تبقى الفئران على قيد الحياة لأشهر فقط في البرية، ولكنها يمكن أن تعيش لمدة سنتين إلى 3 سنوات في المختبر. بلغ عمر الفئران المستخدمة في التجربة الأخيرة 124 أسبوعاً عندما خضعت للعلاج؛ أي أنها كانت قريبة من نهاية حياتها. وفقاً لديفيدسون، لم تعش الفئران التي خضعت للعلاج فترة أطول بشكل ملحوظ فقط، بل إنها حظيت بدرجات أعلى في الاختبارات التي تقيّم الصحة العامة أيضاً.
لم يكن مقدار إطالة العمر بحد ذاته غير مسبوق. بيّن الباحثون الذين يعملون في أحد البرامج الحكومية الأميركية، والذي يهدف إلى اختبار الأدوية الخاصة بإطالة العمر، أن هناك العديد من المركّبات، مثل دواء رابامايسين (rapamycin)، التي يمكن أن تطيل عمر الفئران بنسبة تتراوح بين 5 و15%.
يجب أن تتلقى الفئران هذه المركبات خلال معظم حياتها، في حين أن آثار تقنية إعادة البرمجة تعتبر فورية. يقول ديفيدسون: "يشبه الأمر الحصول على جميع الفوائد دون القيام بأي جهد".
ما الخطوات التالية؟
تقوم شركة ريجوفينيت بايو حالياً بتطوير أدوية العلاج الوراثي المخصصة للكلاب الأليفة والبشر، وتشمل هذه الأدوية دواءً مصمماً لعلاج فشل القلب. لكن وفقاً لديفيدسون، قد يكون من الممكن تطبيق تقنيات تجديد الشباب على البشر على المدى الطويل. يقول ديفيدسون: "لم أكن لأعمل في هذا المجال لو أني لم أعتقد أن هذا ممكن".
ستكون هناك حاجة لتعلم الكثير قبل تحديد التغيرات التي تتسبب فيها مورثات إعادة البرمجة على الفئران. ويقول الباحثون إن الفرق البحثية المختلفة ستكرر التجارب لتقتنع بنتائجها. يقول بورك ينسن: "أرغب في أن أرى فريقَ بحثٍ مختلفاً يجري تجارب مشابهة ويتعمق أكثر في تفسير ما يحدث".
يقول سيباستيانو إن تأثير إطالة الحياة الذي أبلغت عنه شركة ريجوفينيت بايو قد يكون ناتجاً عن تغيّرات طرأت في عضو واحد أو مجموعة من الخلايا بدلاً من أن يكون تأثيراً يشمل أجسام الفئران بالكامل. يتمثّل أحد العيوب في البحث الذي أجرته هذه الشركة في أنها لم توثّق بشكل دقيق نوع الخلايا التي طرأت عليها التغييرات الناجمة عن العلاج الوراثي وعددها.
تركز العديد من الشركات الآن على تنفيذ الخطط المتعلقة بإنتاج أدوية إعادة البرمجة، ولكنها تنتقي الحالات الطبية المعترف بها وتضيّق نطاق جهودها ليشمل أعضاء جسدية معينة فقط.
على سبيل المثال، تأمل شركة تيرن بايو (Turn Bio)، والتي شارك في تأسيسها سيباستيانو، في حقن مركبات إعادة البرمجة في جلد البشر لإزالة التجاعيد أو إعادة إنماء الشعر. وتستعد شركة أخرى تحمل اسم لايف بايوساينسز (Life Biosciences) لاختبار ما إذا كان بالإمكان تطبيق تقنية إعادة البرمجة على خلايا العين لعلاج العمى.