يجب أن تعلم | في صلب الموضوع | للاطلاع | رقم اليوم | شخصية اليوم | مصطلح اليوم
كيف تستغل سلطنة عمان الذكاء الاصطناعي كمحرك لدفع عمليات التحول الرقمي؟
يعمل الذكاء الاصطناعي على تعزيز قدرات مختلف القطاعات الاقتصادية، ومساعدتها على تطوير خدماتها، وبالتالي إضافة قيمة لقطاع الشركات وتسريع وتيرة النمو الاقتصادي للدول. وتُعد سلطنة عمان إحدى الدول العربية الرائدة في استغلال الذكاء الاصطناعي كمحرك رئيسي لدفع عمليات التحول الرقمي في مختلف المجالات.
وذكر تقرير كتبه المهندس مقبول الوهيبي، الرئيس التنفيذي لشركة عمان داتا بارك، أن السلطنة تقدمت 11 مركزاً في مؤشر جاهزية الحكومة لتطبيق الذكاء الاصطناعي لعام 2020، لتحتل المرتبة 48 عالمياً والسادسة على مستوى الشرق الأوسط، وفقاً لمؤشر أكسفورد إنسايت. وأوضح أن عمان داتا بارك -أول مزود للخدمات السحابية والخدمات المدارة لتكنولوجيا المعلومات بالسلطنة- دشنت خدمة الذكاء الاصطناعي السحابي، التي تعتبر أول مركز بيانات افتراضي للخدمة الذاتية بسلطنة عمان.
وأضاف أنه تماشياً مع رؤية 2040، قامت السلطنة بتسريع عملية تنفيذ الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة لخلق اقتصاد نابض بالحياة. وستساعد هذه التقنيات المستقبلية والذكاء الاصطناعي الدولة على أتمتة العمليات والإجراءات المعقدة، كما ستساهم في تعزيز الأداء والإنتاجية والقدرة التنافسية للقطاعات الاقتصادية والتنموية إلى جانب دعم عملية صنع القرار الاستراتيجي مع تعظيم البيانات الضخمة والتنبؤ بالاحتياجات المستقبلية.
الميزات التنافسية لسلطنة عمان فيما يتعلق بتطبيق الذكاء الاصطناعي:
1- تتميز السلطنة بالاستقرار السياسي الذي يجعلها وجهة جذابة للاستثمارات الأجنبية.
2- توجه الحكومة لدعم تبني التقنيات الحديثة والابتكار.
3- الاستفادة من العدد الكبير من الكابلات البحرية المتعددة لاستضافة مراكز البيانات وأجهزة الحاسوب عالية السرعة والخدمات السحابية المستخدمة في خوارزميات الذكاء الاصطناعي.
4- العدد الكبير من خريجي تكنولوجيا المعلومات الذين يمكن تدريبهم وتأهيلهم في مجال الذكاء الاصطناعي.
5- تنوع القطاعات الاقتصادية في السلطنة حيث يمكن تجربة واختبار التقنيات المختلفة.
6- إمكانية تبني بيئة تشريعية وتنظيمية تضمن نمو الذكاء الاصطناعي.
ومن أبرز مشاريع الذكاء الاصطناعي في سلطنة عمان:
مشروع تشخيص سرطان الثدي: بلغت نسبة النجاح التي حققتها فترة التجربة في تطبيق هذه التقنية للكشف عن سرطان الثدي ما نسبته 96٪، الأمر الذي شجع وزارة الصحة على المضي قدما في تطبيق الذكاء الاصطناعي بشكل تجريبي اوسع في 5 مستشفيات بالسلطنة.
مشروع نبراس: تُستخدم منصة نبراس الرقمية لدمج جميع العمليات وتحديد المشكلات بشكل استباقي من خلال المراقبة القائمة على الاستثناء والتشغيل الآلي للعمليات.
مشروع زراعة مليون شجرة نخيل (ديوان البلاط السلطاني سابقاً): تم استخدام تقنية الطائرات المسيرة والذكاء الاصطناعي في مشروع المليون نخلة للكشف عن الأمراض والآفات الزراعية في النخيل وكذلك القيام بعملية تلقيح النخيل.
مشروع عداد المياه الذكي (ديم): يقوم المشروع بتنفيذ نظام جديد لقراءة عدادات المياه عن بعد، وكذلك تقليل الفاقد في المياه. ومن المتوقع ان يوفر المشروع حوالي 42 مليون ريال عماني سنوياً.
وأشار المهندس الوهيبي إلى أنه في عام 2020، أطلقت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، للإشراف على إعداد وتنفيذ خطة عمل وطنية متكاملة للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة تشمل بناء القدرات والبحث والابتكار والتصنيع والاستثمار. وسيدعم هذا البرنامج تأسيس الشركات الناشئة بالإضافة إلى صياغة السياسات والتشريعات. من المنتظر أن تساهم هذه الخطة في تعزيز التنسيق والتعاون مع الشركاء من القطاعين العام والخاص والأكاديمي، وتسهيل تكامل مشاريع ومبادرات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، وزيادة التواصل والتنسيق مع المنظمات والهيئات الدولية بشأن القضايا ذات الصلة.
مساعٍ دولية لوضع قوانين تنظّم استخدام الذكاء الاصطناعي
تكثف عدد من الحكومات جهودها الرامية لوضع تشريعات لتنظيم الذكاء الاصطناعي وتقنين استخدام الخوارزميات ودرء مخاطرها.
