الذكاء الاصطناعي") للتحكم في تقدم الذكاء الاصطناعي، بحيث تكون مبادئ يسهل فهمها من قِبل جميع أصحاب المصلحة وتفيد المجتمع.
للمزيد حول هذا الموضوع، تابع قراءة المقالة على موقعنا عبر هذا الرابط
ما الفرق بين إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي؟
إنترنت الأشياء (IoT) والذكاء الاصطناعي (AI) من أكثر قطاعات التكنولوجيا نمواً في العالم خلال السنوات الأخيرة، لدرجة أن الكثير من الأشخاص أصبحوا يخلطون بين المصطلحين.
يشير مصطلح إنترنت الأشياء إلى عالم يتم فيه توصيل كل شيء بشبكة الإنترنت، بما في ذلك الأجهزة الموجودة في منازلنا أو سياراتنا، وحتى الأشياء التي نرتديها، لتكون قادرة على تبادل البيانات فيما بينها. في حين يشير الذكاء الاصطناعي إلى تطوير آلات أكثر ذكاءً تستطيع تقليد أو محاكاة السلوك البشري.
إن التقارب بين هذه التكنولوجيا واعتمادها على بعضها جعل تمييزها أمراً صعباً بالنسبة للبعض، فأجهزة إنترنت الأشياء تجمع البيانات التي تعتبر العمود الفقري للذكاء الاصطناعي، في حين أن الذكاء الاصطناعي يقوم بتحليل هذه البيانات ويجعلها مفيدة، ما يجعل أجهزة إنترنت الأشياء مفيدة للغاية. على الرغم من الارتباط الوثيق بين إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، يمكن التمييز بينهما بسهولة.
الغرض الرئيسي من إنترنت الأشياء هو إنشاء نظام يجعل كل الأجهزة التي نستخدمها أو نرتديها متصلة مع بعضها بعضاً بشبكة الإنترنت، ما يوفّر إمكانات مفيدة للغاية. على سبيل المثال، يستطيع الطبيب مراقبة ضغط الدم ونبضات قلب المريض عن بُعد دون الحاجة إلى زيارته في المنزل، ويستطيع الآباء أيضاً مراقبة أطفالهم عن طريق كاميرات المراقبة عن بُعد حين يكونون في العمل، كما يستطيعون التأكد عن بُعد من أن أبواب المنزل مقفلة، وأن الغسالة الذكية تعمل على تنظيف الملابس في غيابهم، وإذا خرج أحد الأشخاص من منزله ونسي إطفاء الأضواء، يمكنه عن طريق تطبيق على هاتفه الذكي أن يطفئ الأضواء بضغطة زر.
باختصار، يمكن القول إن أجهزة إنترنت الأشياء هدفها الرئيسي هو تسهيل الحياة من خلال دمج الأجهزة والتكنولوجيا أكثر فأكثر في كل جوانب حياتنا، في حين أن الغرض من الذكاء الاصطناعي هو محاكاة أو تقليد السلوك والذكاء البشري وجعل الآلات تتصرف مثل البشر، وبالتالي تنفيذ المهام التي يقوم بها البشر، وفي بعض الأحيان تنفيذ مهام معقدة لا يستطيع البشر تنفيذها.
للمزيد حول الفوارق بين إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، تابع قراءة المقالة على موقعنا عبر هذا الرابط
|