يجب أن تعلم | في صلب الموضوع | للاطلاع | رقم اليوم | شخصية اليوم | مصطلح اليوم
كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقتل الإبداع ويجعلنا أغبى؟
لعقود من الزمان، تصور العلماء وأصحاب الرؤى التقنية يوماً تصبح فيه أجهزة الحاسوب قوية للغاية بحيث تصبح أكثر ذكاءً من الجنس البشري. وتكثر اليوم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الأعمال، لدرجة أنها أصبحت تُستخدم في المهن الإبداعية.
لكن تجارب سلوكية أجراها كل من ألوك جوبتا من جامعة مينيسوتا الأميركية، وأندرياس فوجينر ويورن جراهل وولفجانج كيتر من جامعة كولونيا الألمانية، تحذر من تأثير تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحالية، وتشير إلى المخاطر والعواقب المترتبة على الإفراط في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الأعمال والقرارات الإبداعية.
درس جوبتا وزملاؤه كيف يتعاون البشر والذكاء الاصطناعي ويكمل كل منهما الآخر لاتخاذ القرارات. وفي دراسة نشرت في أواخر عام 2021، أوضح الباحثون أنهم طوروا تجارب تتضمن مهمة تصنيف صور بسيطة (تحديد سلالة كلاب) لمعرفة ما إذا كان اتخاذ القرار المدعوم بالذكاء الاصطناعي يؤدي إلى تحسين أداء المهام. أول نتيجة رئيسية توصلوا إليها هي أن البشر ليسوا جيدين للغاية في معرفة متى ينبغي تفويض القرارات إلى الذكاء الاصطناعي. ونتيجة لذلك، يمكن أن ينتهي بهم الأمر بالاعتماد على أداة الذكاء الاصطناعي حتى عندما توصي بالمسار الخاطئ.
في المهن الإبداعية، يمكن أن يكون لهذا الخلل البشري آثار مهمة. يتم استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل منشئي المحتوى والمسوقين لإنتاج محتوى إعلامي وترفيهي، ولاتخاذ قرارات إبداعية مهمة. قد يؤثر الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في قرارات إنشاء المحتوى هذه على المحصلة النهائية، حيث يبدأ عدد المستهلكين في التراجع بسبب الرتابة المحتملة للمحتوى.
كما أظهرت التجارب أن الحل القابل للتطبيق لتجنب القرارات غير المثلى القائمة على الذكاء الاصطناعي هو تثقيف البشر حول قصور الذكاء الاصطناعي، حتى يتمكنوا من تحديد متى يجب عليهم طلب مساعدة الذكاء الاصطناعي ومتى يجب عليهم اتخاذ القرارات بأنفسهم. ويقول جوبتا: "إن استخدام الذكاء الاصطناعي في المهام التي يمكنه القيام بها بكفاءة أكبر ليس بالأمر السيئ، لكن الاعتماد المفرط على نصائح الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى قرارات سيئة يتم تعزيزها بمرور الوقت".
يُظهر البحث الجديد أيضاً أنه يمكن أن تكون هناك عواقب طويلة المدى للاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي، ما قد يقودنا إلى "سيناريو يوم القيامة" في أفلام الخيال العلمي، حيث تسيطر الآلات على البشر، ولكن ليس لأن أجهزة الحاسوب تصبح أكثر ذكاءً وإنما لأن البشر يصبحون "أغبى" بفقدان معارفهم الفريدة.
الرابط (إنجليزي)
تقنية الروبوتات الإلكترونية وأثرها الدفاعي والصناعي
فكرة الروبوتات عموماً أو ما يعرف بالتماثيل البشرية لم تكن وليدة اللحظة وإنما نشأت وتطورت من جيل الى جيل منذ آلاف الأعوام، إلا أن خمسينيات القرن الـ 20 شهدت البداية الحقيقة للروبوتات المبرمجة التي يمكن تعريفها عموماً بأنها الآلات القابلة للبرمجة بوساطة أجهزة الحاسوب لتكون قادرة على محاكاة كثير من الأعمال التي يقوم بها البشر وتنفيذ سلسلة من الأوامر والإجراءات المعقدة، وذلك بشكل مستقل وتلقائي.
تتكون هذه الروبوتات عموماً من عدة مكونات رئيسة، من أهمها المستشعرات الإلكترونية "الحساسات" التي تعمل على اكتشاف الأشياء المحيطة من حرارة وضوء وأجسام وغيرها، وأيضاً المشغلات (Actuators) مثل المحركات والعجلات والمقابض وغيرها. وكذلك البرامج، وهناك العديد منها، إلا أن لغة البرمجة بايثون (Python) تعد هي من أشهر لغات البرمجة للروبوتات. ويتم عمل الروبوت بنقل المعلومات التي يتم جمعها عن طريق الحساسات إلى أجهزة الحاسوب التي تقوم بدورها بالتحكم في حركة الروبوت من خلال الخوارزميات "البرامج" أو بتلك الأعمال التي تم العمل على برمجتها مسبقاً.
