يجب أن تعلم | في صلب الموضوع | للاطلاع | رقم اليوم | شخصية اليوم | مصطلح اليوم
الحصان هانز الذكي: هل حان الوقت للحديث عن نفوذ الذكاء الاصطناعي بدلاً من مناقشة أخلاقياته؟
مقابلة مع الباحثة التي قالت إن الذكاء الاصطناعي ليس اصطناعياً ولا حتى ذكاءً
في مطلع القرن العشرين، أحدث الحصان الألماني هانز ضجة كبيرة في أوروبا. فقد كان هانز الذكي قادراً كما يبدو على تأدية جميع أنواع الحِيَل التي كانت تقتصر على البشر فحسب؛ فقد كان قادراً على جمع وطرح الأرقام، وتحديد الوقت وقراءة الروزنامة، بل حتى تهجئة الكلمات والجمل، وكل ذلك عن طريق تقديم الإجابة بالضرب بحافره على الأرض. فقد كان يعبر عن الحرف "A" بضربة واحدة، و "B" بضربتين، ويجيب عن 2+3 بخمس ضربات. كان ذلك الحصان ظاهرة عالمية ملفتة، وبرهاناً -كما اعتقد الكثيرون- على إمكانية تعليم الحيوانات التفكير كما البشر .
غير أن هانز الذكي لم يكن يقوم فعلياً بأي من هذه الأشياء؛ فقد اكتشف أحد المحققين لاحقاً أن الحصان تعلم تقديم الجواب الصحيح بمراقبة التغيرات في وقفة الشخص الذي يوجه السؤال، وتنفسه، وتعابير وجهه. وبالتالي، فإن وقوف الشخص على مسافة كبيرة منه يعني خسارة هانز لهذه القدرات. وبالتالي، فإن ذكاءه كان مجرد وهم .
تُستخدم هذه القصة كعبرة لتحذير باحثي الذكاء الاصطناعي عند تقييم قدرات خوارزمياتهم. وتعني أن النظام ليس بالذكاء الذي يبدو عليه على الدوام. ويجب التزام الحذر عند قياس هذا الذكاء.
ولكن في كتابها الجديد، أطلس الذكاء الاصطناعي (Atlas Of AI)، فإن الباحثة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي كيت كروفورد، التي تناولنا نظرتها وكتابها في نشرة سابقة، تقلب هذه العبرة رأساً على عقب؛ فقد كتبت أن المشكلة تكمن في طريقة تعريف الناس لإنجازات هانز: "لقد كان هانز يقوم بإنجازات مذهلة فعلاً في التواصل مع أنواع حية أخرى، والأداء أمام الجمهور، إضافة إلى صبره الذي بلغ درجات عالية، غير أن كل هذه الأمور لم تُعد بمنزلة ذكاء ".
وهكذا، تبدأ رحلة كروفورد في استكشاف تاريخ الذكاء الاصطناعي وأثره على العالم المادي. يسعى كل فصل إلى توسيع نطاق استيعابنا لهذه التكنولوجيا بالكشف عن مدى ضيق نظرتنا إليها وتعريفنا لها .
اقرؤوا مقابلتنا مع كروفورد من هنا: الرابط
مهندسون بجامعة إم آي تي يصنعون خيوطاً قابلة للبرمجة
ابتكر باحثون بجامعة إم آي تي خيوطاً تتمتع بإمكانات رقمية كبيرة، حيث يمكنها -عند خياطتها في قميص- استشعار النشاط وتخزينه وتحليله.
ويقول يويل فينك كبير مؤلفي الدراسة، إن الخيوط الرقمية يمكن استخدامها لمراقبة الأداء البدني والاستدلال الطبي والكشف المبكر عن الأمراض. بل ويمكن استخدامها لتسجيل الموسيقى التي استمعت إليها خلال حفل زفافك في الثوب الذي ارتديته في ذلك اليوم.
وفي الدراسة التي نُشرت في دورية نيتشر كوميونيكيشنز (Nature Communications)، يوضح فينك الذي يعمل أستاذاً في أقسام علوم المواد والهندسة والهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب بالجامعة، أن الخيوط الإلكترونية كانت لا تزال حتى الآن تناظرية -أي تحمل إشارة كهربائية مستمرة- وليست رقمية، حيث يمكن تشفير ومعالجة أجزاء منفصلة من المعلومات من خلال النظام الثنائي المعتمد على القيمتين 1 و0. وأضاف فينك وزملاؤه أن هذا الابتكار هو الأول لنسيج يتمتع بالقدرة على تخزين البيانات ومعالجتها رقمياً، والسماح ببرمجة الأقمشة حرفياً.
وتتضمن ذاكرة الخيوط شبكة عصبونية تقوم بتحليل البيانات التي تجمعها لتوقع النشاط الجسدي الذي يقوم به الشخص بدقة تبلغ 96%.
