يجب أن تعلم | في صلب الموضوع | للاطلاع | رقم اليوم | شخصية اليوم | مصطلح اليوم
يُحكى أن: مايكروسوفت تستخدم الذكاء الاصطناعي لإعادة تخيل القصص الكلاسيكية
منذ عام مضى، قدمت شركة مايكروسوفت نموذجها اللغوي (Turing Natural Language Generation)، المعروف اختصاراً باسم (Turing-NLG)، والذي يحتوي على 17 مليار معامل وسيط. وقد تفوق هذا النموذج في أدائه على أحدث النماذج المنافسة في العديد من معايير النمذجة اللغوية، وذلك قبل الإعلان عن نموذج (Megatron-T-NLG) الذي يحتوي على 530 مليار معامل.
يُعد نموذج تورنج أحد نماذج توليد اللغة الطبيعية، وهو قادر على توليد كلمات لإكمال المهام النصية ذات النهايات المفتوحة. كما يمكنه تلخيص المستندات وتوليد إجابات مباشرة على الأسئلة. وهو جزء من مبادرة (AI at Scale) التي تتضمن تطوير فئة جديدة من نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة والمركزية التي يمكن تخصيصها، بالإضافة إلى بناء أحدث الأجهزة والبنية التحتية لتشغيل هذه الفئة الجديدة من النماذج.
وقد سعت مايكروسوفت إلى استكشاف قدرة نموذج تورنج على إعادة تخيل بعض من أشهر الحكايات الخيالية الكلاسيكية، ومنها "جاك وشجرة الفاصولياء" و"الأقزام وصانع الأحذية" و"الخنازير الثلاثة الصغيرة". وأتاحت الشركة للمستخدمين اختيار خمس نهايات مختلفة انشأها الذكاء الاصطناعي لكل قصة.
في حكاية جاك وشجرة الفاصولياء مثلاً، تراوحت النهايات التي ألفها الذكاء الاصطناعي بين تلك السعيدة: "وصلت شجرة الفاصولياء إلى السماء. وتسلق جاك الشجرة ووجد قلعة عملاقة. أعجب العملاق بشجاعة جاك لدرجة أنه أعطاه سيفاً سحرياً وحقيبة من الذهب. وعاد جاك إلى المنزل بثروته وبقرة جديدة"، وبين نهايات أخرى غير متوقعة، مثل "بدأ جاك في سرقة الأشياء من العملاق، ليأخذها إلى منزل والدته المسكينة، حيث سرق سيف العملاق، فطارده العملاق".
ويمكنك أن تختار بنفسك العديد من نهايات هذه القصص التي ألفها الذكاء الاصطناعي، عبر هذا الرابط (إنجليزي)
من مقالاتنا الأكثر قراءة في 2021: ما الفرق بين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي؟
الذكاء الاصطناعي هو المجال المعني ببناء برامج وخوارزميات قادرة على حل المشاكل وإنجاز المهام المختلفة بكفاءةٍ عالية جداً، عبر الاستلهام من آلية عمل الدماغ البشري.
ظهر مصطلح الذكاء الاصطناعيّ لأول مرة على يد العالم الأميركي جون مكارثي سنة 1956، ضمن ورشة عمل شهيرة في كلية دارتموث ينظر لها على صعيدٍ واسع على أنها نقطة البداية للذكاء الاصطناعيّ كما نعرفه اليوم. وبحسب مكارثي، فإن الذكاء الاصطناعي هو المجال العلمي والهندسي المرتبط بتصميم وبناء آلاتٍ ذكية، وبشكلٍ خاص برامج حاسوبية ذكية، وهو يرتبط بشكلٍ كبير بالمهام المتعلقة باستخدام الحواسيب لفهم الذكاء البشريّ، إلا أن الذكاء الاصطناعيّ غير مطالب بالتقيد بنماذج الذكاء والمنطق التي يتم ملاحظتها بشكلٍ حيويّ، أي نماذج الذكاء البشريّ. يوجد تعاريف أخرى للذكاء الاصطناعيّ ولكن من المنصف القول بأنها تدور في فلك بعضها البعض.
يعتمد الباحثون في مجال الذكاء الاصطناعي على العديد من الآليات من أجل بناء برمجياتٍ وتطبيقات تمتلك صفة الذكاء، والعديد من هذه الآليات قائم على الطرق الرياضية مثل النماذج الاحتمالية والإحصائية، أو خوارزميات البحث والتحسين أو منطق الارتياب واللايقين، أو الطرق القائمة على التعلم من الخبرة، وهذه الأخيرة هي التي تقودنا لمفهوم التعلم الآلي.
