يجب أن تعلم | في صلب الموضوع | للاطلاع | رقم اليوم | شخصية اليوم | مصطلح اليوم
هل أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية واعية؟
قبل حوالي أسبوعين، ثار نقاش محتدم بين مجموعة من العلماء والباحثين حول ما إذا كانت أنظمة الذكاء الاصطناعي تتمتع بالوعي (كتبنا عنه بالتفصيل في نشرة سابقة). وبعد تراجع الضجة، كتبت أماندا أسكيل الفيلسوفة وعالمة الأبحاث السابقة في شركة أوبن إيه آي، مقالة قيمة تستعرض فيها وجهة نظرها حول هذا الموضوع.
تميل أسكيل إلى الاعتقاد بأن أكبر أنظمة التعلم الآلي الحالية تتمتع على الأرجح بوعي إدراكي (phenomenal consciousness) أكثر من الكرسي، لكنه أقل بكثير من الفأر وحتى من الحشرات والأسماك، على نحو يجعلها في منطقة واحدة مع النباتات. فبالرغم من أن النباتات تتكون من أنظمة معقدة تستجيب للمحفزات السلبية والإيجابية ويمكنها القيام بأشياء تشبه الاتصالات الداخلية والخارجية، إلا أنها تفتقر إلى ما يعتبره الكثيرون شروطاً مسبقة للوعي الإداركي في الأنظمة البيولوجية، مثل شبكات الخلايا العصبية.
لذلك يمكن القول -بثقة منخفضة نسبياً- إن أنظمة التعلم الآلي الحالية ربما لا تكون واعية على نفس النحو الذي يجعلنا نقول إن النباتات ليست واعية. ومع ذلك، فإن هذه الأنظمة لديها إمكانات للوعي في المستقبل أكثر من النباتات.
أنظمة التعلم الآلي ليست شيئاً واحداً، فهي تتكون من العديد من الأجزاء الاصطناعية المختلفة التي يتم تطويرها بمرور الوقت. وتحتوي معظم هذه الأنظمة على بُنى معمارية مختلفة عن تلك الموجودة في الأدمغة. لكن أبحاث التعلم الآلي المستقبلية القائمة على أساس الشبكات العصبونية يمكن أن تؤدي إلى تطوير أنظمة بها الكثير من الارتباطات المعمارية والسلوكية والمعرفية بالوعي أكثر مما نراه اليوم.
وتضيف الباحثة أننا إذا فكرنا في أن ثمة أنظمة غير بيولوجية يمكنها استخدام نفس البنية الحاسوبية للدماغ البشري، فسيكون لدينا سبب للاعتقاد بأن هذه الأنظمة يمكن أن تكون واعية، وبالتالي سيكون لدينا أيضاً دليل على أن النظام الذي ينفذ عمليات حاسوبية مشابهة للغاية للدماغ البشري يمكن أن يكون واعياً أيضاً. الخلاصة أنه على الرغم من اعتقادها أن أنظمة التعلم الآلي الحالية ليست واعية على الأرجح، إلا أن أسكيل ترى أنه لا يوجد سبب هام للاعتقاد بأن الأنظمة المستقبلية لا يمكن أن تكون واعية، أو لا تستطيع حتى الوصول إلى مستوى الوعي البشري.
الرابط (إنجليزي)
ماذا يمكن لتاريخ الذكاء الاصطناعي أن يقول لنا عن مستقبله؟
في 11 مايو 1997، كان غاري كاسباروف يتململ قلقاً في كرسيه الجلدي الوثير في مركز إكويتابل في مانهاتن، وهو يمرر أصابعه في شعره بتوتر. فقد كانت هذه الجولة الأخيرة من مباراته ضد الحاسوب الخارق ديب بلو من شركة آي بي إم، وكانت جولة حاسمة لكسر التعادل في المواجهة بين المخ البشري والسيليكون، ولم تكن الأمور تجري على ما يرام. فقد كان كاسباروف يرتعد فيما يلوم نفسه على ارتكاب خطأ قاتل في بداية الجولة، ما أدى إلى وقوعه في حصار لا مفر منه.
إن لعبة الشطرنج عالية المستوى عادة ما تستغرق من الوقت ساعتين إلى أربع ساعات، ولكن كاسباروف أدرك أنه لن يتمكن حتى من تجاوز ساعة واحدة. وهكذا، أعلن كاسباروف توقفه عن اللعب، ومال فوق لوحة الشطرنج حتى يصافح بشدة يد جوزيف هون، وهو مهندس في آي بي إم ممن ساعدوا على تطوير ديب بلو، وهو الذي كان يحرك القطع على اللوحة بالنيابة عن الحاسوب.