وقد صُنعت الخيوط الجديدة عن طريق وضع المئات من رقائق السيليكون الرقمية المربعة في شكل أولي تم استخدامه بعد ذلك لصناعة خيوط بوليمر. ومن خلال التحكم الدقيق في تدفق البوليمر، تمكن الباحثون من صناعة خيوط ذات اتصال كهربائي مستمر بين الرقائق بطول عشرات الأمتار.
ويقول جابرييل لوك طالب الدكتوراه في الجامعة والباحث المشارك في الدراسة، إن الخيوط نفسها رقيقة ومرنة ويمكن تمريرها من خلال إبرة، وخياطتها في الأقمشة، وغسلها 10 مرات على الأقل دون أن تنقطع. ويضيف: "عندما تضعها في قميص، لا يمكنك الشعور بها على الإطلاق، ولن تعرف أنها هناك".
كما يمكن للخيوط الرقمية تخزين الكثير من المعلومات في الذاكرة، حيث تمكن الباحثون من كتابة وتخزين وقراءة المعلومات على تلك الخيوط، بما في ذلك ملف فيلم قصير بالألوان بحجم 767 كيلو بايت وملف موسيقى بحجم 0.48 ميجا بايت. ويمكن كذلك تخزين الملفات فيها لمدة شهرين بدون كهرباء.
الرابط (إنجليزي)
اقرأ مقالاتنا ذات الصلة بالموضوع:
- سوني تطلق مكيف هواء صغير قابل للارتداء للمساعدة في مواجهة حر الصيف وبرد الشتاء. الرابط
- تقنية جديدة في تصنيع الروبوتات قد تسهم في صناعة أجهزة علاجية قابلة للارتداء. الرابط (فيديو)
الخبراء يتوقعون أن يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً هاماً في العلاج النفسي
يعتقد العديد من الخبراء أن استخدامات الذكاء الاصطناعي في الطب النفسي آخذة في النمو سريعاً، وأن الخوارزميات ستُمكن الأطباء قريباً من اكتشاف الأمراض العقلية في وقت مبكر وتحسين الرعاية الصحية.
ويقول الطبيب النفسي دانييل بارون، مؤلف كتاب "قراءة عقولنا: صعود البيانات الضخمة في الطب النفسي"، إن الأطباء النفسيين يمكن أن يستفيدوا من التحليلات التي تجريها برمجيات الحاسوب لتفاعلات المرضى، بما فيها تلك التغييرات الطفيفة في سلوكهم والطريقة التي يتحدثون بها، مضيفاً أن الوصول إلى البيانات الكمية حول المحادثات وتعبيرات الوجه ونبرة الصوت سيوفر بُعداً آخر للتفاعل السريري. على سبيل المثال، يمكن للخوارزميات أن تلاحظ ما إذا كانت تعبيرات وجه الشخص تتغير بمرور الوقت أو ما إذا كان يتحدث بشكل أسرع أو أبطأ من المتوسط، ما قد يكون مؤشراً على الهوس أو الاكتئاب.
كما يشير الخبراء إلى أن برمجيات التعرف على الوجوه وتحليل النصوص ستكمل جهود الأطباء لاكتشاف الأمراض العقلية في وقت مبكر، لكنهم يحذرون من ضرورة التأكد أولاً من فاعليتها ومن معالجتها للقضايا الأخلاقية مثل التحيز.
من جانبه، يقول كولين ديب الطبيب النفسي بجامعة سان دييجو الأميركية، إن "هناك الكثير من البيانات التي يمكن أن نحصل عليها من الأجهزة الصوتية والأجهزة القابلة للارتداء وغيرها، والتي يمكن استخدامها لتحديد العلاج ومعرفة مدى نجاح العلاجات"، من خلال أمور مثل النوم السيئ أو القليل أو اكتساب الوزن أو المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تتضمن تعليقات قد تدل على الاكتئاب.
ويشير ديب إلى أحد الأمثلة البارزة في هذا الإطار وهو استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في "مشروع شؤون المحاربين القدامى" للبحث في السجلات السريرية للأشخاص الذين انتهت حياتهم بالانتحار. وقد قامت الخوارزميات بمسح بيانات السجلات الطبية الخاصة بهم وحددت عدة عوامل مشتركة بينها، مثل وظيفة الشخص وحالته الاجتماعية أو الأمراض المزمنة أو العقاقير الأفيونية التي تلقاها. ويعتقد الباحثون أن الخوارزميات توصلت بالفعل إلى أشخاص آخرين معرضين للخطر ولا يحصلون على الرعاية اللازمة لإبعادهم عن فكرة الانتحار.
في المقابل، يرى خبراء أخرون مثل يوهانس إيششتيدت، عالم النفس في جامعة ستانفورد، أنه وبالرغم من أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يكون بمثابة نظام للفحص والإنذار المبكر، إلا أن الأنظمة الحالية لم تثبت فعاليتها بعد، كما أن دقتها متواضعة بالمعايير السريرية.
الرابط (إنجليزي)
|