يجب أن تعلم | للاطلاع | في صلب الموضوع | رقم اليوم | شخصية اليوم | مصطلح اليوم
الأيدي الرقمية الخفية هل تحول البشر إلى آلات؟
يطرح كتاب "في انتظار الروبوت: الأيدي الخفية وراء العمل الرقمي"، من تأليف أستاذ علم الاجتماع بتليكوم باريس (كلية الاتصالات اللاسلكية في العاصمة الفرنسية) أنطونيو كازيللي، سؤالاً يبدو معاكساً للراسخ في الأذهان في ظل التقدم التكنولوجي المذهل الذي تعيشه البشرية في الوقت الراهن، وهو: هل سيحل البشر محل الروبوت؟
يلاحظ كازيللي في كتابه هذا انتشار نمط من "العمل الخفي" الذي يقوم به بشر في خدمة التحول الرقمي على مستوى العالم من دون أن يتمتعوا بحقوق مادية عادلة نظير عملهم هذا، الذي يبدو أن لا غنى عنهم في أدائه حتى في وجود الروبوتات، ومن ثم فإنه يُنْظر إليهم على أنهم لا يختلفون عن الآلات الصماء في شيء، بل ربما يكونون أقل كلفة منها في نظر الرأسمالية الرقمية المهيمنة على إنتاج المعلوماتية في مجالات إنتاجية وخدمية مختلفة. وهكذا وبحسب ما ذهب إليه المؤلف استناداً على معطيات عدة، فإن "الآلات ما هي إلا بشر يقومون بعمليات حسابية".
يطلعنا كازيللي في كتابه -الذي حاز جائزة الكتابة الاجتماعية والجائزة الكبرى للحماية الاجتماعية عام 2019- على كواليس التطور المهول في عالم الذكاء الاصطناعي ومدى تأثيره على أشكال العمل المختلفة. فهناك شركات عملاقة تبيع الذكاء الاصطناعي ولكنها ليست من يصنعه، بل توكل هذه المهمة للعديد من "عرائس الماريونيت" التي تنجذب عبر خيوط غير مرئية نحو العمل غير الرسمي أو في ظروف مجحفة وفي ظل عدم اعتراف كامل بالجهود المبذولة. فالانبهار بالذكاء الاصطناعي والروبوت لا يعكس إلا تزايد تهميش العمل البشري، إذ أن أسطورة إحلال التكنولوجيا الحديثة محل العمل البشري تعني تراجع صورة العمل النمطية والوظائف الرسمية واستبدالها بجيش غير مرئي من الأشخاص.
يبحث كازيللي عن الإنسان وراء العمليات ذات الشكل الآلي والتي في جوهرها، وفي حقيقة الأمر، هي من صنع الإنسان وموجَّهة للإنسان. ويزعم أن فكرة انتظار الروبوت هي أشبه بترقب ما لن يتحقق أبداً. حيث يتمسك بالمسمى الانجليزي للعمل الرقمي المبني على "نقرات الأصابع" (Digital Labor) في إشارة إلى الأعمال الآلية في الذكاء الاصطناعي التي تتأسس على أصابع الإنسان وعدد الدقات التي يدق بها على أزرار الجهاز.
الرابط
ما هي أكبر التحديات التي تواجه مجال الروبوتات؟
يُعد مجال الروبوتات مجالاً متنوعاً به العديد من المتغيرات، كما يتسم بكثرة أوجه عدم اليقين: لا أحد يستطيع التنبؤ بالطريقة التي ستتطور بها الروبوتات وما هي الاتجاهات التي ستقودها بعد بضع سنوات من الآن.
كذلك، تمثل الروبوتات قطاعاً متنامياً يضم أكثر من 500 شركة تعمل على منتجات مختلفة، يمكن تقسيمها إلى أربع فئات:
- الروبوتات الصناعية التقليدية.
- روبوتات الخدمات المهنية الثابتة (مثل التطبيقات الطبية والزراعية).
- روبوتات الخدمات المهنية المتنقلة (أنشطة البناء والأنشطة التي تجري تحت الماء).
- المركبات الموجهة المؤتمتة (AGVs) المُخصصة لحمل الأحمال الصغيرة والكبيرة ضمن الخدمات اللوجستية أو خطوط التجميع.
ثمة عدة عوامل تعمل على إبطاء وتيرة تطوير صناعة الروبوتات، حيث تواجه الروبوتات العديد من المشكلات والتحديات التي تتعلق في الغالب بتسهيل عمل التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، وقدرات الإدراك، ومصادر الطاقة.
الذكاء
قد يصعب على الروبوتات فهم بيئات العالم الحقيقي المختلفة واتخاذ الإجراءات المناسبة فيها. لا يوجد ما يضاهي التفكير البشري. وبالتالي، لا يمكن الاعتماد بالكامل على الحلول الروبوتية.
