تاريخ النشرة : 12-04-2022 يكتبها هذا الأسبوع: وسام شاهين
طلبت أستاذة جامعية أميركية من طلابها من الجيل زد أن يفتحوا ملف الواجب على حواسيبهم، وأعطتهم المسار الكامل لمكان تخزين الملف. تفاجأت بأنهم لم يفهموا معنى المسار أو المجلد! ولم يتمكنوا من الوصول إلى الملف المطلوب. واكتشفت أن هذا الجيل من الشباب يمتلك عقلية رقمية مختلفة لدرجة أنهم لا يشاركونها نفس الأفكار عن "البنية الهرمية القديمة" للملفات وللإنترنت وللكثير مما تعتبره من البديهيات. هؤلاء يصلون إلى ملفاتهم بمجرد البحث على جوجل درايف أو ون درايف، ويصلون إلى أي منشور أو خبر على فيسبوك أو إنستقرام بمجرد كتابة بضعة أحرف على هواتفهم الذكية، وربما كان تقديرهم لحجم معرفتك بالتكنولوجيا يشبه تقديرك أنت، أنت من تعتبر نفسك مواطناً رقمياً، لحجم معرفة جدك، المهاجر الرقمي، بكيفية استخدام الإنترنت!
هل تعتقد أنك مواطن رقمي فعلاً؟ أم أصبحت من المهاجرين؟ لقد ترعرع هذا الجيل المولود بين عامي 1995- 2010 ضمن فضاء رقمي مختلف للغاية عما عرفه أهلهم وأساتذتهم. ويعايشون حقبة يتسارع فيها التطور التكنولوجي بوتيرة لم تعرفها البشرية من قبل. فكيف ستغير هذه التكنولوجيات أسلوب حياتهم وتفاعلهم مع العالم؟
إليك بعض المزايا المهمة التي بدأ هذا الجيل بالتمتع بها وأخذت تشكل جزءاً أصيلاً من وعيه وحياته: متصلون دوماً: رغم أن الاتصال بالإنترنت كان متاحاً لجيل الآباء، إلا أن انتشار الهواتف الذكية وتكنولوجيا مثل إنترنت الأشياء هو ما جعل "الاتصال الدائم" متوافراً أكثر من أي وقت مضى. وأبناء الجيل زد ليسوا متصلين ببعضهم البعض فحسب، وإنما متصلون بكل ما حولهم من أجهزة وشاشات وسيارات وساعات ذكية. وتتراوح التطبيقات التي توفرها إنترنت الأشياء بين أمور بسيطة مثل طبق البيض الذكي، الذي ينبهك إلى أن البيض في منزلك أوشك على النفاد، إلى تطبيقات غاية في التعقيد مثل المدن الذكية التي تستخدم أجهزة الاستشعار والأضواء والعدادات لجمع البيانات وتحليلها، لتحسين البنية التحتية والمرافق العامة والخدمات.
وصول أكبر إلى رعاية صحية أفضل: توفر أجهزة المراقبة الطبية متابعة دائمة للمرضى وتتيح إمكانية التطبيب عن بعد، وتتيح تكنولوجيا اتصالات الجيل الخامس مع الروبوتات حتى إمكانية إجراء العمليات الجراحية عن بعد على يد أفضل الجراحين في العالم. وعلى سبيل المثال، يتم استخدام نظارات "هولولنز 2"، وهي عبارة عن نظارة واقع مختلط، وتشغيلها أثناء العمليات الجراحية عن طريق إيماءات اليد والأوامر الصوتية، ما يتيح للجراحين عرض صور الأشعة السينية لأطراف المريض وغيرها من الأشعة على شكل صور افتراضية ثلاثية الأبعاد، وإمكانية تحريكها لرؤيتها من زوايا مختلفة. كذلك يتيح هذا النظام للأطباء إمكانية الوصول إلى بيانات المريض أثناء الجراحة، واستدعاء مقاطع الفيديو أو المراجع للمساعدة في حل المشكلات والاتصال بمتخصصين آخرين للحصول على المشورة في الوقت الفعلي.
وصول إلى تعليم ذو جودة عالية: حيث يمكن لأي أحد من أي مكان اليوم اتباع مناهج أفضل الجامعات عبر الإنترنت، وتتيح تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إمكانية تقديم تعليم ذو طابع شخصي مصمم بما يتناسب مع مستوى كل طالب في الصف. كما تساعد تكنولوجيات مثل الواقع الافتراضي والمعزز والميتافيرس والهولوجرام في تدريب طلاب الجيل زد ومنحهم تجربة تعلم فريدة لم يختبرها أي جيل سابق.
وصول أسهل إلى الخدمات المالية: لا يحتاج أبناء هذا الجيل الرقمي للذهاب إلى البنك لإجراء معاملاته المالية أو دفع الضرائب، بل يستخدمون تطبيقات على هواتفهم ويستفيدون من التكنولوجيا المالية في إدارة كافة شؤونهم وتعاملاتهم المالية.
ليس فقط الوصول وإنما التحكم بشبكة الإنترنت: حيث تتيح تكنولوجيا الويب 3 القائمة على البلوك تشين للأفراد إمكانية التحكم بأجزاء من شبكة الإنترنت بدلاً من الهيكلية القديمة التي تقوم على وصول المستخدمين فقط إلى الإنترنت عبر خدمات تقدمها وتمتلكها شركات مثل جوجل وميتا. وهذا يمنح المستخدمين سيطرة أكبر على بياناتهم وحماية أكبر لخصوصيتهم.
ربما تقول إن جميع الأجيال تعايش هذه التطورات بالفعل وتستفيد منها، وهذا صحيح، لكن قسماً كبيراً منا قد بدأ يفقد صفة المواطن الرقمي وبدأ يقترب أكثر من صفة "المهاجر الرقمي" الذي يتعلم استخدام التكنولوجيات الناشئة الجديدة كما تعلم أجدادنا وآباؤنا استخدام الهاتف المحمول! بينما الجيل زد (والجيل التالي المسمى ألفا) يعيش هذه التطورات باعتبارها جزءاً أصيلاً من أسلوب حياته وبعضاً من هويته. وربما سيكون من باب الدقة أن نطلق على أبناء هذا الجيل صفة "المواطن الرقمي الجديد". وربما خلال بضعة أعوام، سيكون هناك تسمية خاصة مثل "الجيل أوميغا" تشمل المولودين خلال فترة عامين فقط ممن يمتلكون عقلية رقمية تختلف عمن سبقهم!
نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك، استمرار استخدامك للموقع يعني موافقتك على ذلك. سياسة الخصوصيةأوافقX
Privacy & Cookies Policy
Privacy Overview
This website uses cookies to improve your experience while you navigate through the website. Out of these cookies, the cookies that are categorized as necessary are stored on your browser as they are essential for the working of basic functionalities of the website. We also use third-party cookies that help us analyze and understand how you use this website. These cookies will be stored in your browser only with your consent. You also have the option to opt-out of these cookies. But opting out of some of these cookies may have an effect on your browsing experience.
Necessary cookies are absolutely essential for the website to function properly. This category only includes cookies that ensures basic functionalities and security features of the website. These cookies do not store any personal information.
Any cookies that may not be particularly necessary for the website to function and is used specifically to collect user personal data via analytics, ads, other embedded contents are termed as non-necessary cookies. It is mandatory to procure user consent prior to running these cookies on your website.
