يجب أن تعلم | في صلب الموضوع | للاطلاع | رقم اليوم | شخصية اليوم | مصطلح اليوم
دول الخليج تراهن على الذكاء الاصطناعي لمرحلة ما بعد عصر النفط
قد تكون الروبوتات التي تتجوّل في موقع معرض إكسبو العالمي في دبي دليلاً على تطور كبير آت إلى منطقة الخليج، حيث يتم بناء مدن جديدة محورها الرئيسي الذكاء الاصطناعي.
تمتد مدينة إكسبو على مساحة تبلغ ضعف مساحة إمارة موناكو، ضمن مشروع ضخم بلغت تكلفته نحو سبعة مليارات دولار، ويعتمد على أحدث التقنيات ومن بينها شبكة الجيل الخامس. لكن هذه المدينة الذكية -التي تضمّ روبوتات ترحّب بالزوار- ليست الوحيدة في منطقة الخليج التي يتم فيها استثمار إيرادات النفط بكثافة لضمان مستقبل ما بعد الخام.
فالسعودية تسعى لتحصيل استثمارات بقيمة 500 مليار دولار في نيوم، المدينة الحديثة التي تبنيها في البحر الأحمر، لتوفير معيشة ذكية لسكانها الذين سيبلغ عددهم مليون نسمة، قد تشمل مستقبلاً سيارات أجرة طائرة. كما يشكّل الذكاء الاصطناعي محور المشاريع السعودية الأخرى بما في ذلك مشروع البحر الأحمر، المنطقة السياحية الجديدة التي ستستخدم أنظمة ذكية لرصد الآثار البيئية وتحرّكات الزوار.
ويرى الخبراء أن دول الخليج مستعدة للمراهنة بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي، مع ابتعادها مستقبلاً عن صناعات الوقود الأحفوري وانخراطها في قطاعات التكنولوجيا والسياحة والخدمات وغيرها. ويقول كافيه فيسالي من شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" الشرق الأوسط: "تملك الحكومات (في الخليج) القدرة على أن تكون أكثر استراتيجية"، مشيراً إلى أن خطط التطوير على مدى عشرين وحتى خمسين عاماً تعتبر إحدى سمات حكومات منطقة الخليج.
ويضيف أن هذه الاستراتيجية "ليست اعتيادية في القطاع الخاص ولا في الغرب". ويرى أن القيادات اليوم في الخليج "تتمتع برؤية مستقبلية، تحب المخاطرة وتدرك الحاجة إلى التحول". ويشير الى أنّ معظم شركات الذكاء الاصطناعي في دول الخليج حكومية بالكامل، أو على الأقل شبه حكومية، لذا فإنّها لا تتعرّض لضغوط كبرى لتوليد إيرادات قصيرة الأجل. وقد أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً من منهاج التعليم في مدارس البحرين الابتدائية، وتخطّط الإمارات لاستخدام طائرات مسيرة للتوصيل الآلي، وتطمح دبي لأن تصبح 25% من جميع وسائل النقل فيها ذاتية القيادة بحلول عام 2030. وهذه جميعها مؤشرات إضافية على تطلعات الخليج التكنولوجية.
وبالرغم من أنه من المتوقع أن تبلغ حصة الشرق الأوسط من الاقتصاد العالمي للذكاء الاصطناعي -الذي يقدر بـ15,7 مليار دولار- بحلول عام 2030 نحو 2% فقط، لكنّ المحللين يقولون إن دول الخليج تضع خططاً طويلة الأمد لتجاوز اللاعبين العالميين الرئيسيين في هذا المجال في المستقبل. وقالت "برايس ووترهاوس كوبرز" في تقرير مؤخّراً إن معدل النمو السنوي لسوق الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط يتراوح بين 20 و34%، تقوده الإمارات والسعودية، متوقّعة أن يسهم الذكاء الاصطناعي بأكثر من 10% من الناتج المحلي الإجمالي لكلا البلدين بحلول 2030.
علماء يطورون روبوتات دقيقة لتوصيل الأدوية إلى الخلايا السرطانية
يقضي العلاج الكيماوي بنجاح على العديد من أنواع السرطان، لكن آثاره الجانبية يمكن أن تلحق الضرر ببقية أعضاء الجسم. ويمكن أن يساعد توصيل العلاج مباشرة إلى الخلايا السرطانية في تقليل هذه الأعراض السيئة. تمكن العلماء سابقاً من تصنيع روبوتات ميكروية (أصغر من 100 ميكرومتر) يمكنها التعامل مع الأشياء الدقيقة، لكن معظم هذه الروبوتات لا تستطيع تغيير أشكالها لأداء مهام معقدة، مثل إطلاق العقاقير، ولا يمكن التحكم في حركتها عن بُعد.
