كيف يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف البيئة والمجتمع والحوكمة؟
حظيت الاستثمارات الهادفة لتحقيق أهداف البيئة والمجتمع والحوكمة (
ESG) باهتمام كبير خلال وقت قصير؛ إذ تشير التقديرات إلى أن الاستثمارات المستدامة بلغت حوالي 30 تريليون دولار في عام 2018، بزيادة قدرها 34% عن عام 2016. لا عجب إذن أن يكون لدى حوالي 90% من المستثمرين على مستوى العالم سياسات استثمارية مخصصة لتحقيق أهداف البيئة والمجتمع والحوكمة، أو لديهم خطط معدة لهذا الغرض.
لكن غالباً ما يكون القول أسهل من الفعل فيما يتعلق بالاستثمارات الرامية إلى تحقيق أهداف البيئة والمجتمع والحوكمة. لنأخذ مثالاً على ذلك شركة بوهو
(Boohoo) التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها؛ فقد تبين أن هذه الشركة الرائدة في ظاهرة "البيع بالتجزئة فائق السرعة في مجال الأزياء" كانت تستقدم توريداتها من أحد المصانع في ليستر حيث يتقاضى العمال أقل من 3.50 جنيهاً إسترلينياً في الساعة (مقارنةً بأجر المعيشة الوطني البالغ 8.72 جنيهاً إسترلينياً)
. وبالرغم من كل ذلك، فقد حصلت بوهو على تصنيف (
AA) لدرجة امتثالها لمتطلبات البيئة والمجتمع والحوكمة من إم إس سي آي (
MSCI).
وفي مسعى لتجنب الوقوع في هذا النوع من الأخطاء، تم إطلاق مبادرة جديدة في سنغافورة بقيادة معهد التمويل المستدام في آسيا والشركة المختصة بالذكاء الاصطناعي نيكسوس فرونتييه تيك (
Nexus FrontierTech)، تهدف لتحويل الذكاء الاصطناعي إلى أداة لجمع البيانات النوعية ومعالجتها.
من الممكن أن تمثل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إحدى الأدوات القادرة على تحقيق تطورات جذرية؛ حيث يمكن أن تمثل حلاً قابلاً للتوسع يوفر السرعة في جمع المعلومات ومعالجتها. ويمكن للأنظمة القائمة على الخوارزميات أن تبحث في البيانات غير المهيكلة للشركة وتجمعها بسهولة من مجموعة من المصادر، ومن ثم تقوم بتحليلها وتحويلها إلى بيانات مهيكلة قابلة للاستخدام. وهذا بدوره يسمح بإنتاج مخرجات منسقة وتحمل قيمة لجميع الأطراف المعنية
.
وبالتالي يمكن للمستثمرين الامتثال بشكل أفضل لمتطلبات البيئة والمجتمع والحوكمة (
ESG) واتخاذ قرارات أكثر استنارة من خلال دمج بيانات (
ESG) في إستراتيجيات الاستثمار الخاصة بهم.
تابع القراءة:
الرابط
نظام ذكاء اصطناعي من فيسبوك لتسريع اكتشاف "كوكتيلات" الأدوية لعلاج الأمراض المعقدة
تمثل إعادة توظيف الأدوية الموجودة أو دمجها أداة قوية لعلاج الأمراض المعقدة. وعادة ما تتطلب الأورام الخبيثة المعقدة مزيجاً من الأدوية أو ما يسمى "كوكتيلات الأدوية" لتنسيق هجوم متكامل على عدة أنواع من الخلايا. ومن شأن هذه الطريقة أن تساعد في التغلب على مقاومة هذه الخلايا للأدوية وتقليل تأثيراتها الجانبية.
لكن تكمن الصعوبة الكبرى في تحديد التركيبة الفعالة من الأدوية الموجودة وتحديد الجرعة المناسبة منها، ويرجع ذلك جزئياً إلى وجود احتمالات لا نهائية تقريباً. فعلى سبيل المثال، لو أردنا اختيار 5 أدوية من بين 100 دواء موجود وتحديد الجرعة المناسبة من بين 3 خيارات، سنجد أنفسنا أمام 19 مليار نظام دوائي محتمل!
في مسعى لتسريع هذه العملية، قام قسم الذكاء الاصطناعي في فيسبوك بالتعاون مع معهد ألماني بتطوير نموذج ذكاء اصطناعي قادر على التنبؤ بتأثيرات تركيبات الأدوية والجرعات والتوقيتات. وتمت إتاحة نسخة مفتوحة المصدر من النموذج ومزودة بواجهة برمجة تطبيقات سهلة الاستخدام.
