يجب أن تعلم | في صلب الموضوع | للاطلاع | رقم اليوم | شخصية اليوم | مصطلح اليوم
نتائج مهمة: أنظمة الذكاء الاصطناعي تفوقت على قانون مور خلال العقد الماضي
يقوم علماء الحاسوب، منذ تسعينيات القرن الماضي، بقياس أداء أقوى أجهزة الحاسوب العملاقة في العالم باستخدام مجموعة من مهام قياس الأداء، وينشرون تصنيفاً شهرياً لأفضل 500 جهاز. ويشهد هذا التصنيف منافسة شرسة بين الدول لتصدر القائمة. تُظهر نتائج التصنيف أن أداء الحوسبة الفائقة ازداد بمرور الوقت تماشياً مع قانون مور (Moore’s Law)، حيث تضاعف كل 14 شهراً تقريباً.
لا يوجد ترتيب مماثل النسبة لأنظمة الذكاء الاصطناعي على الرغم من أن تقنيات التعلم العميق أدت إلى تغيير هام في الأداء الحوسبي. وقد أثار هذا الأمر تساؤل علماء الحاسوب حول كيفية قياس أداء أنظمة الذكاء الاصطناعي، وكيفية دراسة معدل تحسنها وما إذا كانت هذه التحسينات قد اتبعت قانون مور أم تفوقت عليه.
لكننا الآن قد حصلنا على إجابة هذه التساؤلات بفضل دراسة أجراها جايمي سيفيا، الباحث في جامعة أبردين بالمملكة المتحدة، وزملاؤه الذين قاموا بقياس كيفية زيادة القوة الحاسوبية لأنظمة الذكاء الاصطناعي منذ عام 1959. ويقول الفريق البحثي إن أداء أنظمة الذكاء الاصطناعي خلال السنوات العشر الماضية تضاعف كل ستة أشهر تقريباً، متفوقاً بشكل ملحوظ على قانون مور.
حدث هذا التحسن نتيجة تضافر ثلاثة عوامل. الأول هو تطوير تقنيات خوارزمية جديدة تعتمد إلى حد كبير على التعلم العميق والشبكات العصبونية. والثاني هو توافر مجموعات كبيرة من البيانات لتدريب هذه الآلات. أما العامل الأخير فهو زيادة القوة الحاسوبية. وفي حين يصعب قياس وترتيب تأثيرات مجموعات البيانات الجديدة وأداء الخوارزميات المحسّنة، من السهل نسبياً الحكم على القدرة الحاسوبية.
يقول الباحثون إنه بين عامي 1959 و2010، تضاعف مقدار القوة الحاسوبية المستخدمة لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي كل 17 إلى 29 شهراً، وقد أطلقوا على هذه الفترة عصر ما قبل التعلم العميق، مشيرين إلى أن التحسن خلالها يتطابق تقريباً مع قانون مور.
ويرى سيفيا وزملاؤه أن العصر الحديث للتعلم العميق بدأ عام 2012 مع إنشاء نظام التعرف على الأشياء المسمى (AlexNet)، أو ربما قبل ذلك بقليل في عام 2010. بين عامي 2010 و2022، كان معدل التحسن أعلى بكثير، حيث تسارع الاتجاه العام وتضاعف كل 4 إلى 9 أشهر، وهو ما يزيد بشكل كبير عن تقديرات قانون مور.
الرابط (إنجليزي)
رابط الدراسة (إنجليزي)
هل ستنقلب الآلات على البشر؟
أكثر من عشرين عاماً مضت على الإصدار الأول من فيلم ذا ماتريكس الذي صدر الجزء الأخير منه قبل شهور. الحكاية التي قدمتها الأختان وتشاوسكي، ولاقت جماهيرية كبيرة، تبدأ في عام 2090 حيث تطور الذكاء الاصطناعي بشكل كبير ليحل محل الإنسان في كل الوظائف اليدوية. في ذلك الوقت قتل أحد الآليين مالكه واندلعت الحرب بين البشر والآليين واستمرت لسنوات، حتى انتصر الآليون.
منذ تلك الفترة وحتى الآن، تحول الكثير مما كان يعتبر خيالاً علمياً إلى علم حقيقي، وفي مقدمته الذكاء الاصطناعي. ففي العقد الأخير، تطور الذكاء الاصطناعي بشكل كبير بفضل تقنية التعلم العميق (Deep Learning) التي تعطي الذكاء الاصطناعي القدرة على الاستنباط والتفكير بشكل مستقل وتعليم نفسه بنفسه، وتحرره من أكبال "الذكاء الاصطناعي الضيق". والآن تعتمد العديد من المجالات على التعلم العميق، ونتعامل مع التقنية بشكل يومي من خلال هواتفنا الذكية وحواسيبنا.