التنقل
حدث تقدم كبير في إدراك الروبوتات للبيئات المحيطة بها وتنقلها فيها، ولعل المثال الأبرز هنا هو المركبات ذاتية القيادة. ستستمر حلول التنقل في التطور، لكن الروبوتات المستقبلية تحتاج إلى أن تكون قادرة على العمل في بيئات مجهولة وغير مفهومة تماماً بالنسبة لها.
الاستقلالية
لا يزال تحقيق الاستقلالية الكاملة أمر غير عملي وبعيد جداً حتى الآن. ومع ذلك، يمكن أن نرجع السبب إلى استقلالية الطاقة. تتطلب أدمغتنا الكثير من الطاقة لتعمل، وبدون الآليات التطورية التي تساهم في تحسين هذه العمليات، فلن تكون قادرة على الوصول إلى المستويات الحالية للذكاء البشري. وينطبق هذا الأمر أيضاً على الروبوتات: فالمزيد من الطاقة المطلوبة يقلل الاستقلالية.
خامات جديدة
تُعد المعدات الحاسوبية المتطورة بالغة الأهمية بالنسبة لروبوتات اليوم. لا يزال يتعين علينا القيام بالكثير من العمل لاستخدام عضلات اصطناعية وروبوتات لينة وعناصر أخرى من شأنها أن تساعد في تطوير آلات فعالة.
الرابط (إنجليزي)
"البيانات" ساحة صراع بين واشنطن وبكين
باتت "البيانات" ساحة منافسة وصراع بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، بعد أن أدركت الدولتان مدى أهميتها في اقتصاد المستقبل، لدرجة دفعت الصين، على سبيل المثال، إلى وضع قواعد جديدة تحظر بمقتضاها على الشركات التي تحتفظ بقدر كبير من بيانات المستهلكين الحساسة، طرح أسهمها في الخارج وخاصة في الأسواق الأميركية، حتى لا يتم الاستفادة منها هناك.
جاء هذا الإدراك واضحاً في رد نائبي مستشار الأمن القومي الأميركي السابقين مات بوتينغر وديفيد فيث، على الموقف الصيني بقولهما: "البيانات تعادل النفط في القرن الجديد. فهي المورد الذي لا ينضب، وهو الغذاء الرئيسي لعمليات الذكاء الاصطناعي والقوة الاقتصادية، وقوة الدولة".
وتعد البيانات أمراً حيوياً لكافة عمليات الذكاء الاصطناعي التي تهدف إلى خلق تكنولوجيات حديثة ومتطورة، والبيانات بطبيعتها تتخطى الحدود، ومخزنة من خلال الحوسبة السحابية وفي أجهزة يمكن الوصول إليها والتلاعب بها من أي مكان في العالم.
ولإدراك مدى أهمية هذا المصدر الجديد لاقتصاد المستقبل، يكفي أن نعلم أن كل شيء نقوم به يترك أثراً رقمياً، ما يؤدى إلى ازدياد معدل نمو البيانات بسرعة. وفي هذا الصدد يشير موقع (Statista) إلى أن عدد المستخدمين للإنترنت عالمياً بلغ 4.66 مليارات، ما يمثل 59.5% من سكان العالم. ومن هذا المجموع، هناك 92.6%، أي نحو 4.32 مليارات، يصلون إلى الإنترنت عبر الأجهزة المحمولة.
ويزداد إجمالي كمية البيانات التي تم إنشاؤها والتقاطها ونسخها واستهلاكها بسرعة في العالم، حيث وصلت إلى أكثر من 59 تريليون جيجا بايت. وتعتبر مواقع التواصل والإعلام وشبكاته الاجتماعية، وشبكات الاستشعار، والصور الرقمية، والفيديو، والهواتف المحمولة، وسجلات معاملات الشراء، وسجلات الويب، السجلات الطبية، والأرشيفات، والمراقبة العسكرية، والتجارة الإلكترونية، والأبحاث العلمية المعقدة، من المصادر الرئيسة للبيانات الكبيرة.
وتشير الدراسات إلى أنه تم إنشاء 1.7 ميجابايت من البيانات كل ثانية خلال عام 2020. ويكفي معرفة أنه خلال العامين الماضيين فقط تم إنشاء 90% من بيانات العالم كلها. كما بلغ حجم البيانات التي ينتجها البشر كل يوم 5 تريليون بايت. أيضاً تتم مشاركة 95 مليون صورة وفيديو يومياً على مواقع التواصل الاجتماعي، كما يتم إرسال 306.4 مليارات رسالة بريد إلكتروني، ويتم إجراء 500 مليون تغريدة كل يوم.
الرابط
|