يعتمد النموذج الجديد على تقنية التعلم ذاتي التوجيه للتنبؤ بتأثير عدد كبير من كوكتيلات الأدوية على الخلايا المختلفة. وعلى سبيل المثال، إذا كانت البيانات المتاحة تتضمن معلومات حول كيفية تأثير الأدوية (
A و
B و
C و
A+B) على أنواع مختلفة من الخلايا، فإن النموذج يستطيع تعلم التأثير المنفرد لكل دواء منها على عدة أنواع من الخلايا ثم يستنتج كيفية تأثير الكوكتيلات (
A+B و
B+C) أو حتى كيف يتفاعل (
A+B) مع (
C+D).
بالرغم من أن هذا النموذج يمثل خطوة هامة للمساعدة في معالجة مرض السرطان وغيره من الأمراض المعقدة، إلا أنه ما يزال نظرياً إلى حد بعيد ويحتاج لإجراء التجارب. فقد تم تطوير العديد من الأدوية الفعالة ضد الأورام لدى فئران التجارب، لكنها لم تثبت فعاليتها لدى البشر.
الرابط (إنجليزي)
اقرأ مقالتنا ذات الصلة بالموضوع:
- آي بي إم تبني مختبراً جديداً لصناعة الأدوية بالكامل عن بُعد عبر السحابة. الرابط
- علم الشبكات الطبي والتعلم الآلي يساعدان في تحديد أدوية موجودة محتملة لكوفيد-19. الرابط
- الذكاء الاصطناعي سيساعد في التخلص من التداخلات الكيميائية في الأدوية الجديدة. الرابط
كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في تقديم خدمات مالية ذات طابع شخصي؟
باتت تطبيقات الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية في العديد من المجالات، إلا أن فرص استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الخدمات المالية تحديداً تبدو واعدة بشكل يفوق أي مجال أخر. فالاستشارات المؤتمتة تدير حالياً أصولاً تصل قيمتها إلى نحو 3 تريليونات دولار، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 16 تريليون دولار بحلول عام 2025.
ومع انتقال العملاء في الآونة الأخيرة إلى الخدمات المصرفية التي تجري عبر الإنترنت، ظهرت قدرة الذكاء الاصطناعي على إعادة تصور العديد من جوانب الأعمال المصرفية. فمن خلال تسخير قوة المعالجات والبيانات، يمكن للذكاء الاصطناعي تبسيط العمليات المتكررة وأتمتة المهام، كما أنه مجهز للتعامل مع التقلبات على نحو سريع
.
سيعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل صناعة الخدمات المالية بعدة طرق، إليك أهمها:
- التطبيقات الأمنية: تتمثل إحدى نقاط القوة الأساسية للذكاء الاصطناعي في قدرته على استيعاب كميات هائلة من البيانات، والتعرف بسهولة على الممارسات الاحتيالية والكشف السريع عن الهجمات الإلكترونية والتعرف على الممارسات غير المشروعة مثل غسيل الأموال. ويمكن أن يؤدي التوسع في استخدام وسائل الذكاء الاصطناعي هذه إلى توفير 447 مليار دولار للمؤسسات بحلول عام 2023.
- تطوير العمليات الداخلية: يقدم الذكاء الاصطناعي حلولاً لزيادة كفاءة المؤسسات المالية وتحقيق المزيد من الأرباح وزيادة عدد العملاء، وذلك عبر العديد من التحسينات الأساسية مثل المعالجة السريعة للوثائق والتأكد من الحقائق في الوقت المناسب.
- تقديم الخدمات المصرفية ذات الطابع الشخصي: كلما زادت معرفة البنوك والمستشارين الماليين بعملائهم، ارتفعت قدرتهم على تخصيص المنتجات والخطط المالية. ويمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي تقديم المشورة للمستهلكين حول أفضل طريقة لحفظ أصولهم المالية ومضاعفتها. ومن خلال الجمع بين تحليلات السوق وتحديد الأهداف الفردية، سيمكن لهذه الأدوات توفير إرشادات مالية متخصصة لكل فئة من الفئات السكانية. كما أن السماح للذكاء الاصطناعي بمراقبة الحسابات يمكن أن يتيح للعملاء القدرة على التحكم في سلامة وضعهم المالي في الوقت الفعلي. فيمكنه مثلاً تأمين الأصول والتصنيفات الائتمانية، ودفع الفواتير، وتحويل الدخل تلقائيًا إلى خطط التقاعد، والبحث عن القروض العقارية أو الفرص الجذابة، التي تناسب الدخل والعمر.
الرابط (إنجليزي)
اقرأ مقالاتنا ذات الصلة بالموضوع:
- الذكاء الاصطناعي في قطاع الخدمات المالية بين الفرص والتحديات. الرابط
- في عصر مغامرات الذكاء الاصطناعي: كيف تكسب البنوك ثقة عملائها وتقدم تجربة عملاء فريدة؟ الرابط