يجب أن تعلم | في صلب الموضوع | للاطلاع | رقم اليوم | شخصية اليوم | مصطلح اليوم
الذكاء الاصطناعي والمستقبل البشري.. تهديد تكنولوجي ثلاثي
تقف الإنسانية على شفا لحظة ذات أهمية مساوية للحظة التي أجريت فيها أول تجربة للأسلحة النووية في صحراء نيو مكسيكو عام 1945، لكنها أكثر تنوعاً وانتشاراً ولا يمكن التنبؤ بها وأقل اعترافاً بها، وفقاً لمؤلفي كتاب ذا إيج أوف إيه آي "عصر الذكاء الاصطناعي".
إن القوة المتزايدة للذكاء الاصطناعي تعمل بالفعل على تخريب مفاهيم الأمن القومي وسيادة الدول التي تعود إلى قرون من الزمن. والأمر المثير للقلق بالقدر نفسه، كما يؤكد المؤلفون، أن الذكاء الاصطناعي سيختبر أيضاً الحدود الخارجية للعقل والفهم البشري وسيتحدى طبيعة الهوية البشرية وقوتها.
قد يكون من المغري رفض مثل هذه الحجج باعتبارها المبالغة الجامحة التي تغلف كثيراً من الجدل حول الذكاء الاصطناعي. لكن المؤلفين الثلاثة لكتاب عصر الذكاء الاصطناعي لديهم ادعاءات قوية يجب أخذها على محمل الجد. فالدبلوماسي المخضرم هنري كيسنجر يعرف بعض الشيء عن الاستراتيجية. وبصفته الرئيس التنفيذي السابق لشركة جوجل، يدرك إريك شميدت كيف تنشر شركات التكنولوجيا العملاقة الذكاء الاصطناعي في العالم الحقيقي. أما دانييل هاتنلوشر، وهو العميد الفخري لكلية شوارزمان للحوسبة في جامعة إم آي تي، فهو على دراية جيدة بأحدث أبحاث الذكاء الاصطناعي المتطورة. والأمر الأكثر إثارة للقلق بشأن الكتاب هو أنه حتى هؤلاء الخبراء المعترف بهم أكثر مهارة في طرح أسئلة غير مريحة من تقديم إجابات مريحة.
ولشرح التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي في المستقبل، يفحص المؤلفون ماضينا التكنولوجي. في العصور السابقة، كانت أقوى التكنولوجيات الاستراتيجية تميل إلى أن يكون لها خاصيتان من ثلاث خصائص، لكن أياً منها لم تكن تتمتع بهذه الخصائص الثلاثة. كان للسكك الحديدية التي نقلت القوات إلى الخطوط الأمامية في الحرب العالمية الأولى استخدامات مدنية وعسكرية ويمكن أن تنتشر بسهولة وعلى نطاق واسع، لكنها لم تكن تشكل تهديداً في حد ذاتها. يمكن أيضاً استخدام التكنولوجيا النووية التي ميزت الحرب الباردة لأغراض شبه حربية وأغراض سلمية ولها قوة تدميرية هائلة، ولكن لا يمكن نشرها بسهولة وعلى نطاق واسع.
لكن مؤلفي الكتاب يجادلون بأن الذكاء الاصطناعي يكسر هذا النموذج لأنه يعرض جميع الخصائص الثلاث. فمن الواضح أن الذكاء الاصطناعي هو استخدام مزدوج، ويمكن تطويره ونشره بسهولة "كونه في جوهره ليس أكثر من أسطر من كود الحاسوب" وله قوة تدميرية هائلة.
الرابط
أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع النقل
تضطلع خوارزميات الذكاء الاصطناعي في الوقت الحاضر بدور حاسم في تطوير قطاع النقل بكافة أشكاله، الفردية والجماعية، الخاصة والعامة، الأرضية والجوية. وتتعدد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، وأبرزها:
نظام تحديد المواقع العالمي
تظهر قدرة الذكاء الاصطناعي في قطاع النقل عند التعامل مع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، إذ يتم التنسيق بينه وبين التطبيقات الملاحية، والسيارات المتصلة به، وخدمات سيارات الأجرة وغيرها، ودمجها بشكل فعال في كيان واحد، لضمان سلاسة النقل في أوقات الذروة وخارجها. على سبيل المثال، يمكن توجيه سيارة عالقة في الازدحام إلى طرق أقل ازدحاماً وأقصر وأقرب إلى النقطة المراد الوصول إليها، بالإضافة إلى إيجاد أماكن ركن السيارات الأكثر ملاءمة.
المركبات المتصلة والمستقلة
المركبات المتصلة والمستقلة (CAVs) هي واحدة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي الرائدة في مجال النقل، والتي تجمع بين الاتصال والتقنيات الآلية لمساعدة البشر أو استبدالهم في مهمة القيادة. وتقلل خوارزميات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي بشكل كبير من الدور البشري. فمثلاً، يمكن أن تعرف السيارة أن هناك مركبة أخرى تقترب من فوق التل على الرغم من أنها لا تستطيع رؤيتها، أو يمكنها معرفة أن هناك أعمال صيانة على الطريق الذي تسلكه. لذلك، تتمتع هذه التقنية بميزة القدرة على إدراك الأشياء التي تكون أبعد من أن ترصدها التقنيات الأخرى.
