تاريخ النشرة : 19-12-2022 يكتبها هذا الأسبوع: د. وسام شاهين، مدير المحتوى العلمي والتقني في مجرة إذا انتشر استخدام السيارات الكهربائية على نطاق واسع، فإنه بحلول عام 2050، سيتم تجنب 1163 حالة وفاة ناجمة عن التلوث في مدينة لوس أنجلس وحدها، وهذا يعادل توفير 12 مليار دولار في قطاع الصحة.
هذه إحدى نتائج دراسة أجراها باحثون من جامعة كورنيل وقبلت للنشر في مجلة "مراجعة الطاقة المتجددة والمستدامة". تملأ هذه الدراسة فجوة بيانات من خلال تكميم الفوائد الصحية لتبني السيارات الكهربائية، وتوفر مستنداً علمياً لبذل المزيد من الجهود ولاستثمار المزيد من الأموال في هذا الاتجاه.
الحالة الراهنة لسوق السيارات الكهربائية نمت مبيعات السيارات الكهربائية بشكل متواصل خلال الأعوام الماضية. ففي عام 2016 كان عدد السيارات الكهربائية المباعة يمثل أقل من 1% من مبيعات السيارات في العالم، لكن في عام 2021 وصلت هذه النسبة إلى 6.6%. ومن المتوقع أنه بحلول عام 2030، سيشكل عدد السيارات الكهربائية المباعة أكثر من 50% من إجمالي مبيعات السيارات في الولايات المتحدة.
ووفقاً لتقرير حديث من رويترز، فإنه بحلول عام 2029، سيكون ما نسبته 26% من السيارات المنتجة في العالم هي سيارات كهربائية. ويشير التقرير نفسه إلى أن صناعة السيارات تستثمر حالياً أكثر من 1 تريليون دولار في الانتقال من محركات الاحتراق الداخلي إلى السيارات الكهربائية، وأن الاتحاد الأوروبي- وولاية كاليفورنيا- قد حددا عام 2035 موعداً يمنع بعده بيع سيارات الركاب الجديدة التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي.
ما الذي يعيق انتشار السيارات الكهربائية على نطاق واسع؟ هناك العديد من التحديات التي تبطئ تبني السيارات الكهربائية أهمها:
البنية التحتية للشحن:
إذا أردت شحن السيارة بعيداً عن المنزل، لن تجد ما يكفي من شواحن السيارات الكهربائية العامة المتوافرة للسائقين الذين يجب أن يراقبوا استهلاك الطاقة في سياراتهم أثناء القيادة هنا وهناك. هناك بعض الابتكارات التي تهدف إلى دعم توفير الشحن للعامة، سواء عبر محطات الشحن السريع التي يتم تركيبها على الطرقات، أو الطرقات العامة التي تشحن السيارة في أثناء القيادة. ولكن هذه الحلول الابتكارية لا تزال محدودة الأثر مع مواصلة مزودي الطاقة رفع أسعارهم. وببساطة، فإن العرض لا يصل إلى مستوى الطلب.
التكلفة المرتفعة لإنتاج البطاريات ومخاطرها:
نتحدث هنا عن بطاريات الليثيوم أيون التي تشغل السيارات الكهربائية؛ فهي مكلفة وثقيلة وسريعة التفريغ. ومما زاد الطين بلة هو اعتماد هذه البطاريات على كهارل سائلة قابلة للاشتعال في حالة وقوع اصطدام. من أجل منح السيارات الكهربائية قدرة أكبر على منافسة سيارات الوقود، فإنها تحتاج إلى بطارية متطورة تحلّ جميع المشاكل آنفة الذكر. وهناك فعلاً العديد من الحلول قيد التطوير مثل بطاريات الجرافين والبطاريات الكمومية وبطاريات الحالة الصلبة. وقبل أيام، أعلنت شركة هولندية، أن سيارتها الكهربائية التي تعمل بالطاقة الشمسية (Lightyear 0) دخلت مرحلة الإنتاج، لتكون سيارة صديقة للبيئة، تعمل شهوراً دون الحاجة لتوصيلها بمقبس الشحن.
نقص إمدادات الشرائح الإلكترونية:
الأثر السلبي الناجم عن الصدمات التي تسببت بها الجائحة لسلاسل التوريد ما زال موجوداً. فهذه القطع تُعتبر أساسية للسيارات الكهربائية، وتحتاج السيارة الكهربائية إلى ضعفي عدد الشرائح التي تحتاج إليها السيارة التي تعمل بالوقود، وهي تمنع صانعي السيارات من رفع سوية الإنتاج بما يكفي لمضاهاة الطلب. علاوة على ذلك، فإن أوكرانيا الغارقة حالياً في الحرب كانت تُعتبر من أبرز مصادر النيون، وهو الغاز الذي يساعد على تشغيل تكنولوجيا الليزر المستخدمة في تصنيع أنصاف النواقل.
كيف ستغير السيارات الكهربائية حياتنا في المستقبل؟ من البديهي أن التخلي عن محرك الاحتراق الداخلي سيكون مفيداً للبيئة، ولو أردنا البحث عن تكميم لهذه الفائدة، لوجدنا دراسة من المجلس الدولي للنقل النظيف توصلت إلى أن حجم الانبعاثات التي تسببها سيارة كهربائية متوسطة الحجم سيكون أقل بنسبة %60-68% طوال دورة حياتها مقارنة بسيارة تقليدية ذات محرك احتراق داخلي.
ولكن تبني السيارات الكهربائية على نطاق واسع سيغير أموراً كثيرة أخرى في حياتنا. على سبيل المثال، فإنها ستؤدي إلى اختفاء البنية التحتية اللازمة لدعم محركات الاحتراق الداخلي؛ حيث ستفقد الكثير من محلات صيانة السيارات وظيفتها لأن أغلب عمليات الصيانة تجري على المحرك، كما أن محطات الوقود- والمتاجر فيها- ستصبح شيئاً من الماضي. من ناحية أخرى، ستساعد الأنظمة المنزلية لتخزين الطاقة الكهربائية لشحن السيارات في حل مشكلة زيادة الطلب على الكهرباء في أوقات الذروة. وأخيراً، فإن انتشار السيارات الكهربائية والبنى التحتية اللازمة سيعني إعادة هيكلة المشهد الحضري؛ إذ سنرى محطات شحن السيارات في مواقف سيارات المراكز التجارية والشركات وفي كراج المنزل.
:بعض مقالاتنا في جديد العلوم والتكنولوجيا لهذا الأسبوع
نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك، استمرار استخدامك للموقع يعني موافقتك على ذلك. سياسة الخصوصيةأوافقX
Privacy & Cookies Policy
Privacy Overview
This website uses cookies to improve your experience while you navigate through the website. Out of these cookies, the cookies that are categorized as necessary are stored on your browser as they are essential for the working of basic functionalities of the website. We also use third-party cookies that help us analyze and understand how you use this website. These cookies will be stored in your browser only with your consent. You also have the option to opt-out of these cookies. But opting out of some of these cookies may have an effect on your browsing experience.
Necessary cookies are absolutely essential for the website to function properly. This category only includes cookies that ensures basic functionalities and security features of the website. These cookies do not store any personal information.
Any cookies that may not be particularly necessary for the website to function and is used specifically to collect user personal data via analytics, ads, other embedded contents are termed as non-necessary cookies. It is mandatory to procure user consent prior to running these cookies on your website.