اشترك

الاستمرار بالحساب الحالي

Preview
 
 
تاريخ النشرة : 03-01-2023
يكتبها هذا الأسبوع: شوكت قنبر

في فبراير/شباط 2022، كانت امرأة كورية جنوبية نائمة على الأرض حين قامت المكنسة الروبوتية بشفط شعرها، ولم تتمكن من فصل المكنسة عن شعرها إلا بعد الاتصال بالطوارئ، تسلط هذه الحادثة الضوء على واحدة من المخاطر التي يحذر منها بعض خبراء التكنولوجيا، وهي إدخال الروبوتات إلى منازلنا والثقة العمياء فيها، ومنحها الاستقلالية والحرية كأي فرد من أفراد العائلة.

يبدو أن موضوع الثقة بالروبوتات سيتحول إلى مشكلة كبيرة في المستقبل، خاصةً أن الشركات المطورة لهذه الروبوتات تجعلها تبدو بمظهر لطيف ومحبب، وفي نفس الوقت، تجعلها تتكلم أو تتصرف بلباقة وبراءة معنا، ما يجعلنا نثق فيها بشكل غير منطقي دون أن ندرك مخاطر تلك الثقة على سلامتنا.

تظهر العديد من الأمثلة كيف يمكن أن تتحول الروبوتات اللطيفة والمطيعة إلى روبوتات سيئة جداً حين تخطئ في أداء مهامها أو يتم استخدامها بطريقة خاطئة.

ليس هذا فحسب، فالروبوتات الذكية لا يمكنها أن تكون ذكية دون أن تتصل بشبكة الإنترنت، هذا الأمر يجعلها أكثر عرضة للهجمات السيبرانية، ما يجعل القراصنة قادرين على التحكم فيها عن بعد واستخدامها لأغراض خبيثة قد تشكل خطراً على سلامتنا.

أخطاء الروبوتات قد تهدد سلامتنا
تخيل هذا السيناريو، تشتري روبوتاً لجز عشب مدعوماً بالذكاء الاصطناعي ليقوم بجز عشب حديقة منزلك بشكل مستقل، تروّج الشركة المصنعة لنظام الذكاء الاصطناعي في هذا الروبوت الذي يمكنه التعرف على العوائق والأشخاص بدقة كبيرة وتجنبها، هذا رائع، يمكنك ترك الروبوت يعمل بينما طفلك الصغير يزحف في الحديقة، أنت واثق من أن الروبوت سيتعرف على الطفل ويتجنبه، لكن شيئاً ما قد حصل، ولم يتعرف الروبوت على الطفل وتسببت شفرات جز العشب في جرح يدي طفلك.

لنتخيل سيناريو آخر من المستقبل، لديك روبوت في منزلك يقوم بجميع المهام المنزلية، إنه لطيف ومطيع ويقوم بكل ما تطلبه دون أي اعتراض، كم هذا رائع؟ من المؤكد أنك ستكون سعيداً لأن هذا الروبوت يفعل كل ما تريده، لكن فجأة، قام قراصنة باختراق نظام الذكاء الاصطناعي الذي يستخدمه الروبوت، وأصبح بإمكانهم التحكم بالروبوت عن بعد، ربما سيطلبون منه سرقة الأموال والمجوهرات من منزلك ورميها لهم من النافذة، أو يطلبون منه فتح الأبواب حين تكون خارج المنزل ليتمكنوا من الدخول والسرقة، ربما سيطلبون منه التقاط صور حميمية لك واستخدامها في ابتزازك.

هذا الخطر لا يقتصر فقط على الروبوتات التي ستدخل إلى منازلنا في المستقبل، بل على جميع الروبوتات، ربما لن يحتاج الإرهابيون في المستقبل إلى تنفيذ أعمالهم الإرهابية بأنفسهم، يمكنهم ببساطة اختراق روبوت تحضير الطعام في أحد المطاعم واستخدامه لوضع السم في الأكل، ما سيؤدي لتسمم كل زوار المطعم.

هذه الأمثلة لم تحدث حتى الآن، لكنها توضح كيف يمكن أن تتحول الروبوتات اللطيفة البريئة ببساطة إلى سيئة وشريرة وحتى قاتلة دون أن نعي ذلك.

كيف نحمي أنفسنا؟
للأسف، لا يوجد حل متوفر لمشكلة الثقة العمياء بالروبوتات، معظم الأشخاص الذين يشترون الروبوتات المنزلية يكونون مدفوعين بتوقعاتٍ إيجابية، أي يتوقعون أن يعمل كل شيء على ما يرام. هذه الفجوة بين التوقعات والواقع لا يمكن التعامل معها اليوم، خاصة أن الشركات تروج لروبوتاتها بطريقة تدفع العميل إلى الثقة العمياء بها. ربما يكون الحل الأفضل هو سن قوانين تنظّم عمل هذه الشركات المصنعة للروبوتات وطريقة تسويقها، أو من خلال تطوير آلية تراقب سلوك الروبوتات وتقوم بإيقافها عن العمل تلقائياً حين ترصد أي سلوك غريب يدعو للريبة.

حتى يتم حل هذه المعضلة، إذا كنت تريد شراء روبوت منزلي، لا يجب أن تثق به، عليك توقع أن يعمل الروبوت بشكل سيء، ولا تنخدع بما تروّج له الشركة المصنّعة، لا تمنح الروبوت استقلالية تامة للعمل في منزلك دون إشراف، لأن ذلك قد يهدد سلامتك وسلامة أفراد عائلتك.

:بعض مقالاتنا في جديد العلوم والتكنولوجيا لهذا الأسبوع
(إم آي تي تكنولوجي ريفيو)
Facebook
 
Twitter
 
Linkedin
 
Youtube
 
Instagram