تحسين النقل العام
عند الحديث عن تحسين وضع النقل في المدن، ينبغي ألا تقتصر مقاربتنا على النقل الفردي فحسب، بل لا بد من مناقشة النقل الجماعي أيضاً. وإحدى المنصات التي تعمل على تحسين النقل الجماعي بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي هي أوبتي باس (Optibus)، التي أصبحت مؤخراً تُطبَق في 500 مدينة حول العالم. تستخدم هذه المنصة بيانات النقل لاقتراح جداول زمنية أفضل تتطابق مع معايير التكلفة وتحسن الأداء وتوفر الوقت. تُجمع البيانات من حركة المركبات في المدينة، ويطبق الذكاء الاصطناعي للتعلم من تلك البيانات والتنبؤ باحتمالية وصول كل رحلة في الوقت المحدد، بناءً على العديد من العوامل المختلفة مثل الوقت ونوع السيارة والسائق. ثم تُؤخذ تنبؤات الذكاء الاصطناعي هذه ويجري تحسينها بحيث تصبح جدولة الرحلات أسهل، مع تقديم اقتراحات تلقائية، وضمان الوصول في الوقت المحدد.
للمزيد حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع النقل، يمكنك متابعة القراءة على موقعنا. الرابط
دراسة: 11٪ فقط من الشركات تحقق فوائد مالية كبيرة من مبادرات الذكاء الاصطناعي
توصلت دراسة جديدة إلى أن أكثر من 75٪ من المديرين الذين أفادوا بأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركاتهم حسنت عملية صنع القرار وكفاءة فرقهم شهدوا أيضاً تحسينات في التعلم الجماعي (87٪)، ومعنويات الفريق (79٪)، والتعاون (78٪).
وتعاونت مجلة إم أي تي سلون ماندجمنت ريفيو (MIT Sloan Management Review) ومجموعة بوسطن الاستشارية (Boston Consulting Group) للعام الخامس على التوالي في إجراء الدراسة، التي نُشرت تحت عنوان "الفوائد الثقافية للذكاء الاصطناعي في المؤسسات".
وأشارت الدارسة إلى أن الفوائد الثقافية والمالية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي تتأسس على بعضها البعض. كما يساعد استخدام الذكاء الاصطناعي الشركات على إعادة تقييم معنى الفعالية في مؤسساتها، وهو ما يؤدي إلى وضع أهداف جديدة للعمل وطرق جديدة لقياس الأداء والسلوكيات والنتائج المحسنة. وقال 66% من المشاركين إن مؤشرات الأداء الرئيسية الخاصة بهم قد تغيرت بسبب الذكاء الاصطناعي، وإنهم يرون أيضاً تحسناً في التعاون على مستوى الفريق.
ومن بين الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لاستكشاف طرق جديدة لخلق القيمة، توافق 59٪ على أن استخدام الذكاء الاصطناعي يساعدها في الدفاع ضد المنافسين واغتنام الفرص من المجالات المشابهة. ويرى فرانسوا كانديلون، المدير الإداري في مجموعة بوسطن الاستشارية، أن "المؤسسات الناجحة تجاوزت استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين أعمالها وعملياتها الحالية فقط. وتسخر الآن قوة الذكاء الاصطناعي للكشف عن فرص عمل جديدة لخلق ميزة تنافسية".
في المقابل، وجدت الدراسة أن عدم الثقة في الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقوض تبني هذه التكنولوجيا، حيث تشير النتائج إلى أن ما يقرب من نصف الشركات تعتقد أن عدم الثقة في الذكاء الاصطناعي ينبع من نقص الفهم (49٪) أو نقص التدريب (46٪). وتساهم بيانات الجودة غير الكافية (31٪)، والفشل في تلبية التوقعات (20٪)، أو الحلول غير الصحيحة (14٪) في انعدام الثقة في الذكاء الاصطناعي.
كما توصلت الدراسة إلى أن الذكاء الاصطناعي الفعال على مستوى الفريق لا يحقق دائماً نجاحاً مالياً على مستوى المؤسسة. فعلى مستوى الفريق، يوافق 58٪ من الرؤساء التنفيذيين على أن فرقهم قد تحسنت من حيث الكفاءة وجودة القرار منذ تنفيذ حلول الذكاء الاصطناعي. ولكن على المستوى المؤسسة ككل، شهدت 11٪ من الشركات فقط فوائد مالية كبيرة من مبادرات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. وقد يكون السبب في ذلك هو أن القليل من الشركات تقوم بتطبيق الذكاء الاصطناعي على نطاق كافٍ لتوليد فوائد مالية كبيرة.
الرابط (إنجليزي)
|