الآثار السلبية لقضاء الأطفال زمناً طويلاً أمام الشاشات
1- التركيز المنخفض: أصبح المعلمون والآباء على دراية بتأثير قضاء الأطفال والمراهقين لوقتهم أمام الشاشات على مدة التركيز المتوقع منهم، فالتركيز يرتبط أكثر ما يرتبط بالصبر، وفي عالم يمكنك الوصول فيه إلى أي مادة وبسرعة منقطعة النظير، لا يمكن أن نتوقع أن يكون الصبر ميزة، ما ينعكس على مدة التركيز التي انخفضت منذ بداية التسعينات وحتى اليوم من 12 ثانية إلى 8 ثوانٍ.
2- مخاطر تعريض الخصوصية للخطر: كبُر أطفالنا ومراهقونا في ظل عالمٍ مفتوح، لا يصعب الوصول فيه إلى شيء. بإمكانك أن تنقل شعورك وتنقلاتك وحالتك الاجتماعية والوظيفية للجميع، فهذا لا يتطلب الكثير من العناء. يمكن للجميع أن يكون لهم رأي وبأي قضية. لكن الأطفال والمراهقين قد لا يدركون تماماً ما هي المخاطر السيبرانية المحيطة بهم، إنهم لم يصلوا بعد للمرحلة التي يجدون بذلك تهديداً جدياَ لهم. والنتيجة أن ترافق استخدامهم المتزايد للشبكات وغيرها مع تزايد وقوعهم ضحايا احتيال إلكتروني، وانعدام تقديرهم لخصوصياتهم التي يمكنكم مشاركتها مع الجميع، بالإضافة إلى التحرش، فمخاطر الأمن السيبراني بحاجة فعلاً لأشخاص أكثر نضجاً للتعامل معها.
3- خطر الإصابة بالاكتئاب ومشكلات في الصحة النفسية: تفيد الإحصائيات بأن نسبة الأطفال والمراهقين الذي يُصابون بالاكتئاب تتناسب طرداً مع الاستخدام المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي. كما ازدادت نسبة الانتحار بين هذه الفئة، ويربط الخبراء بين الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي وبين انخفاض التقييم الذاتي أيضاً، نتيجة غزارة المواد المعروضة أمامهم وبروز المقارنات مع الآخرين الذين قد لا ينقلون سوى صورة محسنة جداً لما هم عليه.
4- البدانة: كان عالم ما قبل الشاشات قائماً على الحركة، التسلية والمرح كانا يعنيان في كثير من الأحيان اللعب والنشاط والحركة والتواجد بالطبيعة، وبالتالي انعكس ذلك على الصحة الجسدية عموماً، أما اليوم، فكيف يمكننا أن نتوقع من طفل أو مراهق مشدود دائماً إلى الشاشات ألا يصاب بالبدانة، لا سيما إن كان ممن يتناولون وجبات سريعة!
5- التأخر الدراسي: نتيجة هدر الوقت أمام الشاشات بالإضافة إلى مشكلة قلة التركيز.
6- التنمر الإلكتروني: وقع معظمنا ضحايا للتنمر في مرحلة ما، ربما تعافينا وأصبحنا نعي أبعاد المشكلة. لكن مع وجود الشاشات التي تمكن الأطفال والمراهقين من الوصول لعوالم مختلفة، أصبح التنمر أسهل، فقد لا يتطلب سوى بضع ثوانٍ في كتابة تعليق سيحفر عميقاً في ذهن صديق أو أي طفل أو مراهق آخر.
7- مشكلات التواصل الاجتماعي: أصبح أطفال ومراهقو اليوم يفضلون التواصل بالرسائل النصية على التواصل وجهاً لوجه. حتى لو كان هؤلاء الأطفال معاً، ستجدهم مشدودن أكثر إلى أجهزتهم وما فيها.
الأطفال وعالم الميتافيرس
وجد باحثو مركز مكافحة الكراهية الرقمية أن القاصرين يتعرضون للمحتوى المسيء والمحرض على الكراهية والتنمر والتحرش الجنسي وإساءة التعامل مع المستخدمين الآخرين. لذا، إن لم تعالج ميتا هذه المشكلات، لا يمكن أبداً لعالم الميتافيرس أن يكون آمناً بالنسبة للأطفال، الذين لن يقاوموا فضول التعرف عليه دون شك.
كيف يمكن علاج هذه المشكلات؟
القول بحرمان الأطفال من الأجهزة المحمولة يقترب من كونه خيالاً علمياً لا يمكن تحقيقه أبداً. فهذا هو واقعهم وعليهم أن يتعلموا بمساعدة الكبار والمسؤولين عنهم كيفية إدارته.
1- كن قدوة: هل تتوقع مثلاً أن يدمن طفلك القراءة ما لم يرَك كذلك، كن على ثقة بأن الإجابة الأولى التي ستتلقاها إن طلبت منه ترك جهازه وأنت تتشبث به هي "لم لا تتركه أنت أيضاً؟".
2- وضع برنامج لنشاطات عائلية تشرك الأطفال مع الآباء في ألعاب ونزهات، وأضعف الإيمان تبادل أطراف الحديث.
3- الرقابة الأبوية: سنسلم باستخدام الأجهزة المحمولة لهذا الفئة العمرية، لكن فعل أدوات الرقابة الأبوية، فمن الأهمية بمكان أن تعرف ما الذي يتعرض له طفلك.
4- اجعل وقته بنّاء أمام الشاشات بحثه على استخدام تطبيقات وبرامج تعليمية مفيدة. وضح له أهمية التكنولوجيا في حياتنا، وبأنها ليست فقط ما نراه من مواد بصرية بهدف إمضاء الوقت.
5- كن خبيراً ولو بشكل محدود، بحيث تتمكن من وضع حد زمني لاستخدام راوتر المنزل.
6- التثقيف المستمر حول المخاطر التي يمكن أن تتواجه، وبضرورة طلب المساعدة إن واجهه أي منها.
طبعاً، لا تنسَ أن توضح مزايا هذه الشاشات وما يمكن أن تحمله لهم مستقبلاً من فرص تعلم وعمل ثمينة، أو معرفة، أو حتى بتقريبها لكل بعيد عنهم، حدثهم عن عالمٍ كاملٍ قائم على التكنولوجيا وعلينا الاستعداد له جيداً.