يجب أن تعلم | للاطلاع | في صلب الموضوع | رقم اليوم | شخصية اليوم | مصطلح اليوم
كيف تسعى الولايات المتحدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتحويل الأمن القومي؟
نشر مكتب محاسبة الحكومة الأميركية، أمس الأول، مقالة تناقش تأثير الذكاء الاصطناعي على الأمن القومي. وأوضح المكتب أنه من المتوقع أن يحول الذكاء الاصطناعي جميع قطاعات المجتمع، بما في ذلك طبيعة الحرب ذاتها.
تحذر المقالة من أن الفشل في تبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ودمجها بشكل فعال قد يؤدي إلى تأثير سلبي على الأمن القومي، حيث يقوم المنافسون الاستراتيجيون للولايات المتحدة، مثل الصين وروسيا، باستثمارات كبيرة في الذكاء الاصطناعي لأغراض الأمن القومي. وبالمثل، تستثمر وزارة الدفاع الأميركية مليارات الدولارات لتطوير ودمج الذكاء الاصطناعي في أنظمة الدفاع، وتجري تغييرات تنظيمية لدمج الذكاء الاصطناعي في خططها القتالية.
وتتراوح أنواع الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها وزارة الدفاع من أتمتة مهام الأعمال البسيطة (مثل معالجة البيانات المالية) والتنبؤ بالأعطال الميكانيكية في منصات الأسلحة، إلى إجراء تحليلات معقدة لدعم مهماتها القتالية. ولا تزال العديد من قدرات الذكاء الاصطناعي التي تدعم مهام القتال قيد التطوير. تشمل الأمثلة تحليل المعلومات الاستخباراتية (على سبيل المثال، التعرف على الوجوه)، وتعزيز أنظمة الأسلحة (مثل الطائرات المسيرة والسفن الآلية)، أو تقديم توصيات في ساحة المعركة (مثل توجيه ضربات الصواريخ).
لكن مكتب محاسبة الحكومة الأميركية يشير إلى أن وزارة الدفاع عادة ما واجهت تحديات لشراء أنظمة أسلحة رئيسية، منها عمليات الاستحواذ ونقص العمال المهرة. وتواجه الوزارة حالياً نفس هذه المشاكل جنباً إلى جنب مع بعض المشاكل الأخرى الخاصة بالذكاء الاصطناعي. وقد بدأت في معالجة هذه الأنواع من التحديات، لكن من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت ستكون فعالة.
اتخذت وزارة الدفاع إجراءات مختلفة لتسريع قدرتها على تبني ودمج قدرات الذكاء الاصطناعي. وتشمل هذه الإجراءات تغييرات تنظيمية، من بينها إنشاء المركز المشترك للذكاء الاصطناعي (JAIC) في عام 2018. وفي فبراير 2022، أنشأت الوزارة منصباً جديداً لمكتب "رئيس موظفي التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي"، ليكون بمثابة كبير موظفي القسم المسؤول عن تعزيز ودمج البيانات والذكاء الاصطناعي والحلول الرقمية، واستبدال مركز جايك.
كما زادت وزارة الدفاع استثماراتها في السنوات الأخيرة، ما يعكس الأهمية المتزايدة للذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، تضمن طلب الميزانية الأخير 130.1 مليار دولار للبحث والتطوير، اعترافاً بضرورة تحسين الاستعداد في مجال التكنولوجيا المتقدمة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي.
الرابط (إنجليزي)
القيادة الذاتية في تسلا ترفع الإنذار في أميركا إلى "كارثة في انتظار الحدوث"
تكررت حوادث الاصطدام التي تعرض لها سائقو سيارات تسلا المزودة بنظام القيادة ذات التوجيه الآلي، حتى بلغت 12 حادثاً في السنوات الأربع الماضية، ما أثار تساؤلات حول مدى سلامة هذه التكنولوجيا التي تعتبرها شركة السيارات الأكثر قيمة في العالم من جواهر التاج لديها.
وقد دفع هذا المشرعين الأميركيين إلى التدقيق بشكل أكبر على السيارات ذاتية التوجيه أكثر من قبل. وفتحت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة، التي تتمتع بسلطة فرض عمليات الاستدعاء، تحقيقين رسميين في العيوب قد يؤديان في النهاية إلى اضطرار شركة تسلا إلى تعديل السيارات وتقييد استخدام نظام القيادة الآلية في المواقف التي لا يزال يتعذر عليها التعامل معها بأمان.
إن فرض قيود صارمة على القيادة الذاتية يمكن أن يشوّه سمعة تسلا لدى المستهلكين، ويخيف المستثمرين الذين ساعد إيمانهم بحسن نية الشركة في جعل الرئيس التنفيذي إيلون ماسك أغنى شخص في العالم. كما قد يضر بالثقة في التكنولوجيا التي تنفق شركات السيارات والبرمجيات الأخرى المليارات لتطويرها على أمل الحد من الارتفاع المقلق في معدل الحوادث المرورية في الولايات المتحدة.