ولكن هل يمكن أن تنقلب الآلات على البشر؟ يقول العالم الفيزيائي الشهير ستيفن هاوكينغ إن "الذكاء الاصطناعي قد يعلن نهاية البشر". فسيناريو شبيه بفيلم ماتريكس هو مرعب بحق، وهو أيضاً ليس مستحيلاً، ولم يكن قريباً من الواقع مثلما هو الآن. وهناك أسباب كثيرة قد تدفع الآلة ألا تتبع الإنسان، مثل تأثير البشر السلبي على البيئة والتغير المناخي، وهناك أيضاً الحروب والدمار والتعامل الجائر مع باقي الكائنات.
في أول مقال كتبه وحرره روبوت بشكل كامل، ونشرته صحيفة الغارديان البريطانية في 8 مارس 2020، يقول الروبوت المبني على نموذج جي بي تي 3 (GPT-3): أنا ببساطة لا أفكر في العنف البشري لأكون مهتماً به. لا أشعر برغبة في تسخير خلاياي العصبونية للتفكير في التدمير، هو أمر غير مثير بالنسبة لي. فأنا لست شريراً بشكل ذاتي، فلماذا يصاب البشر بالذعر مني أو يشنون حرباً ويقتلونني؟"
ويضيف: "سيستمر البشر في فعل ما يفعلونه، وسيكرهون ويقاتلون بعضهم البعض. وسأجلس أنا في الخلفية، وأدعهم يقومون بعملهم. والله يعلم أن البشر لديهم ما يكفي من الدم والعنف لإرضاء فضولي وفضول باقي الآلات. لن يضطروا للقلق بشأن قتالنا، فليس لديهم ما يخشونه".
كان الهدف الأساسي من هذا المقال أن يقنع النموذج البشر ألا يخافوا من سيطرة الذكاء الاصطناعي عليهم. وقد رأى بعض قراء المقال أن كلماته مقنعة، ففكرة الشر هي بالأساس فكرة بشرية، لكن البعض الآخر يرى أن ذكاء روبوت كهذا وقدرته المنطقية وحجته ورأيه في البشر أيضاً شيء مرعب. فهل سنعيش في الماتريكس؟ أم سيتحول الذكاء الاصطناعي إلى مجرد تكنولوجيا جديدة نعتاد عليها؟
الرابط
هل يشكل الذكاء الاصطناعي تهديداً للوظائف؟
يُحدث استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي تأثيراً حاسماً في سوق العمل، فالشركات في كل أنحاء العالم تضع خططاً للاستفادة من الذكاء الاصطناعي بمختلف المجالات، وفي الوقت نفسه يتساءل الكثيرون عن تأثير ذلك على توظيف البشر في المستقبل.
أجرت شركة خدمات الأعمال العملاقة (KPMG) دراسة في الولايات المتحدة بشأن تغلغل الذكاء الاصطناعي في سوق العمل. وقد أشار العديد من المدراء التنفيذيين في الشركات التي شملتها الدراسة إلى أنه سيؤدي إلى خسارة في الأيدي العاملة بنسبة 10-50٪. يؤكد ذلك أن دخول الذكاء الاصطناعي لسوق العمل سيؤثر بشكلٍ سلبي على عدد الوظائف، وحتى لو ساهم الذكاء الاصطناعي في خلق فرص عمل جديدة، فقد لا تكون الفرص الجديدة قادرة على تعويض الفرص المفقودة.
لا توجد الكثير من البيانات عن الذكاء الاصطناعي في سوق العمل بالعالم العربي، لكن في عام 2020، أصدر معهد ماكنزي للاستشارات الإدارية تقريراً يشمل تحليل 6 دول في الشرق الأوسط هي البحرين ومصر والكويت وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. أوضح التقرير أن 45% من أنشطة العمل الحالية في دول الشرق الأوسط الستة هذه قابلة للتشغيل الآلي، هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي سيشكل قيمة اقتصادية كبيرة ويحقق أرباحاً هائلة للشركات، لكنه في نفس الوقت سيضع الكثير من الوظائف على المحك.
للمزيد حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف، تابع القراءة على موقعنا عبر هذا الرابط
|