تاريخ النشرة : 18-10-2022 يكتبها هذا الأسبوع: عمرو عوض
في شهر أغسطس الماضي، فوجئ حضور إحدى الجنازات في بريطانيا بأن المرأة التي يحضرون جنازتها، والتي توفيت عن عمر يناهز 87 عاماًتتحدث إليهم باستخدام تقنية فيديو "ثلاثية الأبعاد" تعمل باستخدام الذكاء الاصطناعي.
تم اختراع هذه التقنية بواسطة منصة تُدعى (StoryFile)، وهي منصة فيديو مدعومة بالذكاء الاصطناعي تعتمد على السحابة. وكان ستيفن سميث الرئيس التنفيذي للشركة هو العقل وراء هذا الابتكار، والمرأة التي تحدثت في الجنازة هي والدته مارينا سميث.
مشروع ديسمبر على الرغم من أن هذه هي الحادثة الوحيدة تقريباً التي اجتذبت اهتماماً إعلامياً كبيراً بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي لتذكير الناس بأحبائهم، إلا أن هناك عشرات المحاولات الأخرى التي ساعد فيها الذكاء الاصطناعي على استمرار التواصل مع شخص توفى. على سبيل المثال،قام شخص يدعى جوشوا باربو، العام الماضي، بإمداد بوت دردشة يعمل باستخدام نموذج جي بي تي-3 (GPT-3) اللغوي، برسائل نصية تلقاها من خطيبته المتوفاة حتى يتمكن البرنامج من استنساخ أسلوبها ويمكّن خطيبها من التحدث إليها مرة أخرى. وقد ساهم هذا الروبوت بالفعل في تمكينه من التغلب على محنته.
ساهمت هذه الواقعة تحديداً في انتشار ما يُعرف باسم "مشروع ديسمبر"، وهي منصة ذكاء اصطناعي تُعرف نفسها حالياً على أنها "عملية محاكاة للموتى"، وهي المنصة التي استخدمها باربو للحديث مع خطيبته الراحلة. كان مبتكر المشروع، وهو مطور ألعاب مستقل يُدعى جيسون روهرر، يسعى في الأساس إلى تطويره لتمكين الناس من التحدث إلى كيان افتراضي خلال فترة العزلة التي قضاها الكثيرون في منازلهم خلال جائحة كورونا.
ولكن مع توافد الكثير من الناس على إنشاء بوتات دردشة خاصة بهم، لمحاكاة أحبائهم الراحلين، تأثراً بقصة باربو وخطيبته، قرر روهرر تحويل منصته إلى خدمة مدفوعة مقابل 10 دولارات لبوت الواحد، والتركيز بشكل حصري على محاكاة الموتى.
مساعدة الناس على تخطي الآلام تشرح المنصة على موقعها أن "مشروع ديسمبر هوالنظام الأول من نوعه في العالم. باستخدام تقنية لا تزال تنتظر الحصول على براءة اختراع -جنباً إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي العميق الذي يعمل على أحد أكثر أجهزة الحاسوب الفائقة تطوراً في العالم- يمكننا الآن محاكاة محادثة نصية مع أي شخص، بما في ذلك شخص لم يعد حياً".
وفيتصريحات لموقع "دي ريجستر" البريطاني، قال روهرر: "بعد قصة باربو، قررت إنشاء خدمة ذات غرض خاص عندما رأيت مثل هذه الرغبة في المجتمع حول مشروع ديسمبر. أردت أن أبني شيئاً أفضل لهؤلاء الأشخاص. آمل أن يحصلوا على المساعدة التي كانوا يبحثون عنها من خلال هذه التجربة".
ولجعل المحادثات أكثر واقعية وخصوصية، يُطلب من المستخدمين ملء استبيان حول الشخص الذي يرغبون في محاكاته والتحدث معه، مع ذكر اسمه وعمره وهواياته وذكرياته وحقائق عنه. ويستخدم "مشروع ديسمبر" هذه المعلومات لبناء البوت.
يقول أحد الأشخاص الذين استخدموا المنصة مؤخراً للتحدث مع شخصيات مختلفة، إن نوعية المحادثات تختلف بحسب المقصد منها، إذ "يمكن أن تكون المحادثات مضحكة أو مخيفة أو عميقة أو روحانية". ويوضح أنه استخدم المنصة كثيراً، وعلى شخصيات مختلفة، لدرجة أنه حاول إنشاء بوت دردشة للحديث مع شخصيته المستقبلية الميتة.
ليس الموتى فقط من بين استخدامات الذكاء الاصطناعي الكثيرة، يبدو أن فكرة صناعة شخصية -سواء وهمية أو حقيقة- تحظى بالكثير من الاهتمام خلال الشهور الأخيرة. وقد استمع العالم، الأسبوع الماضي، إلى حوار جديد للمؤسس المشارك لشركة "أبل"، ستيف جوبز -الذي توفى قبل أكثر من 10 أعوام- فيمقابلة بودكاست مزيفة بالكامل، لدرجة أن صوت المحاور نفسه جو روغان كان مزيفاً. عملت شركة توليف صوتي تدعى (Play.ht) على استنساخ صوت الرجلين، وجعله يبدو وكأنه حواراً حقيقياً بينهما، وذلك بعدمادربت نموذج ذكاء اصطناعي على سيرته الذاتية، وكل التسجيلات الصوتية المتوفرة له على الإنترنت، حتى تتمكن من "إعادة صوته إلى الحياة".
بالطبع لا يقتصر الأمر على المتوفين فقط، حيث نشرنا مؤخراً كيف يسعى الكثير من الناسلصنع توائم رقمية لأنفسهم، وكيف حاول نجم كرة السلة الأميركية كارميلو أنتوني، إنشاء توأم رقمي له يتمتع بشخصية مختلفة عن شخصيته الحقيقية، حتى يتمكن من التنافس والتفاعل معه.
بالرغم من الانتقادات التي تواجه هذه التقنية -ككل التقنيات الجديدة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي- سواء لكونها غريبة، أو باعتبارها تعدياً على الخصوصية وتتطلب الكثير من المعلومات الشخصية، التي قد يتم استخدامها بطريقة خاطئة، إلا أنها في تحمل في طياتها إمكانات واسعة وقد تجلب الراحة إلى الكثير من الناس، وربما يمكن استخدامها مستقبلاً كجزء من برامج العلاج النفسي.
في جميع الأحوال، إذا أردت خوض هذه التجربة بنفسك، يمكنك التسجيل عبر هذاالرابط
:بعض مقالاتنا في جديد العلوم والتكنولوجيا لهذا الأسبوع
لأفضل تجربة في الوصول للمحتوى يمكنك تحميل التطبيق مجاناً عبر أندرويد وآيفون
نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك، استمرار استخدامك للموقع يعني موافقتك على ذلك. سياسة الخصوصيةأوافقX
Privacy & Cookies Policy
Privacy Overview
This website uses cookies to improve your experience while you navigate through the website. Out of these cookies, the cookies that are categorized as necessary are stored on your browser as they are essential for the working of basic functionalities of the website. We also use third-party cookies that help us analyze and understand how you use this website. These cookies will be stored in your browser only with your consent. You also have the option to opt-out of these cookies. But opting out of some of these cookies may have an effect on your browsing experience.
Necessary cookies are absolutely essential for the website to function properly. This category only includes cookies that ensures basic functionalities and security features of the website. These cookies do not store any personal information.
Any cookies that may not be particularly necessary for the website to function and is used specifically to collect user personal data via analytics, ads, other embedded contents are termed as non-necessary cookies. It is mandatory to procure user consent prior to running these cookies on your website.