وقد اُتخذت عدة إجراءات صارمة من قبل الإدارة الوطنية للسلامة على الطرق السريعة في أعقاب التماسات متكررة من المجلس الوطني لسلامة النقل، الهيئة المستقلة للتحقيق في الحوادث، لتشديد الرقابة على المركبات ذاتية القيادة. فاقترح المجلس الوطني لسلامة النقل، الذي لا يملك القدرة على إجبار شركات صناعة السيارات على اتباع توصياته، أن تتبنى تسلا ضمانات نظام القيادة الآلية التي اعتمدتها شركة جنرال موتورز وشركة فورد موتور لأنظمتهما. ولم تستجب تسلا لتوجيهات المجلس بل واصلت نهجها.
ووصفت رئيسة المجلس الوطني لسلامة النقل، جينيفر هومندي، في مقابلة معها، نشر تسلا للميزات التي تسوقها للقيادة الآلية والقيادة الذاتية الكاملة كتجارب ذكاء اصطناعي باستخدام مشغلين غير مدربين: "إنها كارثة على وشك الحدوث". وقد ألمح ماسك إلى التساهل التنظيمي في الولايات المتحدة، في مارس الماضي، عندما سئل متى سيتمكن الأوروبيون من اختبار القيادة الذاتية الكاملة، حيث أجاب: "في الولايات المتحدة، الأشياء قانونية افتراضياً، بينما في أوروبا، الأشياء غير قانونية افتراضياً".
الرابط
شركات ناشئة تنافس عمالقة التكنولوجيا في الذكاء الاصطناعي
تظهر الأحداث التي وقعت خلال الأسبوع الماضي تقريباً أن الذكاء الاصطناعي مستمر في التطور على قدم وساق. وتؤكد أيضاً أن شركات التكنولوجيا الكبرى تمسك بزمام الأمور. لكن بالنظر إلى احتمال وجود مضار ناجمة عن الاستخدامات التي يمكن أن تناط بأحدث جيل من الذكاء الاصطناعي، قد لا يصبح العالم أكثر إنصافاً -أو أكثر أماناً- لو أصبحت هذه التكنولوجيا منتشرة على نطاق أوسع.
أدى تطوران في مجال الذكاء الاصطناعي إلى تأكيد هذه النقطة بأسلوب قوي ومتجدد. أحد هذين التطورين يتضمن نموذجاً جديدا للغة من جوجل يسمى "با إل إم" (PaLM) (كتبنا عنه في نشرة سابقة). ووفقاً لبيرسي ليانج، الأستاذ المشارك في علوم الحاسوب في جامعة ستانفورد، يعد هذا التقدم هو الأكبر في مثل هذه الأنظمة منذ إصدار نظام جي بي تي-3 من قبل شركة أوبن أيه آي، وهو آلة الكتابة التلقائية التي أحدثت ثورة في عالم الذكاء الاصطناعي قبل عامين.
التطور الآخر الذي أعلنته شركة أوبن أيه آي الأسبوع الماضي، يمثل قفزة إلى الأمام في المجال الجديد الذي يتعلق بالأنظمة "متعددة الوسائط"، التي تعمل مع كل من النصوص والصور. أحدث نظام طورته الشركة، والمعروف باسم دال-إي 2، يأخذ رسالة نصية مثل: "رائد فضاء يمتطي حصانا" ويحولها إلى صورة واقعية. (كتبنا عنه في نشرة سابقة)
كان نشر النماذج المماثلة لهذه يعد ممارسة جيدة في الماضي، بحيث يمكن للباحثين الآخرين اختبار ما تدعيه تلك النظم ويمكن لأي شخص يستخدمها معرفة كيفية عملها. لكن نظراً إلى المخاطر المترتبة على ذلك، فإن مطوري أكبر النماذج في الوقت الحاضر أبقوها طي الكتمان.
بدأت هذه الممارسات بتغذية عمليات البحث عن بدائل، حيث يحاول مطورو البرامج مفتوحة المصدر والشركات الناشئة انتزاع جزء من السيطرة على هذه التكنولوجيا من يد شركات التكنولوجيا الكبرى. تمكنت شركة "كوهير أيه آي"، مثلا، من جمع 125 مليون دولار من رأس المال الاستثماري الشهر الماضي. قد يبدو الأمر مكلفاً للغاية بالنسبة إلى شركة ناشئة للتنافس مع جوجل، لكن لدى شركة كوهير اتفاقية تمنحها إمكانية استخدام رقائق الذكاء الاصطناعي الأكثر قوة لدى شركة البحث من أجل تدريب نموذجها الخاص. في الوقت نفسه، شرعت مجموعة من الباحثين المستقلين في بناء نظام مشابه لنظام لغة جي بي تي-3 بهدف صريح وهو إتاحته للاستخدام العام. أصدرت المجموعة التي تطلق على نفسها اسم "إليوثيرا أيه آي"، نسخة مفتوحة المصدر جاهزة للعمل من نموذج عمل مصغر في وقت سابق من هذا العام.
تشير مثل هذه التحركات إلى أن شركات التكنولوجيا الكبرى لن تحتفظ بهذا المجال بأكمله لنفسها فقط. لكن من سيضبط حدود هذه التكنولوجيا الجديدة القوية هو موضوع نقاش آخر.
الرابط
|