يضيف الزوجان: "لقد حققنا بالفعل إنجازات غير مسبوقة في هذا السياق، وسنواصل العمل على تطويرها". في الحقيقة، كان تطويرهما للقاح كوفيد-19 هو أحد ثمار أبحاثهما التي تركز أساساً على مرض السرطان. وتقول تورسي: "ما عملنا عليه على مدى عقود لتطوير لقاح للسرطان شكّل قوة دافعة لتطوير لقاح كوفيد-19. والآن حصل العكس، حيث أن تجربتنا في تطوير لقاح كوفيد-19 تساعدنا اليوم في تطوير لقاح للسرطان؛ تعلمنا كيفية تصنيع اللقاحات بشكل أفضل وأسرع، ودرسنا كيفية تفاعل الجهاز المناعي لدى عدد كبير من الناس مع لقاحات الرنا المرسال".
لقاحات الحمض النووي سلاح جديد في المواجهة في مقالة منشورة على منصة بوبساي- العلوم للعموم بعنوان "هل ستنجح لقاحات السرطان في حسم المعركة ضد هذا المرض الخبيث؟"، نستعرض اللقاحات المختلفة المتوفرة لبعض أنواع السرطان مثل اللقاحات القائمة على الخلايا واللقاحات الفيروسية التي تستهدف الفيروسات المسببة للسرطان مثل فيروس الورم الحليمي البشري. وتعتبر اللقاحات القائمة على الحمض النووي أحدث أنواع اللقاحات، تستخدم الحمض النووي الريبي (الدنا) أو الرنا المرسال، ويتم حقنها في الجسم على شكل نواقل فيروسية أو ضمن مغلفات نانوية، فيعمل رنا اللقاح مثل شيفرة لتصنيع بروتينات المستضد الخاصة بالخلايا الورمية من قبل خلايا الجسم ليستهدفها جهاز المناعة.
التحديات المعقدة تحتاج لتضافر حلول متنوعة لا يزال مرض السرطان يمثل أحد أكثر الأمراض فتكاً بالبشر، والمسبب الرئيسي للوفيات في العالم؛ حيث تسبب في وفاة نحو 10 ملايين شخص في عام 2020، أي حالة وفاة واحدة من بين كل 6 وفيات عالمية بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية. ولو علمنا التاريخ شيئاً، لعله سيكون أن مواجهة التحديات المعقدة مثل مرض السرطان ليست ممكنة بالاعتماد على حل واحد أو تقنية واحدة، وإنما سيكون الحل مركباً تتكامل فيه وسائل متنوعة من تخصصات مختلفة. إليك بعض إسهامات عدة تقنيات في مواجهة هذا المرض:
الذكاء الاصطناعي في أواخر العام الماضي، أعلن باحثون بمختبر علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي (CSAIL) التابع لجامعة إم آي تي، عن تطوير نظام ذكاء اصطناعي جديد، يُعرف باسم ميراي (Mirai)، يمكنه التنبؤ بما يقرب من نصف حالات سرطان الثدي قبل خمس سنوات من الإصابة به، موضحين أنه في حالة نجاح التجارب فإنها يمكن أن تغير بشكل جذري طريقة تعاملنا مع المرض.
وفي العام الماضي، فاز الباحث اللبناني نادر شافي بجائزة مبتكرون دون 35 من إم آي تي تكنولوجي ريفيو لابتكاره جهاز مسح كهرومغناطيسي غير جراحي من "سكان إم دي"، محمول باليد وفعال من حيث التكلفة لمراقبة سرطان الجلد والكشف عنه، يستخدم مجموعة من أجهزة الاستشعار والمكونات المادية وخوارزميات التعلم الآلي، لتصغير ودمج المكونات المادية التي عادة ما تكون كبيرة الحجم جداً في المنتجات الأخرى، لتوفير تشخيص سريع داخل عيادة مزود الخدمات الطبية. يحدد الجهاز ما إذا كانت الآفة الجلدية خبيثة أم حميدة، حيث يقوم طبيب الأمراض الجلدية بفحص الآفة الجلدية المشتبه بها عند المريض عن طريق وضع "سكان إم دي" -وهو جهاز يشبه القلم- على مكان وجودها مباشرة، ثم يتم وضع الجهاز على النسيج السليم المجاور، ويقوم بتسجيل القياسات من كليهما.