في المملكة المتحدة، أفاد أعضاء مجلس العموم، في تقرير جديد، بأن مراقبة أداء العمال باستخدام الذكاء الاصطناعي يضر بالصحة العقلية للموظفين، مشيرين إلى أنه يجب التحكم في أنظمة الذكاء الاصطناعي من خلال تشريعات جديدة. وأضاف أعضاء المجلس أن تكنولوجيات المراقبة وتحديد الأهداف المستخدمة حالياً تترك آثاراً سلبية على الصحة العقلية والبدنية للعمال، وذلك بسبب الضغوط التي يتعرضون لها من الإدارة التفصيلية والتقييم الآلي.
لذلك أوصى الأعضاء بوضع قانون جديد ينظم عمل خوارزميات الذكاء الاصطناعي، ويضمن حق العمال في المشاركة في تصميم واستخدام الأنظمة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وهي الأنظمة التي تتخذ القرارات التي تخص الجوانب الأساسية لعمل شخص ما وتنفذها، مثل وضع جداول المناوبات والأجور. كما أوصى التقرير بإلزام الشركات وأصحاب العمل في القطاع العام بتقييم الآثار المترتبة على استخدام الخوارزميات، بهدف حل أي مشاكل ناجمة عن الأنظمة، وتوجيه استخدام الذكاء الاصطناعي والخوارزميات في العمل.
وعلى الجانب الأخر من المحيط الأطلنطي، قدمت مجموعة من المشرعين من الحزبين في مجلس النواب الأميركي مشروع قانون يُلزم منصات التواصل الاجتماعي التي تستخدم الخوارزميات بتقديم إصدار يسمح للمستخدمين بإيقاف تشغيل هذه الميزة.
قدّم مشروع القانون النائب الجمهوري كين باك، والديمقراطي ديفيد سيسلين، وأُطلِق عليه اسم "قانون تصفية شفافية الفقاعة". ويُلزم مشروع القانون منصات التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وإنستغرام، بتقديم نسخة من منصاتها لا تجمع بيانات المستخدمين بهدف استخدامها في إنشاء توصيات خوارزمية، بحيث تتضمن خياراً يسمح للمستخدمين بإيقاف تشغيل هذه الوظيفة، وليس إلغاؤها تماماً. كما يفرض المشروع على تلك المنصات إبلاغ المستخدمين صراحة بأن الخوارزمية تستند إلى توصيات بشأن المعلومات التي تجمعها من تحليل بياناتهم الشخصية.
للمزيد حول أبرز الجهود الحكومية لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي، تابع القراءة على موقعنا عبر هذا الرابط.
المراقبة الهاتفية باستخدام الذكاء الاصطناعي تجتاح سجون الولايات المتحدة
تستخدم العشرات من سجون المقاطعات وسجون الولايات في سبع ولايات أميركية أنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمراقبة مكالمات نزلائها. ويقول مسؤولو إنفاذ القانون إن هذا النوع من المراقبة هام للحفاظ على السجون آمنة ولمحاربة الجريمة، لكن المنتقدين يقولون إن مثل هذه الأنظمة تتعدى على خصوصية السجناء والمتعاملين معهم بما فيهم أفراد أسرهم.
أحد أبرز الأنظمة المستخدمة للقيام بهذه المهمة هو نظام فيروس إيه أي (Verus AI) الذي تبيعه شركة (LEO Technologies)، والذي يستخدم تقنية تحويل الكلام إلى نص، التي طورتها أمازون، لتدوين المكالمات الهاتفية التي يتم تمييزها عن طريق البحث عن كلمات معينة. وتقول الشركة على موقعها على الإنترنت إن فيروس يمثل طريقة "موضوعية" للإبلاغ عن التهديدات التي يتعرض لها السجناء، و"تعطيل العمليات الإجرامية داخل المنشآت الإصلاحية ومساعدة التحقيقات الجارية بالأدلة الحاسمة".
وتُظهر رسائل البريد الإلكتروني والوثائق أن الأداة تُستخدم لفحص مجموعة واسعة من المكالمات، بما فيها مكالمات تحتوي أحياناً على كلمات ذات معاني متعددة أو حميدة مثل (mara)، التي يمكن أن تعني عصابة أو مجرد مجموعة من الأصدقاء. وفي مقاطعة واحدة هي مقاطعة سوفولك بنيويورك، تم استخدام النظام لمراقبة أكثر من 2.5 مليون مكالمة هاتفية خلال الفترة بين أبريل 2019 ومايو 2020، ما ساهم في تقديم 96 "تقريراً يتضمن معلومات مؤكدة"، وفقاً لوثائق المقاطعة.
وفي ذروة جائحة كوفيد-19 العام الماضي، وسعت الشركة -بالتعاون مع سلطات السجون- عمليات المراقبة الهاتفية لتشمل مراقبة المحادثات التي تدور حول انتشار الفيروس في مرافق الاحتجاز. وأبلغت الأداة عن آلاف المكالمات بناءً على كلمات من بينها "السعال" و"العدوى" في ربيع عام 2020، وهو ما ترى الشركة أنه ساهم في احتواء تفشي المرض بين السجناء.
بيد أن المنتقدون يشيرون إلى أن هذه الأدوات يمكنها تحديد السجناء الذين يتحدثون علانية ضد الانتهاكات أو يريدون التبليغ عن المخالفات. ففي أحد المكالمات مثلاً قام نظام فيروس بتحديد مكالمة هاتفية يخبر فيها أحد السجناء والده أن السجن يتستر على تفشي فيروس كورونا، ويناقش الاتصال بوسائل الإعلام. وبحسب الوثائق، فقد تمت مشاركة تقرير رسمي حول المكالمة الهاتفية مع ما يقرب من عشرة من موظفي السجن وموظفي الشركة.
الرابط (إنجليزي)
|