الأسبوع الماضي لم يكن جيداً بالنسبة للحواسيب، إذا ألقيت نظرة سريعة على البيانات المالية لبعض الشركات، ستجد انخفاضاً واضحاً في إيراداتها، تقرير شركة مايكروسوفت (Microsoft) الأميركية للربع الأخير من عام 2022 يظهر انخفاض إيرادات نظام التشغيل ويندوز بنسبة 39%، وتقرير شركة إنتل (Intel) يظهر انخفاضاً بنسبة 39% بالمئة في الطلب على معالجات الحواسيب الشخصية، نحن بانتظار تقارير شركات أخرى مثل أبل (Apple) وإيه إم دي (AMD)، حيث يتوقع المحللون انخفاضا مماثلاً في إيراداتها.
هذه التقارير ليست الأولى من نوعها التي تسجل انخفاضاً في الطلب على الحواسيب، خلال العقد الماضي، انخفض الطلب على الحواسيب مع توجه المستهلكين لشراء الهواتف الذكية بدلاً منها، لدرجة أن موقع ويرد (Wired) الأميريكي نشر في عام 2015 مقالاً بعنوان الحاسوب يحتضر ولن يعود.
لكن في عام 2020، تلقت صناعة الحواسيب دفعة قوية مع انتشار جائحة كوفيد-19، حيث شهد العالم زيادة في الطلب لأول مرة منذ سنوات، كان ذلك مدفوعاً بتوجه مئات ملايين الأشخاص إلى التعلم والعمل عن بعد.
مع انتهاء الجائحة، عاد الطلب إلى الانخفاض مجدداً، فهل نشهد نحن نهاية الحواسيب؟ أو بالأحرى، هل يمكننا الاستغناء عن الحواسيب؟
انخفاض الطلب لا يعطينا صورة كاملة
لنبدأ بتقرير مايكروسوفت الأخير الذي يظهر انخفاضاً في عائدات نظام التشغيل ويندوز بنسبة 39%، نحن نعلم أن نظام ويندوز هو أكثر أنظمة الحواسيب استخداماً، لذلك، من الطبيعي الاستنتاج أن انخفاض الطلب على ويندوز يعني انخفاض الطلب على الحواسيب.
هذا ليس صحيحاً، لأن ويندوز ليس نظام التشغيل الوحيد في السوق، إنه يتنافس مع أنظمة أخرى لها مكانتها في السوق، مثل نظام ماك أو إس من أبل، ونظام لينكس مفتوح المصدر، ونظام كروم أو إس من جوجل. لذا يمكننا افتراض أن تراجع عائدات ويندوز ليست بسبب انخفاض الطلب على الحواسيب، بل بسبب زيادة الطلب على أنظمة التشغيل الأخرى.
على سبيل المثال، يشهد نظام التشغيل كروم أو إس من جوجل نمواً هائلاً، هذا منطقي كونه نظام تشغيل مجاني ويوفر مزايا رائعة للحواسيب التي تعتمد على الاتصال بشبكة الإنترنت، حيث يتكامل بشكلٍ رائع مع خدمات التخزين والحوسبة السحابية، وليس من المستغرب أن يكون هذا النظام هو المفضل لعدد متزايد من الطلاب والموظفين الذين يتعلمون أو يعملون عن بعد.
في فبراير 2021، أشارت التقارير السنوية لحصة أنظمة تشغيل الحواسيب أن نظام كروم أو إس تجاوز نظام ماك أو إس ليصبح ثاني أكثر الأنظمة استخداماً على الحواسيب في العالم.
بناءً على ذلك، لا يجب افتراض أن تقرير مايكروسوفت يشير إلى تراجع الطلب على الحواسيب في العالم بنسبة كبيرة.
ينطبق نفس الأمر على شركة إنتل، تواجه هذه الشركة منافسة كبيرة من شركات أخرى مثل إيه إم دي (AMD) وكوالكوم (Qualcomm)، ويمكننا الافتراض أيضاً أن انخفاض عائدات إنتل يعود إلى زيادة عائدات شركات أخرى تصنع نفس معدات الحوسبة.
من الصعب تقييم حجم الطلب العالمي