بالنسبة لأي شخص مهتم بالذكاء الاصطناعي، كانت هزيمة أستاذ الشطرنج حدثاً مدوياً. فقد أطلقت صحيفة نيوزويك على المباراة "المعركة الأخيرة للدماغ البشري"، كما أعلن عنوان آخر أن غاري كاسباروف "مدافع عن البشرية". وإذا تمكن الذكاء الاصطناعي من التغلب على أعتى ذهن بشري في الشطرنج، فيبدو أن الحواسيب ستتمكن قريباً من التغلب على البشر في كل شيء، مع قيادة آي بي إم لهذا التوجه.
طبعاً، لم يحدث هذا. وبالفعل، فعندما نتأمل هذا الحدث بعد 25 سنة، يمكن أن نرى أن انتصار ديب بلو لم يكن نصراً، بل أقرب إلى إعلان وفاة. فقد كان هذا الحدث قمة أداء الذكاء الحاسوبي وفق الطريقة القديمة، والتي تعتمد على صياغة بارعة لأعداد لا تنتهي من أسطر التعليمات البرمجية، والتي غطى عليها نمط آخر منافس من الذكاء الاصطناعي، أي الشبكات العصبونية، وتحديداً التقنية المعروفة باسم "التعلم العميق". وبالتالي، فإن ديب بلو الهائل كان أشبه بديناصور ضخم يقترب من نهايته المحتومة على يد كويكب قاتل، أما الشبكات العصبونية فهي الثدييات الصغيرة التي ستبقى على قيد الحياة وتحدث تحولات كبيرة في الكوكب.
ولكن، وحتى اليوم، وفي عالم يكتظ بأعداد لا تحصى من أنظمة الذكاء الاصطناعي، ما زال علماء الحاسوب يتجادلون حول ما إذا كانت الآلات ستتمكن يوماً ما من "التفكير" فعلاً. وفيما يتعلق بالإجابة عن هذا السؤال، فقد تكون الكلمة الأخيرة -والضحكة الأخيرة أيضاً- من نصيب ديب بلو.
للمزيد حول التطورات التي مر بها الذكاء الاصطناعي، تابع قراءة هذه المقالة المثيرة على موقعنا عبر هذا الرابط
شركة لايت ماتر تخطط لبناء سيارة ذاتية القيادة مجهزة برقائق ضوئية
هناك اتجاهان واضحان يتطوران في مجال السيارات؛ الأول هو التخلي عن محركات الاحتراق الداخلي والانتقال إلى السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات، والثاني هو السعي أكثر نحو القيادة الذاتية للسيارة. تصنع شركة "وايمو" وغيرها السيارات ذاتية القيادة، بينما تروج الشركات الصانعة للسيارات، مثل شركة "تسلا"، لميزات مساعد السائق في سياراتها.
تخطط إحدى الشركات، وتدعى "لايت ماتر"، للاستفادة من هذين الاتجاهين في صناعة السيارات في نفس الوقت، حيث ستقوم ببناء رقائق نموذج أولي لسيارة ذاتية القيادة. تتميز الرقائق الدقيقة التي تقوم بالحوسبة لهذه السيارة التجريبية عن رقائق الشركات الأخرى، حيث ستكون قائمة على الضوء، وذلك بخلاف الرقائق التقليدية القائمة على الإلكترونات والترانزستورات.
حصلت الشركة، بالاشتراك مع جامعة هارفارد وجامعة بوسطن، على 4.8 مليون دولار من منظمة حكومية أميركية تُدعى آياربا (IARPA). وعلى عكس شركات تصنيع السيارات ذاتية القيادة، مثل "زووكس" و"ريفيان"، فإن شركة "لايت ماتر" ليست شركةً لتصنيع السيارات أو شركة نقل مطلقاً، لذلك لا تتوقع أن تشاهد سياراتٍ تحمل علامتها التجارية على الطرقات. إنها شركة لتصنيع الرقائق، والرقائق الضوئية التي تصنعها مخصصة لدعم عمليات الذكاء الاصطناعي الحاسوبية بطريقةٍ فعالة.
يقول نيكولاس هاريس، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة لايت ماتر: "لا تصنع شركتنا معالجاً متعدد الاستخدامات، بل معالجاً مخصصاً لدعم الذكاء الاصطناعي". في الواقع، يتطلب تشغيل الشبكات العصبونية التي يمكنها أداء مهام الذكاء الاصطناعي، مثل تطبيقات الرؤية الحاسوبية، إجراء عملياتٍ حسابية. ويضيف هاريس: "هناك الكثير من عمليات الضرب والجمع، والكثير من البيانات المتدفقة إلى الرقاقة بسرعات عالية جداً، لذلك نقوم بكل هذه العمليات باستخدام الضوئيات (الفوتونيكس) المدمجة".
للمزيد حول استخدام الرقائق الضوئية في السيارات ذاتية القيادة، تابع القراءة على موقع العلوم للعموم عبر هذا الرابط
|