الذكاء الاصطناعي يثبت تفوقه على البشر في اختيار المرشح الأفضل للوظيفة
دخل الذكاء الاصطناعي عملية التوظيف وساهم في تسهيل الإجراءات، وقد أثبتت دراسة أجرتها مبادرة الدمج (TII) في مدرسة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية (LSE) أن الذكاء الاصطناعي له قدرات البشر في عملية التوظيف، بل وأفضل منهم، لكن في المقابل لدى الناس رد فعل سلبي تجاهه.
أثر تطوّرُ الذكاء الاصطناعي في عمليات التوظيف كثيراً، فقد أصبح بالإمكان عبر تقنية التعلم الآلي اختيار المرشح المثالي للشاغر الوظيفي، بالإضافة إلى أتمتة المهام اليدوية في عملية التوظيف، وخاصة المهام المتكررة التي تحتاج وقتاً طويلاً من موظفي الموارد البشرية. على سبيل المثال، صُممت بعض برامج التعليم الآلي الخاصة بعمليات التوظيف لفحص آلاف السير الذاتية تلقائياً، وهي مهمة صعبة وتحتاج جهداً ووقتاً كبيرَين من أجل تحديد المرشحين المناسبين من مجموعة كبيرة من المتقدمين، ولحسن الحظ يمكن للذكاء الاصطناعي إنجازه بكفاءة، ما يحسّن جودة التوظيف، بإيجاد المرشح المناسب.
على الرغم من ذلك، يواجه تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال التوظيف تحديات كبيرة، لأنه يتطلب الكثير من البيانات اللازمة لتدريب نماذج التعلم الآلي على اختيار الأفضل، كما يمكن للذكاء الاصطناعي تعلم التحيزات البشرية، بالإضافة إلى عدم تقبل الجميع للفكرة.
يساهم الذكاء الاصطناعي في عملية التوظيف بعدة طرق:
برنامج الفحص الذكي
في هذا النوع من البرامج، يتعرف التعلم الآلي على المرشحين الذين أصبحوا موظفين ناجحين وغير ناجحين بناءً على أدائهم ومدة عملهم. ويتعلم عن خبرة الموظفين الحاليين ومهاراتهم وصفاتهم الأخرى ويطبق هذه المعرفة على المتقدمين الجدد من أجل ترتيب المرشحين الأقوى وتصنيفهم ووضعهم في قائمة مختصرة تلقائياً.
بوتات الدردشة
عند استخدام بوتات الدردشة بالتوظيف، توفر تفاعلاً في الوقت الفعلي للمرشحين من خلال طرح الأسئلة بناءً على متطلبات الوظيفة وتقديم الملاحظات والتحديثات واقتراحات الخطوة التالية. يترك هذا انطباعاً إيجابياً عند المرشحين عن الشركة بسبب الرد المباشر، وعدم اضطرارهم للانتظار أو عدم تلقي رد مطلقاً.
المقابلات الرقمية
تختلف المقابلات الرقمية عن المقابلات العادية عبر الإنترنت، لأن الذكاء الاصطناعي يقيّم اختيارات المرشحين للكلمات وأنماط الكلام وتعبيرات الوجه ومدى ملاءمتهم للوظيفة وربما حتى الشركة وثقافتها.
راجع الباحثون في مدرسة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية الأدبيات الأكاديمية التي تنظر في فعالية الذكاء الاصطناعي في عملية التوظيف، لمقارنة أداء الذكاء الاصطناعي بأداء البشر فيما يتعلق بعملية التوظيف واختيار المرشح المناسب للوظيفة، وكانت نتائجهم مفاجِئة، فقد توصلوا إلى أن الذكاء الاصطناعي يحسن الكفاءة في التوظيف من خلال عدة نقاط:
- السرعة في تحديد المرشح المناسب.
- زيادة معدل ملء الوظائف الشاغرة.
- التوصية بالمرشحين الذين لديهم احتمالية أكبر للتوظيف بعد المقابلة.
للمزيد حول استخدام الذكاء الاصطناعي في اختيار المرشحين للوظائف، تابع قراءة المقالة على موقعنا عبر هذا
الرابط
كيف يكشف الذكاء الاصطناعي هوية المؤلفين كبصمة الإصبع؟
منذ فترة طويلة، كان الخبراء البشريون يستطيعون تحليل النصوص والبحث عن الصفات الخاصة للمؤلفين، كما ساعدتهم في الآونة الأخيرة بعض الخوارزميات، لكن الذكاء الاصطناعي غير قواعد اللعبة، وسيصبح بالإمكان قريباً عبر ما يُسمى "نماذج اللغة العصبونية"، تحديد هوية المؤلف بسرعة ودقة متناهيتين وبدرجة تماثل مطابقة بصمات الإصبع لدى خبراء الطب الشرعي، وهو تطور من شأنه، عند تطبيقه قريباً، أن يساعد كثيراً في الحفاظ على حقوق المؤلفين ومكافحة المعلومات المضللة وتتبع مصدرها والتصدي للإتجار بالبشر.
