تاريخ النشرة : 13-09-2022 يكتبها هذا الأسبوع: شوكت قنبر
مضى 127 عاماً على نشر رواية آلة الزمن (The Time Machine) التي كانت أول من يطرح فكرة السفر عبر الزمن، وهي الرواية التي ألهمت عدداً لا يحصى من قصص وروايات وأفلام الخيال العلمي عن السفر للماضي أو المستقبل.
على الرغم من تطور مختلف العلوم، لم يتمكن العلماء حتى الآن من تحديد ما إذا كان من الممكن السفر عبر الزمن أو لا، وربما لن نعرف الحقيقة أبداً.
هذا يعود إلى أن السفر عبر الزمن يتجاوز قدرتنا على فهم العالم، تخيل فقط ما الذي يمكن أن يحدث لو تمكن شخص ما من العودة بالزمن إلى الوراء وقتل جده، ما يمنع ولادة والده وبالتالي ولادته.
لقد شاهدنا أمراً مماثلاً في فيلم الخيال العلمي الشهير العودة للمستقبل (Back to the Future) حين عاد بطل الفيلم بالزمن لمنع والدته من الارتباط بشخص آخر غير والده.
كثير من العلماء، ومنهم العالم البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ، أجمعوا على أن العودة بالزمن إلى الماضي هو أمر مستحيل، لكن السفر إلى المستقبل هو أمر ممكن، على الأقل نظرياً.
نحن جميعاً نسافر عبر الزمن من الماضي إلى المستقبل بسرعة ثابتة، أي بسرعة ساعة واحدة في الساعة. لكن العلماء يقترحون عدة طرق لتسريع الانتقال نحو المستقبل.
1. السفر عبر الزمن عن طريق السرعة
هذه هي الطريقة الأسهل للسفر عبر الزمن إلى المستقبل البعيد، للقيام بذلك، فقط انطلق بسرعة كبيرة جداً.
بحسب النظرية النسبية الخاصة لأينشتاين، عندما تنتقل بسرعة كبيرة تقترب من سرعة الضوء، فإن الوقت الذي يمر عليك سيكون بطيئاً بالنسبة للعالم الخارجي.
هذه ليست مجرد فكرة نظرية، فالعلماء تمكنوا من إثباتها، وذلك عن طريق استخدام ساعتين ذريتين، تم وضع الساعة الأولى على طائرة نفاثة، والساعة الثانية في مكان ثابت على الأرض، لاحظ العلماء أن الساعة على الطائرة كانت تتحرك بسرعة أبطأ.
الفرق في التوقيت في الساعتين كان ضئيلاً للغاية ولا يمكن ملاحظته إلا بأدوات خاصة، لكن إن كنت على مركبة تنتقل بسرعة تعادل 90% من سرعة الضوء، فإن الوقت سيكون أبطأ بمعدل 2.6 مرة.
2. السفر عبر الزمن عن طريق الجاذبية
طريقة أخرى للسفر عبر الزمن تحدث عنها ألبرت أينشتاين، لكن في النظرية النسبية العامة هذه المرة، والتي تنص على أنه كلما كانت الجاذبية أقوى، يمر الزمن بسرعة أبطأ.
ولأن جاذبية الأرض تقل كلما ابتعدت عن مركزها، فإن قوة الجاذبية التي تؤثر على قدميك أقل من قوة الجاذبية التي تؤثر على رأسك، ما يعني أن الوقت يمر على قدميك أبطأ من رأسك، لكن الفرق يكون ضئيلاً للغاية ولا يمكن قياسه أو الشعور به.
تمكن فيزيائيون من المعهد الوطني الأميركي للمعايير والتكنولوجيا (NIST) من إثبات هذه النظرية في عام 2010، حيث وضعوا ساعتين ذريتين إحداهما فوق الأخرى بـ 33 سم، وقاسوا الفرق في الوقت بين الساعتين بدقة. تبين أن الوقت في الساعة السفلية يمر بسرعة أبطأ لأنه يتأثر بجاذبية أقوى قليلاً.
هذا يعني أن كل ما نحتاجه للسفر إلى المستقبل هو جسم ذو جاذبية كبيرة للغاية، توفر الثقوب السوداء هذا الجسم، وكلما اقتربت من أفق الحدث (المنطقة المحيطة بالثقب الأسود والتي لا يستطيع أي شي الإفلات من جاذبيته فيها)، سيمر الوقت بسرعة أبطأ، لكن ذلك خطير للغاية، ففي حال الدخول لحدود أفق الحدث، لن تتمكن من الخروج أبداً.
هناك طريقة أخرى للسفر عبر الزمن إلى المستقبل وهي إبطاء تأثرك بالوقت عن طريق إبطاء أو تجميد العمليات الحيوية التي تحدث في جسمك، ثم إعادة تنشيطها في المستقبل.
هذا بالضبط ما تقوم به بعض الكائنات الحية، على سبيل المثال، تقوم الدببة والسناجب بإبطاء عملياتها الحيوية والدخول في حالة سبات شتوي، ما يقلل عملية الاستقلاب وبالتالي الحاجة للأوكسجين والطعام، ثم تعود لتنشيط عملياتها الحيوية مجدداً حين تتحسن ظروف الطقس.
لكن هل نستطيع نحن البشر القيام بذلك؟ حتى الآن، لا نستطيع، لكن العلماء قد يتمكنون من ذلك، وربما سنتمكن من الدخول في حالة سبات لفترة طويلة ثم الاستيقاظ مجدداً بعد مئات أو آلاف السنين.
:بعض مقالاتنا في جديد العلوم والتكنولوجيا لهذا الأسبوع
نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك، استمرار استخدامك للموقع يعني موافقتك على ذلك. سياسة الخصوصيةأوافقX
Privacy & Cookies Policy
Privacy Overview
This website uses cookies to improve your experience while you navigate through the website. Out of these cookies, the cookies that are categorized as necessary are stored on your browser as they are essential for the working of basic functionalities of the website. We also use third-party cookies that help us analyze and understand how you use this website. These cookies will be stored in your browser only with your consent. You also have the option to opt-out of these cookies. But opting out of some of these cookies may have an effect on your browsing experience.
Necessary cookies are absolutely essential for the website to function properly. This category only includes cookies that ensures basic functionalities and security features of the website. These cookies do not store any personal information.
Any cookies that may not be particularly necessary for the website to function and is used specifically to collect user personal data via analytics, ads, other embedded contents are termed as non-necessary cookies. It is mandatory to procure user consent prior to running these cookies on your website.