يُنظر إلى التعلم الآلي على أنه أحد أشكال وطرق الذكاء الاصطناعيّ التي تهدف إلى بناء برمجياتٍ ذكية اعتماداً على فكرةٍ بسيطة، وهي التعلم من الخبرة، ما يعني أن البرنامج سيكون قادراً على تطوير طريقة حل المشكلة المعنية أو إنجاز مهمةٍ محددة عبر تزويده بكميةٍ كبيرة من البيانات يتدرب عليها في البداية، بما يتيح للبرنامج تكوين فهمٍ وإدراكٍ جيدين عن الهدف المراد الوصول إليه وطريقة الوصول إليه.
ظهر مصطلح التعلم الآلي لأول مرة بعد فترةٍ وجيزة من ظهور مفهوم الذكاء الاصطناعي، وذلك عندما قام العالم آرثر سامويل Arthur Samuel سنة 1959 بتعريف التعلم الآلي على أنه "قدرة الآلة على التعلم من دون الحاجة إلى أن يتم برمجتها صراحةً لتقوم بذلك".
يرتبط التعلم الآلي بقدرة البرنامج على تحسين أدائه في إنجاز المهمة (أو المهام) المناطة به، فكلما حصل البرنامج على بياناتٍ أكثر، استطاع أن يتعلم منها أكثر؛ الأمر مشابهٌ تماماً لكيفية تعلم البشر عن طريق الخبرات المتراكمة التي تحسن من قدرة الدماغ على اتخاذ القرارات وتجعلها أسرع وأكثر كفاءة مع مرور الوقت.
للمزيد حول الفروقات بين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، تابع قراءة المقال على موقعنا عبر هذا الرابط
المفاهيم الخاطئة الأكثر شيوعاً حول الذكاء الاصطناعي
سيحكم الذكاء الاصطناعي قريباً الكثير من جوانب حياتنا، من التسوق عبر الإنترنت مروراً بالمدن الذكية والحوسبة الكمومية والبلوك تشين وحتى المركبات ذاتية القيادة والأمن السيبراني.
لكن مفهوم الذكاء الاصطناعي واسع للغاية لدرجة أن هناك العديد من المفاهيم الخاطئة الشائعة حول الذكاء الاصطناعي، ومنها أن:
1- الذكاء الاصطناعي يحاكي العقل البشري
في حين أن الآلات الذكية يمكن أن تتفوق على البشر في بعض المؤشرات المحددة، فإن أنظمة الذكاء الاصطناعي لا تزال بعيدة عن محاكاة القدرات البشرية الأكثر عمومية. وعلى عكس الذكاء البشري، تحتاج الخوارزميات الذكية والروبوتات والأجهزة الرقمية الذكية إلى تغذيتها باستمرار ببيانات العالم الحقيقي.
2- الذكاء الاصطناعي يعرف كل شيء
يمكن أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي إلى تعزيز حملات المبيعات والتسويق من خلال تحليل مجموعات البيانات الكبيرة بسرعة، ما يسمح للشركات باتخاذ قرارات فورية. لكن الحقيقة هي أن الآلات لم تصل بعد إلى المرحلة التي يمكنها فيها اتخاذ قراراتها الخاصة بشأن مجال تطبيقها. يمكن للذكاء الاصطناعي اتخاذ قرارات أفضل، لكنه لا يزال لا يعرف كل شيء.
3- الذكاء الاصطناعي غير متحيز
نظرًا لأن التحيز المعرفي أمر لا مفر منه تقريباً، فإن أصعب جزء في إعداد البيانات هو الحد من هذا التحيز قدر الإمكان. في كثير من الأحيان، يعيد النموذج إنتاج تحيز ورثه عن صانعيه البشريين. ويسلط هذا الأمر الضوء على الخطر المتمثل في الثقة التامة في البيانات التي لم يتم فحصها بدقة، حتى لو كانت تابعة لمؤسسات كبرى.
4- الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي متماثلان
غالبًا ما يستخدم التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي جنباً إلى جنب في الشعارات والعناوين لأسباب تسويقية، وعلى الرغم من أنهما مرتبطان إلى حد كبير، إلا أنهما ليسا نفس الشيء. الذكاء الاصطناعي هو مفهوم أكبر يهدف لتطوير آلات ذكية يمكنها محاكاة قدرات وأساليب التفكير البشري، في حين أن التعلم الآلي هو تطبيق أو مجموعة فرعية من الذكاء الاصطناعي تسمح للآلات بالتعلم من البيانات دون أن تتم برمجتها بشكل مباشر.
5- الذكاء الاصطناعي سيستولي على كل الوظائف
سوف يدمر الذكاء الاصطناعي بعض الوظائف ولكنه سيخلق أيضاً فرصاً جديدة للعمال. الوظائف التي تتطلب الإبداع والذكاء العاطفي العالي والدفء والتفاهم وبناء العلاقات ستنجو من سيطرة الذكاء الاصطناعي. ومن المرجح أن يحل الذكاء الاصطناعي محل موظفي الاستقبال وعمال التصنيع والمراجعين والعاملين في مجال البيع بالتجزئة والصرافين.
الرابط (إنجليزي)
|