تنوعت صناعة الروبوتات بأشكالها وأحجامها المختلفة حسب الهدف الذي تم تصميمها من أجله، فهناك الروبوتات الصناعية، وهي تلك التي تستخدم في البيئة الصناعية لأغراض مختلفة؛ كأتمتة صناعة السيارة وغيرها، والروبوتات المحلية التي تستخدم في الأعمال المنزلية والمطاعم والزراعة وحصد المحاصيل، والروبوتات الجراحية التي تستخدم لإجراء العمليات الجراحية التي يمكن للأطباء التحكم فيها عن بعد، والروبوتات الدفاعية التي تستخدم للقيام بمهام مختلفة، كالتجسس والتخلص من القنابل ومراقبة الحدود والطائرات المسيرة بمختلف مهامها واستخداماتها.
زاد الاهتمام بهذه التقنيات النوعية وتتنافس الشركات والمراكز البحثية العريقة في تطويرها، خصوصاً وأن هذه التقنيات أمكن استخدامها في مختلف النواحي الحياتية. فعلى سبيل المثال، في المجال العسكري والدفاعي وصل التنافس إلى مستوى دقة تصنيع هذه الروبوتات من الصغيرة منها إلى متناهية الصغر (Microrobots) وتطويرها باستخدام الذكاء الاصطناعي، وكذلك تلك الروبوتات التي يتم تطويرها مثلاً في مراكز الأبحاث في جامعة هارفارد، حيث يتم العمل على تطوير الروبوت روبوبي (Robobee) وهو روبوت طائر صغير الحجم قادر على التحليق لفترات قصيرة ويمكن إعادة شحنه عبر كابل طاقة، يصل حجمه إلى 80 ملجم وأجنحته 3 سم وتردد ضربات الأجنحة يصل إلى 120 هيرتز، ويعد هذا الروبوت نقلة نوعية في تكنولوجيا التخفي الدفاعي. وهناك غيره من الروبوتات التي يتم تطويرها كذلك عن طريق بعض الشركات، مثل الروبوت (DoGo) الذي تعمل على تطويره شركة (General Robotics) للأعمال الدفاعية.
الرابط
الصين تمهد طريق استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية
تشاهد لي يونج على هاتفها بثاً مباشراً لما تقوم به أمها التي تبلغ من العمر 76 عاماً في منزلها، وذلك على الرغم من أن لي تعيش في لندن، على بعد 8700 كيلومتر من والدتها التي تسكن في مدينة كونمينج الصينية. قامت لي بتضييق المسافة بينهما من خلال تركيب نظام ذكاء اصطناعي يتكون من كاميرات وميكروفونات ومكبرات صوت مدمجة في شقة والدتها التي تعيش بمفردها، ما يتيح لهما مناقشة أحدث قراءات جهاز مراقبة ضغط دم الأم التي تعاني من مرض في القلب. وتقول لي: "كأنني عدت إلى الصين. هذه التقنية مريحة للغاية".
سارعت الصين إلى نشر مجموعة من التقنيات الجديدة لتخفيف العبء عن المستشفيات وأنظمة الرعاية الصحية والعائلات التي ترعى المرضى والمسنين. لكن في مجال الذكاء الاصطناعي الطبي، كان تبني البلاد المبكر للحلول الجديدة ملحوظاً بشكل خاص، بحسب إريك توبول، الطبيب الأميركي ومؤلف كتاب "الطب العميق: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يجعل الرعاية الصحية بشرية مرة أخرى".
يقول توبول إن الصين تحولت من مرحلة البحث إلى التطبيق في مجال الذكاء الاصطناعي الطبي أسرع من الولايات المتحدة، مدفوعة جزئياً بتوفر بيانات عالية الجودة، موضحاً أن الباحثين الصينيين يمكنهم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على مجموعات البيانات التي تغطي مقاطعات بأكملها. في المقابل، فإن نظرائهم في أميركا مقيدون بالمعلومات التي توفرها مستشفيات فردية تديرها غالباً شركات خاصة.
يُستخدم الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع في الرعاية الصحية لمساعدة الأطباء على تحليل عمليات المسح والتصوير الطبي وتحسين سرعة ودقة تشخيصهم. وقد أصبحت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية (Airdoc) مؤخراً أول شركة تحصل على الموافقة التنظيمية لنشر برنامج مسح شبكية العين الخاص بها في المستشفيات الصينية. وتعتبر الشركة أن "العين هي نافذة على باقي الجسم" وأن التغيرات في شبكية العين يمكن أن تقدم أدلة حول الحالات المرضية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والسكري.
ويرى توبول أن التبني المبكر للذكاء الاصطناعي الطبي في الصين مدفوع أيضاً بالحاجة. إذ لا تملك البلاد ما يكفي من أطباء الأشعة والأطباء لتغطية احتياجات السكان. فمثلاً لا يوجد في الصين سوى 44800 طبيب عيون متخصص لخدمة السكان البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وبالتالي فإن نشر أنظمة مثل أجهزة مسح شبكية العين من (Airdoc) في المستشفيات الريفية تمثل ضرورة ملحة.
الرابط (إنجليزي)
|