تقنية كريسبر في مقالة منشورة على إم آي تي تكنولوجي ريفيو، تقول الدكتورة ملاك عابد الثقفي إن تقنية كريسبر لتعديل الجينات ستشكل ثورة في مجال الرعاية الصحية تختلف عمّا عهدناه سابقاً، إذ يمكن لهذه التقنية التي حاز على جائزة نوبل اثنان من مبتكريها سنة 2020، أن تستهدف الجينات وتعدلها بسهولة ودقة أكبر من التقنيات السابقة. وتوضح أن تجارب كريسبر الأولية تركز على العمى الوراثي وأمراض الدم، بما في ذلك السرطان.
تكنولوجيا النانو طوّر باحثون من جامعة جونز هوبكنز مؤخراً أنابيب نانوية مجهرية مانعة للتسرب، أصغر من النملة بمليوني مرة، وأرق من شعرة الإنسان بمليون مرة، يمكن استخدامها لإيصال الأدوية إلى مناطق مخصصة في أجسام المرضى. تُعد هذه الأنابيب النانوية خطوة كبيرة نحو تطوير شبكة أنابيب نانوية قد تحمل يوماً ما الأدوية والبروتينات والجزيئات المتخصصة إلى خلايا محددة في جسم الإنسان. ومن شأن هذه التكنولوجيا أن تتيح للباحثين إجراء دراسات أكثر عمقاً ودقة حول أمراض مثل السرطان وتطوير علاجات له.
وفي العام الماضي نالت الباحثة السعودية دانا السليمان جائزة مبتكرون دون 35 من إم آي تي تكنولوجي ريفيو عن ابتكارها منصة إبرة مجهرية وظيفية مغلفة بالهيدروجيل، تتيح أخذ عينات سريعة من دون جراحة واكتشاف المعلمات الحيوية الخاصة بالسرطان من السائل الخلالي للجلد، وهذا يجعل التكنولوجيا أكثر قابلية للتطبيق سريرياً، مع تقديم معلومات إكلينيكية أكثر دقة وموثوقية.
جرعة أمل إن تكامل هذه الجهود من شأنه أن يجعل وعد "قبل 2030" في متناول اليد حقاً. إذ قبل عامين، قالت الباحثة السويسرية جزائرية الأصل مديحة دروازي، مؤسسة شركة أمل: "أعتقد أنه من الممكن جداً أن نتمكن من تطوير لقاح للسرطان خلال السنوات الخمس المقبلة". كما تقول الدكتورة سوزان جالبريث، الباحثة في شركة أسترازينيكا: "نحن على أعتاب تحقيق تطورات مهمة في الطريقة التي نعالج بها السرطان. من خلال الاعتماد على العلم والتحلي بالجرأة، نقترب من مهمتنا المتمثلة في توفير إمكانية العلاج لملايين الأشخاص المصابين بالسرطان في جميع أنحاء العالم".
:بعض مقالاتنا في جديد العلوم والتكنولوجيا لهذا الأسبوع
لأفضل تجربة في الوصول للمحتوى يمكنك تحميل التطبيق مجاناً عبر أندرويد وآيفون
نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك، استمرار استخدامك للموقع يعني موافقتك على ذلك. سياسة الخصوصيةأوافقX
Privacy & Cookies Policy
Privacy Overview
This website uses cookies to improve your experience while you navigate through the website. Out of these cookies, the cookies that are categorized as necessary are stored on your browser as they are essential for the working of basic functionalities of the website. We also use third-party cookies that help us analyze and understand how you use this website. These cookies will be stored in your browser only with your consent. You also have the option to opt-out of these cookies. But opting out of some of these cookies may have an effect on your browsing experience.
Necessary cookies are absolutely essential for the website to function properly. This category only includes cookies that ensures basic functionalities and security features of the website. These cookies do not store any personal information.
Any cookies that may not be particularly necessary for the website to function and is used specifically to collect user personal data via analytics, ads, other embedded contents are termed as non-necessary cookies. It is mandatory to procure user consent prior to running these cookies on your website.