إذا كنت قد أمضيت أي وقت على الإنترنت، فربما تدرك جيداً أن شبكة الإنترنت تمتلئ بالروبوتات والآلات الإلكترونية الأخرى التي تعمل في كثير من الأحيان على التحريض أو بثّ البذاءات والمعلومات المضللة، وتتظاهر كأنها أشخاص من البشر بينما هي ليست كذلك، وعلى الرغم من صعوبة قياس مدى انتشار الروبوتات على وجه الخصوص، فقد وجد تقرير صدر عام 2020 من شركة "إيمبرفا" للأمن السيبراني أن أكثر من ربع مستخدمي الإنترنت ليسوا في حقيقة الأمر بشراً، وإذا أضيف إلى ذلك البشر الذين يستخدمون أسماء مستعارة، ستبدأ في إدراك أن الكثير من الإنترنت الحديث، يعدّ إلى حد ما مزيفاً.
ولكن ماذا لو كانت هناك وسيلة يمكن أن تقضي على هذا التزوير وتحديد كاتب أو مؤلف أي نصّ معين منشور على الانترنت بناء على الأنماط اللغوية لنص كل منهم ومن دون الاعتماد على أي شيء آخر؟ يعكف الخبراء في نشاط مشاريع بحوث الذكاء المتقدم، وهو الجناح البحثي لمجتمع أجهزة الاستخبارات الأميركية المعروف اختصاراً من اللغة الإنجليزية باسم "إياربا"، على استخدام الذكاء الاصطناعي ضمن برنامج يدعى "هياتوس" في التعامل مع كميات هائلة من البيانات النصية عبر الإنترنت، لتحديد هوية مؤلفي النصوص، وفقاً لما كشف عنه موقع "نيكستغوف" الأميركي.
ويأمل الباحثون قريباً في أن تؤدي هذه التقنية التي تعرف باسم "بصمة النص" دوراً حاسماً في تحديد الأشخاص الذين يقفون وراء حملات التضليل ومكافحة الاتجار بالبشر ويستخدمون الإنترنت بكثافة للتخفي عن الأجهزة الأمنية، وفي الوقت نفسه، ستعمل هذه الأنظمة المتقدمة على ميزات تستهدف حماية خصوصية المؤلفين.
الرابط
أداة جديدة يمكنها تحديد نداءات الحيوانات البحرية التي تسبح في محيط من الضوضاء
يمتلئ المحيط بأعداد هائلة من الأصوات المختلطة والضوضاء، لكن أداة ذكاء اصطناعي جديدة يمكنها أن تساعد العلماء على غربلة كل تلك الضوضاء لتتبع الثدييات البحرية ودراستها.
تسمى الأداة (DeepSqueak)، ليس لأنها تستمع إلى نداءات الدلافين التي تسبح في الأماكن العميقة من المحيطات، وإنما لأنها تستند إلى خوارزمية تعلم عميق تم استخدامها لأول مرة لتصنيف أصوات الفئران التي تصدر موجات فوق صوتية مختلفة. والآن، يقوم الباحثون بتطبيق هذه التقنية على مجموعات بيانات ضخمة من أصوات الحيوانات البحرية.
نظراً لأن جزءاً كبيراً من المحيط لا يزال بعيداً عن متناولنا، يمكن أن تساعدنا الأصوات في معرفة المكان الذي تسبح فيه الثدييات البحرية، وكميتها، وكيفية تفاعلها مع بعضها البعض. وقد ساعدت بالفعل تسجيلات أصوات الحيتان في اكتشاف مجموعة غير معروفة من الحيتان الزرقاء في المحيط الهندي، وأنواع من الحيتان المنقارية لم نسمع أصواتها من قبل.
لكن الاستماع إلى تسجيلات من الأصوات الصادرة من المحيط، ومحاولة انتقاء ضوضاء الحيوانات من وسط ساعات من الأمواج والرياح ومحركات القوارب هو عمل بطيء ومضني. وهنا يأتي دور أداة (DeepSqueak)، التي تم الإعلان عنها مؤخراً في الاجتماع الـ 182 للجمعية الصوتية الأميركية، وهي مصممة لتصنيف الإشارات الصوتية تحت الماء بشكل أسرع وأكثر دقة من أي طريقة أخرى.
تقوم الأداة بتمشيط البيانات الصوتية في المحيط وتنتج ما يشبه الخرائط الحرارية، بناءً على مكان سماع إشارات صوتية معينة ونوع التردد، ثم تُنسب هذه الإشارات إلى حيوان معين. وتقول إليزابيث فيرجسون، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة (Ocean Science Analytics)، التي طورت الأداة إنه "على الرغم من أننا استخدمنا (DeepSqueak) لاكتشاف الأصوات الصادرة من تحت الماء، إلا أن هذه الأداة سهلة الاستخدام والمفتوحة المصدر ستكون مفيدة لمجموعة متنوعة من الأنواع الأرضية".
الرابط (إنجليزي)