للتغلب على هذه المشكلة، طور باحثون -تمولهم المؤسسة الوطنية للعلوم الطبيعية في الصين وعدد من المؤسسات البحثية الصينية- روبوتات دقيقة يتم توجيهها بمغناطيسات إلى الخلايا السرطانية، حيث يؤدي تغيير درجة الحموضة إلى فتح أفواهها وإطلاق جرعة العلاج الكيماوي التي تحملها.
وأوضح الباحثون -في دراسة نُشرت في دورية (ACS Nano) التي تصدرها الجمعية الكيميائية الأميركية- أنه نظراً لوجود الأورام في بيئات حمضية ميكروية، فقد قرروا جعل الروبوتات الصغيرة تغير شكلها استجابةً لانخفاض درجة الحموضة. لذلك قاموا بطباعة رباعية الأبعاد لروبوتات صغيرة على شكل سلطعون أو فراشة أو سمكة باستخدام هيدروجيل يستجيب لتغير درجة الحموضة. وبعد ذلك، جعلوا الروبوتات الصغيرة مغناطيسية عن طريق وضعها في مستعلق (suspension) من جزيئات أكسيد الحديد النانوية.
وجرب الباحثون القدرات المختلفة للروبوتات الدقيقة في عدة اختبارات. على سبيل المثال، الروبوت الميكروي على شكل سمكة له "فم" قابل للتعديل يفتح ويغلق. وأظهر الفريق أنه يمكنهم توجيه الأسماك عبر أوعية دموية اختبارية، تحاكي الأوعية الحقيقية، للوصول إلى الخلايا السرطانية في منطقة معينة من طبق بتري. وعندما خفضوا درجة حموضة المحلول المحيط، فتحت السمكة فمها لإطلاق العلاج الكيماوي الذي قتل الخلايا القريبة منها.
وعلى الرغم من أن هذه الدراسة تمثل دليلاً واعداً على إمكانية تطبيق هذه الفكرة، إلا أن الباحثين يقولون إن الروبوتات الميكروية تحتاج إلى أن تكون أصغر حجماً للتنقل في الأوعية الدموية الحقيقية، ويجب تحديد طريقة تصوير مناسبة لتتبع حركاتها في الجسم.
الرابط (إنجليزي)
الكل يريد الذكاء الاصطناعي ولكن هل كلنا مستعدون؟
على الرغم من أن تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي وصلت إلى مستويات تبني مذهلة، لدرجة النظر إليها على أنها عوامل تميز تنافسية، إلا أن هناك نقطة ستصبح فيها هذه التكنولوجيا منتشرة في كل مكان لدرجة أنها لن تصبح عوامل تميز. وفي هذا الموقف، فإن المؤسسات التي ستنجح في استغلال الذكاء الاصطناعي ستكون هي تلك التي تطبق الابتكار البشري والحس التجاري على قواعد الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
وهذا هو التحدي الذي أشارت إليه دراسة أصدرتها مؤخراً شركة التحليلات ريلكس (RELX)، والتي وجدت أن 81٪ من الشركات -في الولايات المتحدة على الأقل- تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، بزيادة قدرها 33% عن استطلاعها السابق عام 2018، الذي كانت النسبة فيه 48٪. وقد أفاد 93٪ من قادة تلك الشركات بأن الذكاء الاصطناعي يجعل شركاتهم أكثر تنافسية. وقد يكون هذا التواجد في كل مكان هو السبب في أن 95٪ من المشاركين في الاستطلاع يقولون، في الوقت نفسه، إن العثور على المهارات اللازمة لبناء أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم يمثل تحدياً.
لذلك لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به للحصول على فوائد تجارية واضحة من الذكاء الاصطناعي. ويقول هاريش دودي، الرئيس التنفيذي لشركة (Datatron): "في حين أن العديد من عمليات نشر الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي تفشل، إلا أنها لا تفشل في معظم الحالات بسبب مشكلة في التكنولوجيا، بل تتعلق أكثر بالبيئة المحيطة بها". ويضيف أن الانتقال إلى الذكاء الاصطناعي "يتطلب المهارات والموارد والأنظمة المناسبة".
ويتفق عثمان شوجا، المدير بشركة هانيويل، مع هذا الطرح قائلاً: "إن أحد أكبر الأخطاء التي يمكن أن ترتكبها الشركة هو تطبيق الذكاء الاصطناعي من أجل تطبيق الذكاء الاصطناعي، دون فهم واضح للقيمة التجارية التي تأمل في تحقيقها". بالإضافة إلى ذلك، يتطلب الذكاء الاصطناعي إدارة تغيير بارعة، إذ "يمكنك تطبيق أحدث حلول الذكاء الاصطناعي، ولكن إذا لم يغير موظفوك سلوكياتهم -أو لم يتمكنوا من ذلك- للتكيف مع الطريقة الجديدة للقيام بالأشياء، فلن ترى أي قيمة".
الرابط (إنجليزي)
|